ماهر حسين.
نعود إلى مصر ...نعود لها من بوابة الجامع الجامعة ...جامع الأزهر ...جامعة الأزهر ...الأزهر الشريف هذا الجامع الذي تأسس منذ ما يزيد عن الألف عــــام حيث أنشئ لغرض نشر المذهب الشيعي ...عندما حكم مصر الخلفاء الفاطميين ولكنه لاحقا" لذلك تحول إلى تدريس الإسلام حسب المذهب السني ....هذا الجامع الذي سٌمي الأزهر نسبة إلى سيدة النســــاء الزهراء فاطمة رضي الله عنها .
الأزهر الشريف ...مر عليه كل الحكام وبقي الأزهر..الجميع مر ومضى وبقي الأزهر شامخا" بدوره وعلمه الذي يقدمه للمسلمين .
وبالنسبة لي يبقى خطاب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956 من الأزهر الشريف حيث خاطب الشعب المصري والأمة العربية إشارة واضحة إلى دور الأزهر ورؤية الحكـــــــــام له كأساس للحكم وللمواجهة .
لست بوارد تقديم سرد تاريخي عن الأزهر أو الحديث حول دور الأزهر الدعوي الكبير .
فالأزهر الشريف ...تقدم دوره ببعض الأحيان ...وتراجع دوره بأحيان أخرى ودوما" هناك ارتباط بين قوة مصر ودورها الإقليمي وبين قوة الأزهر الشريف وتأثيره .
ومع هذا فإن الأزهر الشريف يتعرض الآن و في زمن الإخوان المسلمين إلى هجمة من نوع جديد ،هجمة حزب الإخوان الذي يسعى للسيطرة على كل مفاصل الدولة المصرية وبالطبع الأزهر واحد من أبرز المؤسسات التي يسعى الإخوان المسلمين للسيطرة عليه لما له من دور في تثبيت أركان الحكم الإخواني ولما له من قيمة معنوية وتأثير في مصر والعالم العربي والإسلامي .
من هنا وجدنا محاولات أخوانيه متعددة للسيطرة على الأزهر الشريف والمساس باستقلاليته فبعد أن قام الرئيس مرسي بالسيطرة على وزارة الأوقاف حيث تم أخونة الوزارة بتعيين العشرات من الإخوان فيها وبعد أن تم أخونة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية يجري بكل الطرق العمل على أخونة الأزهر الشريف ...لتتحول كل المؤسسات الدينية إلى تابع صغير للمرشد العام وللإخوان .
ولقد قاوم الأزهر الأخونة حيث يصر شيخ الأزهر وأمامه الدكتور احمد الطيب على استقلال مشيخة الأزهر وقد أكد الدكتور الطيب بأن (الأزهر عصي على الذوبان في أي فصيل أو جماعة ) وبالطبع هذه إشارة واضحة لجماعة الإخوان المسلمين التي تسعى جاهده للسيطرة على الأزهر .
إن الأزهر الشريف حتما" سيكون عصيا" على سيطرة الإخوان فهو واحد من قلاع الوسطية بالإسلام وواحد من المؤسسات الراسخة في التاريخ العربي والإسلامي والتي تحظى بدعم المسلمين والعرب تقديرا" لدور الأزهر الشريف ولقد شاهد العالم كله احتفاء دولة الإمارات العربية المتحدة وشيوخها الكرام بالأزهر وبإمام الأزهر الدكتور أحمد الطيب .
لقد قامت الإمارات العربية المتحدة بتكريم الدكتور احمد الطيب ( شيخ الأزهر الشريف ) لفوزه بجائزة (الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية ) واحتفت الإمارات وشيوخها بالدكتور احمد الطيب لما له من دور هـــام كشخصية ثقافية تقود مؤسسة نعتز بهـــــــــا جميعا".
ففي الوقت الذي يقوم به البعض في مصر بمحاولة التأمر على الشيخ الدكتور احمد الطيب لعزله ولإحراجه في تمثيله للأزهر الشريف عبر إثارة العديد من القضايا العجيبة (مثل موضوع التسمم في الجامعة) وفي الوقت الذي يصر به الأزهر على مواجهة التطرف والتعصب والتشدد الديني و يصر الأزهر على موقفه في مواجهة الأطماع الإيرانية بالمنطقة وضرورة وقف سب الصحابة الكرام ومنح أهلنا في الأهواز حقوقهم كاملة وفي الوقت الذي يقف به الأزهر الشريف لجانب شعب فلسطين وسوريا قامت الإمارات العربية المتحدة بتكريم الشيخ الدكتور احمد الطيب في إشارة واضحة إلى دعمها للوسطية الدينية ولدعمها للأزهر الشريف ولإمامه وهذا تعبير عن مواقف الإمارات العربية المتحدة وشيوخها الكرام وقد ساهم تكريم الدكتور احمد في عودة الدفيء للعلاقات المصرية الإماراتية كما جاء بالعديد من التقارير ونرجو من الحكام الجدد في مصر أن يتعلموا من هذا الدرس في إدارة العلاقات ...مصر في قلب الجميع ومصر بشعبها تحظى باحترام الجميع ..مصر بأقباطها ومسلميها مرحب بها من الجميع ...ولكن على الحكام الجدد في مصر ومعهم بالطبع المرشد العام للإخوان أن يعلموا بان التخريب ومحاولات نشر و تعزيز دور جماعة الإخوان المسلمين بالدول على حساب الشرعية القائمة ليس الطريق الصحيح للعلاقات مع العرب والمسلمين .
لقد شعرت بالسعادة والفخر لهذا التكريم الإماراتي للشيخ الدكتور احمد الطيب ...وشعرت بالسعادة لهذه أللفته الكريمة من الإمارات العربية المتحدة وهذا ليس غريبا" عن (دار زايد ) وقد شكر الدكتور احمد الطيب الإمارات وحكامها وقال في وصف الشيخ زايد رحمه الله (أقدم شكري لذكرى الراحل العظيم حكيم العرب وفارسها المغوار وباعث نهضة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان هذا البطل العربي الذي لا تزال مآثره خالدة وأياديه البيضاء ممتدة في ربوع مصر كلها )وأشار إلى أن أثار الراحل الشيخ زايد امتدت للأزهر الشريف وأكد بأن هذه الجائزة ستشجعه للمضي في طريق الوسطية التي تجمع الأصالة والمعاصرة والتمسك بالسلم والأمن والتعايش .
أنا مع الوسطية والسلم والأمن والتعايش ...كل الاحترام للأزهر ولشيخه وللإمارات العربية المتحدة .
التعليقات (0)