تقييم مرحلي جديد للحملة الوطنية أوقفوا العنف ضد الإطار التربوي
أطلق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية الحملة الوطنية أوقفوا العنف ضد الإطار التربوي يوم 28 أكتوبر 2009 وسط مناخ عام غير ملائم نسبيا حيث لم تجد الحملة في بدايتها أية التفاتة من الهياكل النقابية الوطنية ولا من مؤسسات المجتمع المدني أما الطرف الأساسي المستهدف من الحملة وهو الإطار التربوي فلم نكن نعلم المدى الذي يمكن أن يصل إليه في تجاوبه وانخراطه مع الحملة.
كنا نعي كل هذه الظروف المحيطة المحبطة مع ذلك أطلقنا الحملة متسلحين بما نملكه من صبر وإخلاص وصدق وجرأة وبعد مضي قرابة 5 أشهر على انطلاقاتها لا يمكن أن ندعي أن حملتنا نجحت أو حققت كل غاياتها لكن يمكن القيام بتقييم جديد مرحلي للفترة الماضية .
خلال هذه المرحلة عبأنا كل طاقاتنا لنشر كل حالات العنف على نطاق واسع في عديد المواقع على الفضاء الافتراضي ووجدنا تجاوبا كبيرا من عدد هائل من النقابيين والأساتذة والمعلمين ومواطنين وهو ما جعل عدد أعضاء المجموعة يفوق 4000 عضو خلال هذه الفترة الوجيزة وهنا لا نملك إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لكل النقابيين والأساتذة والمعلمين وكافة عناصر الإطار التربوي على حماستهم للحملة وتفاعلهم الايجابي معها وخاصة على تبليغهم عن حالات الاعتداء وفي وقت قياسي .
نعتقد أن انخراط الآلاف في الحملة وتحمس الكثير لها والمساهمة الفاعلة لعدد كبير منهم مكننا من نشر كم هائل من الاعتداءات على الإطار التربوي وهو ما فرض على جميع وسائل الإعلام الوطنية تقريبا سواء الموالية او المعارضة وحتى بعض وسائل الإعلام الخارجية الحديث عن هذه الظاهرة , نعتقد أن مرحلة التحسيس حققت جزءا هاما من أهدافها وتمكنا في الحملة من إيصال صوت الإطار التربوي وصرخة استغاثته ولهذا بعد كل ما نشرنا من اعتداءات لا يمكن لأي كان أن ينكر وجود عنف ضد الإطار التربوي وهو ظاهرة وليس حالات معزولة.
بالنسبة للطرف الإداري لقد وصلتنا معطيات مؤكدة ومن جهات عديدة في البلاد أن الطرف الإداري خرج عن صمته ولا مبالاته تجاه هذه الظاهرة رغم انه مصر على اعتبارها حالات معزولة وصدرت توصيات من الوزارة ومن الإدارات الجهوية للتربية لتشديد الحراسة أمام مداخل المعاهد وتنظيم دخول التلاميذ وتنظيم مقابلة الأولياء للأساتذة والمعلمين إضافة إلى تحسن أسلوب التعامل مع الإطار التربوي المعتدى عليه من ذلك مثلا أن مدير جهويا للتربية في الجنوب التونسي انتقل مرتين وعلى عين السرعة إلى موقع الاعتداء وأصر على تتبع المعتدين قضائيا .
نهاية الحملة مستمرة ونعول على مجهود أصحاب العزائم الصادقة لمزيد إسنادنا ومساعدتنا لأننا متطوعون ونعرض أنفسنا لمشقة وإتعاب عدة فنحن لا نملك من الإمكانيات إلا ابسطها وليست لنا مكاتب مريحة ولا هواتف مجانية ولا نتمتع بالتفرغ أو بتسهيلات من أي نوع كان . الحملة مستمرة وبعد مرحلة التحسيس علينا أن نبحث في طرق العلاج والمواجهة وهذه مهمة كل قلم صادق وصاحب رأي سديد وكل عناصر الإطار التربوي والنقابيين علينا أن نطرح الأفكار والمقترحات بنفس العزم والهمة التي طرحنا بها أخبار الاعتداءات لعل بعض هذه الاقتراحات تجد طريقها إلى التنفيذ .
عن الحملة الوطنية أوقفوا العنف ضد الإطار التربوي
محمد العيادي
التعليقات (0)