">تقييم أولي للانتخابات في المغرب ......
انتهت الانتخابات في المغرب بنتيجة كانت جد متوقعة وهي فوز حزب العدالة والتنمية بأكبر عدد من المقاعد حيث بلغ عدد هذه المقاعد إلى أكثر من ثمانين مقعدا بفارق كبير عن حزب الاستقلال الذي حصل على خمسة وأربعين مقعدا وجاء في الصف الثاني. هذا الفوز الكاسح يترك انطباعا لدى المتتبعين على الدور الذي يمكن أن تكون قد لعبته بعض الجهات لصالح هذا الحزب الإسلامي . وصفة الإسلامي بين قوسين كما ذكرت في مقال سابق
;ولا ينبغي أن ننسى أن فوز هذا الحزب يتزامن مع تقدم للإسلاميين في كل الانتخابات التي يشهدها العالم العربي والعالم الإسلامي .وليس بعيدا عن الأذهان فوز حزب النهضة في تونس.كما أنه من المتوقع أن يفوز الإخوان المسلمون بانتخابات مصر في الأيام القادمة. فهل يعني هذا أن الصحوة الإسلامية حققت أهدافها؟ وهل يعني أننا أمام اتجاه نحو أسلمة المجتمع العربي؟:
وما معنى أن يتقدم الإسلاميون في زمن الربيع العربي؟ لا تفسير لذلك مادام الكل يعلم أن الأحزاب الإسلامية لم يكن لها دور في صنع الربيع العربي. وهذا حزب العدالة والتنمية كان من أكثر المعارضين لحركة شباب 20 فبراير المغربية . وهنا بيت القصيد. حزب العدالة لم يكن لينجح إلا لغاية واحدة هي قطع الطريق على حركة 20 فبراير. على اعتبار أن حزب العدالة والتنمية صار أحد دعامات النظام القائم في المغرب. إلى حد أن عددا من المحللين يعتبرونه في طليعة أحزاب المخزن في المغرب .
: ولا بد من طرح سؤال مثير. ألا يعتبر فوز هذا الحزب متطابقا مع أهداف السياسة الأمريكية في المنطقة ؟
أمريكا - كما هو واضح - تسير منذ سنوات في منحى مغازلة الإسلاميين المتحزبين;وطلب ودهم. ربما لردع الأصوليين والحركات السلفية المتطرفة. وربما لتلميع صورة أمريكا في العالم الإسلامي . هذه الصورة التي اهتزت كثيرا نتيجة الحرب القذرة التي تخوضها أمريكا ضد الإرهاب. وانحيازها التام لصالح إسرائيل.
إن أمريكا إنما تسعى من خلال دعمها للإسلاميين إلى محاولة رشوتهم بغية جرهم بسلاسة إلى التطبيع مع إسرائيل. >بل إن دعم أمريكا للإسلاميين هو بمثابة تحذير للحكام العرب المعتدلين للإبقاء عليهم تحت الوصاية الأمريكية التي يتزايد نفوذها يوما بعد يوم
; وبعيد اعن الحزب الفائز ودائما في إطار تقييم الانتخابات نشير إلى أن النتائج الأولية تؤكد على; عودة الوجوه القديمة إلى قبة البرلمان . وهي الوجوه التي كانت عبئا ثقيلا على الديمقراطية في المغرب . فكيف تمكنت هذه الوجوه من العودة رغم سجلها الباهت في الحياة النيابية السابقة . لا تفسير لذلك إلا أحد أمرين:
الأمر الأول أن الناخبين لم يكونوا في مستوى الحدث وأعطوا أصواتهم لمن لا يستحقها
الأمر الثاني ;أن التزوير طال بعض صناديق الاقتراع . وأن النتائج تم التحكم فيها عن بعد.
;ودون هذين الأمرين لا يمكن للديناصورات القديمة أن تعود إلى تمثيل الشعب في عهد الربيع العربي
التعليقات (0)