تكريم المتميزين

قضية تكريم الأشخاص المتميزين في مجال ما (علمي – أدبي – فني) هو موضوع كل ساعة في كل بلد.. والحكومات التي تتحكم بها عقول مثقفة لا تألوا جهداً في تقديم الدعم المعنوي أولاً والمادي ثانياً لمبدعي مجتمعاتها سواء ممن عاصرت فترات حكمها هؤلاء المبدعين او أدركت وضعهم بعد مماتهم.

وإلقاء الضوء على ما تم من تكريم (علماء وأدباء وفنانين) من مختلف فروع الإبداع في العالم عموماً وفي المنطقة العربية خصوصاً سيوصلنا الى تجليات من الاهتمامات الرسمية والشعبية بهم باعتبارهم شخوص رموز لمجتمعاتهم إضافة للإقرار بأن مساهماتهم النوعية تصب في المساهمة بتطوير الحياة والذوق العام أيضاً وكذلك في التوعية من أجل الظفر بمستقبل إنساني أفضل تجني فيه المجتمع ثمار جهود علمائه وأدبائه وفنانيه خصوصاً الذين يمكن اعتبارهم ملتزمين بمبدأ خدمة البشر روحياً أكثر منها مادية.

ولا يوجد اليوم عالماً او أديباً او فناناً من ذوي الشهرة الإيجابية لا يعرف ولو نبذة مختصرة عنهم فهم أبناء لمجتمعاتهم التي انفتحت لها آفاق جديدة سواء من فوائد العلم او الأدب او الفن.

وإن تبلور فكرة تقدير المبدعين الأحياء (كل في مجاله) هو اليوم أحد التقاليد الحديثة الأكثر مضاءً وإرادة الدولة الحديثة التي تقدر مبدعيها في أثناء حياتهم كأن تعرّف بإبداعهم او تهيء لهم وسائل عيش كريمة فيقضوا فترة عمرهم في ظل أجواء طبيعية فإن عيونهم حين ستغمض أبدياً للرحيل الى دار الآخرة فيكونوا قد اطمئنوا أن توظيف جهودهم الإنسانية في مجال العلوم والآداب والفنون لم تذهب هباء وتقدير هؤلاء في حياتهم أفضل بطبيعة الحال من أن يكرّموا بعد مماتهم إذ من المؤلم حقاً أن لا يلاقى المبدعون اهتماماً أثناء حياتهم من قبل دولهم او مؤسساتها المختصة ولكن بمجرد أن يموتوا تقام لهم التماثيل في الساحات الشهيرة.

من المؤكد أن التكريم ميزة حضارية بين الناس على وجه العموم وهذه الميزة تكون ذات قيمة أعلى إذا ما منحت لمن يستحقها من المبدعين الملتزمين. ولعل من معايب التعامل مع المبدعين أن يعاملوا بتجاهل أثناء حياتهم وباهتمام مغالى به بعد مماتهم خلافاً لما ينبغي أن يكون ذلك أثناء حياتهم وحتى بعد مماتهم.

إن الشعوب تفتخر بأبناءها البررة سواء كانوا من الأشخاص الوجهاء او العاديين وعلى المتابعين لأمور الإبداع الشامل بأي بلد تذكير أو تنبيه الجهات المعنية في بلدانهم لأسماء المتميزين السابقين والمعاصرين من أجل تكريمهم التكريم اللازم وكل حسب استحقاقه.