تكسر يا قلبي إيقاعا ولملم شتاتك طربا
رابح التيجاني
تكسر يا قلبي إيقاعا
ولملم شتاتك طربا،
أنا شرعت للريح زنازنك
فهل أسأل كيف العصفور هربا ؟
آه هي الطيور تغني
أسيــــــــرة تغني
لنا
أنا
أنا شرعت قلبي للريح أبجدية
وأحرقته كتبا ،
كنت السالب
ولعنت من سلبا ،
فلله يا قلبي ما هو باق
ولله يا عصفوري ما ذهبا ،
ولنجدل من سياط الريح أوتارنا
ولنجعل طول الأرض وعرضها خشبا ،
وتعال يا نزيف الصدى المسافر أبدا
ملالة وغضبا ،
تعال يا نغم الروح العجوز
طوح معي بمضارب العشيرة مغتربا ،
أرصفة الدنيا المهجورة انخسفت بنا
والأهل اقتبلونا غرباء غربا ،
آه أيتها الطيور الداخلة إلى القلب
الطيور الخارجة من القلب
ما الشدو إن أنا شدوت منتحبا ،
آه أيتها الغائبة كشمس الشتاء والمنافي
وأبي منذ اعتكف تحت الأرض
واحتجبا ،
تعصاني الحرية حرا
تنقاد لي عبدا
تطير معي
تطير بي في الفضاء
خلف القضبان شهبا ،
مالي لا أداني روحها المغناج
إلا مكتئبا ،
ما للفرحة إذ تضبطنا
تتدفق بعيونها شلال إشراقة
وتتلبس بوجهي سحبا ،
أعياني حضورها الزئبقي
اليقين الفالت باليقين
والحلم المستيقظ في الظهيرة
مرتعبا ،
ألجمت المعاناة وعانيت
أرخيتها عانيت
فأين مني الحال فوق الأحوال
صدقا أو كذبا ،
هذا المد المجزور الجزر الممدود أنهكني
أيرتاح من بين الضدين استراح
منجذبا ،
لله ما يمنع أيتها المتمنعة
ولله ما وهبا ،
حبيبتي الصمت
ويالي من الصمت معنى
مثقلا بالمعنى
ومحتجبا ،
حبيبتي الصمت
هل أسبر غورها عاشقا
أم أهتك الستر مغتصبا ،
الصمت الصمت لا كان
وكل اللغات اختصرناها استفهاما
وعجبا ،
أأنت يا أنت أنت
ومن أين لي أن أدري
وكيف لي أن
وهل
وآه آه وواعجبا ،
حبيبتي القدرة
حبيبتي اللعب
ويالي ممن إذا اقتدر
لعبا ،
..وفرشنا بيننا العناقيد
كرات أرضية بكائناتها
وعصرنا الأكوان عنبا ،
وأكلنا وشربنا
ما أكلنا غير الزمن نيئا
ومن منكم قارعنا دنان الموت
يصف ما شربا ،
أواه حبيبتي عراها البحر غير طازجة
للشمس والناس
والكون
الكون بوقار يصلي لخصرها
جنبا ،
تمر يا "أيها الراقدون " فوق فوق الرمال
فوق فوق تمر
يا مرارة اليوم والخطو
والحلم إذا ساخ في النور أو النار
هدبا ،
يا أنت
ياغلب الأيام والأحلام
والمدام منهرقا ومنسكبا ،
يا مرايا السبع بنات
"تتكرشخ "انكسارا انشطارا
حببا،
وتأتي البنات بلورا مبعثرا
يلملم الليل حباته
في مشانقه
مضطربا ،
أيتها الغياب المشدود إلى توتر الأعصاب
عصبا ،
لك الإسترخاء انتشاء
لك الجهاد عبر إغفاءة العمر في لقيانا
حتى نشكو كالعادة في مخدعنا العياء
والتعبا ،
غن غن أيتها المكلومة
يا تجلي الغناء
يا كمونه
يخبو بالمأتلق
ويأتلق بما خبا ،
إني انهزمت بهزيمة شدوي
فانصريني بنصر صمتك والغياب
وانصريني بهزيمة ما أقول
ليس يعف من غلبا ،
أبدا لا يعفو من غلبا ،
أبدا
أبدا
أبدا تكسر يا قلبي إيقاعا
ولملم شتاتك طربا ،
أن تبكي خارج القفص
تضحك داخله
عبث لا أستسيغ له سببا ،
أنا شرعت للريح زنازنك
ما همني أقام العصفور
أم هربا ،
ولله يا قلبي ما هو باق
ولله يا كل الدنيا ما ذهبا ،
لله يا كل الدنيا ما ذهبا .
نشرت بالملحق الثقافي للعلم في 8 دجنبر 1984
التعليقات (0)