للاسف يا اعزائي لقد أصبح الجنس في هذه الأيام تماماً مثل العَطْس...
مجرّد إنتاجٍ وتخزينٍ لطاقة الحياة ثم تفريغها بدقيقتين...
تجربة النشوة الجنسية الحقيقة هي تجربة من الانصهار والاندماج، ذوبان الأنا، اختفاء الفكر والوقت...اتحاد الارض مع السماء صلاة وطاقة كونية لا يجيدها الكثيرين
وهذا قد يقدح شرارة البحث عن طريقة لتجاوز الفكر والوقت دون وجود الشريك، والدخول في متعة نشوانية من تلقاء ذاتك... إنني أدعو هذا: الجنس الروحي...التانترا
التانترا تعمل على الجسد والفكر والروح والوعي، ليس فقط على الجنس، لكن الجنس آلية عظيمة نستطيع من خلالها أن نتعلم أكثر عن أنفسنا، وطبيعة عمل جسمنا وفكرنا... وعندما نعمل على ربط هذه الأشياء بتناغم، وتحرير الطاقة وتنظيف مجاريها، وإحداث النشوة المتعددة وحتى القذف أحياناً، بالعمل مع الشريك أو دونه، سيؤدي هذا إلى اكتشاف قدرات الجسم والفكر الغير محدودة وتطوير حياة الإنسان الجنسية والروحية معاً.... واستثارة كل الطاقات الدفينة الهائلة التي تنتظر منا اكتشافها.
لا داعي للتقيد الشديد بتقنيات معينة لاكتشاف أسرار الجسد، لكن فقط في البداية يجب الاطلاع على هذه البنى التي نجهلها ونجهل آلية عملها تماماً، والبدء باستكشافها وإيقاظها، الاتصال بين الفكر والجسد والتواصل مع الشريك، تطبيق المعلومات التي حصلنا عليها حول تلك المنطقة وتحسس أجزائها، ثم بعدها نستمع لأحاسيسنا وفطرتنا.
لتطوير القدرة على النشوة والنشوة المتعددة عند المرأة وعند الرجل، نحتاج إلى تقنيات مأخوذة من التانترا، وللوصول إلى هذا البحر اللامتناهي من السعادة على المرء أن يفتح جسمه لكي يستقبل الطاقة الكونية والسعادة الأبدية، هناك عدة طرق لزيادة ذلك، أهمها هو النفس العميق الذي يملأ البطن ثم الرئتين وليس العكس... هذا يؤدي إلى استرخاء أسفل البطن وإزالة التوتر عن أعضائك التناسلية... واستخدام الفكر لتخيل الطاقة تتصاعد أثناء النشوة وتملأ جسدك حتى أعلى رأسك...
أخذ نفس عميق عند الإثارة والتهيؤ للنشوة، يساعد كثيراً لتوسيعها لكي تمتد على كامل الزفير البطيء... وتكرارها مع تكرار هذا النفس لعدة نشوات.
ما أقوله هنا ليس تعليماً للجنس أبداً... فالجنس أمرٌ طبيعي وبدائي جداً
كما إنني لا أدعو هنا إلى الإباحيّة والجنس في الشارع!
بل أدعوك إلى احترام جميع المقامات في جسمك، وهذا الاحترام والقبول والنظرة القدسيّة
يبدوا ان الكثيرين لم يجربو جنسا حقيقيًّا
الباب والمفتاح يصبحون واحدا
المراة والرجل يصبح الكل واحدًا.
هذا هو الجنس الذي يردِّد صدى صمته بكلمات لا أفهمها بل أشعر بها
ومع هذا الروح يمكن ان تصل للنشوة بدون جسد وبدون شريك
الكبت الجنسي يسبب مثل هذة المشاكل
النشوة الجنسية لم تكن شيئاً ضرورياً للتكاثر، لكنها شيء يفتح نافذة على سماء واسعة يسمو فيها الوعي ويتطور...
هذة التجربة تعتبر اندماج وذوبان المحبين،
القطبين السالب والموجب...
اندماج عميق وتوحيد لدرجة
أن الرجل لا يبقى رجل والمرأة لا تبقى امرأة...
إن ما تُحسّ به في نهاية العملية الجنسية
والذي تُسمّيه "نَشوَة" ما هو إلا تحرير وهدر للطاقة... أي أنه مجرد عطسة... وهي ظاهرة موضعيّة جداً مُقتصرة على الأعضاء الجنسية أو قد تصل إلى الذنَب على الأكثر...!
هذه العطسة سلبيّة لأنك ببساطة تخسر الطاقة...
أما النشوة الجنسية الحقيقية أو الرعشة الجنسية الكاملة ليست تفريغاً للطاقة... بل شيء مختلف ذو بعد آخر تماماً...
إنها صلاةٌ ووَصلةٌ تصلك بالمحيط الكوني المتجدّد...
ومن بعدها تشعر بالنشاط لا بالإنهاك.
آآآآآآه يا إنسان هذه الأيام
لو تفهم وتختبر ما هي النشوة الحقيقية للجنس
إنها الحالة التي تشعر فيها أنك لا تشعر!
أنك غير موجود... تَسبح وتُسبِّح في الوجود...
عندما يصبح جسدك كتلةً كهربائية لا محدودة...
عندما يتجاوز حدود المادة ويرتعش بكامله
كأمواج من الطاقة...
كالكهرباء تماماً... رعشةٌ عميقة جداً...
تتدفّق من روحك وتنتشر إلى كل كيانك...
عندها يتّحد العاشقان مع الله المعشوق الأبدي...
هنالك شيئان يحدثان في النشوة الجنسية: الأول هو توقّف الفكر عن التذبذب والقفز والجنون، فتصبح للحظةٍ في حالة اللافكر... والثاني هو توقف الزمن، تلك اللحظة من الفرحة في النشوة الجنسية قوية وعظيمة... فيها من الرضى والاكتفاء ما يساوي الخلود الأبعد من كل الحدود...
في الأيام القديمة جداً أدرك الإنسان أن هذين الشيئين هما اللذان يعطيانك أعظم بهجة ممكنة، عند أخذ الطبيعة بعين الاعتبار. بعد ذلك كان الاستنتاج بسيطاً ومنطقياً: إذا كان إمكانك إيقاف فكرك الثرثار وأن تصبح صامتاً ساكناً فيتوقف كل شيء- بما فيه الزمن... عندها ستكون حراً من الرغبة الجنسية.
لا تحتاج للاعتماد على الشخص الآخر، رجلاً كان أم امرأة، لأنك تستطيع تحقيق هذه الحالة من التأمل لوحدك... والنشوة الجنسية لن تكون إلا لحظيّة محدودة ومؤقتة، أما التأمل فيمكن أن يمتد على أربع وعشرين ساعة...
في الشرق، وحتى يومنا هذا، من الصعب جداً إيجاد امرأة تعرف ما هي النشوة الجنسية.
لقد سألتُ العديد من النساء الأذكياء، المثقفات المتعلّمات- ليس لديهن أية فكرة عنها... وفي الواقع، في اللغات الشرقية لا يوجد أي كلمة لترجمة كلمة "orgasm"...
لم يكن هناك حاجة لها... ولم يُطرق هذا الباب أبداً......
وقام الرجل بتعليم المرأة أن العاهرات فقط هن اللواتي يستمتعن بالجنس... يئنّون ويتأوّهون بالأصوات الحادة المثيرة ويصرخون... يستمتعون إلى درجة الجنون.... ولكي تكوني سيدة مجتمع ومنتجع محترمة عليكِ ألا تقومي بهذه الأشياء... لذلك بقيت المرأة متوترة على الدوام وتشعر بالذل والخزيّ في أعماق ذاتها- أنها قد استُخدمَت...... كتب لي العديد من النساء، أنهن بعد ممارسة الجنس، بعدما يبدأ أزواجهن بالشخير... قد بكوا بكاءً مريراً......
المرأة آلة موسيقية.... جسمها بكامله ذو حساسية فائقة... وتلك الحساسية يجب أن تٌحفّز وتُثار... لذلك هناك حاجة للمداعبة قبل الجنس... وبعد الجنس، ينبغي ألا يخلد الرجل للنوم، فهذا شيء قبيح غير حضاري يدل على انعدام الثقافة والإحساس... المرأة التي أعطتك هذه الفرحة تحتاج إلى بعض المداعبة بعد الجنس أيضاً... كتعبير عن الشكر والامتنان.
في الماضي كان الجنس أمراً صعباً، لأن ممارسته مراراً تعني المزيد من الأولاد.. وهذا كان يدمّر المرأة.. كانت حاملاً على الدوام... وأن تحمل وتلد اثني عشر طفلاً تجربة مريرة فعلاً... وكانت المرأة تستخدم كالماشية...
والرجال الآن منقسمين إلى فرق وأحزاب عديدة... على النساء أن يدركوا هذا وألا يصنعون أي تقسيمات، لكن مع الاتفاق على الأساسيات، لأن الموضوع هو عبودية عمرها آلاف السنين ولا تستطيعون احتمال التقسيمات وتعدد الأحزاب.
يجب استيعاب ووعي ان الرجل هو المتبرع المعطي، لذلك فهو يخسر الطاقة في ممارسة الجنس العادي. المرأة لا تخسر أي طاقة بل على العكس، تشعر بالتجدد والحيوية.
هذه حقائق لا بد أن تُؤخذ بالحسبان... كان الرجل وعلى مدى قرون يُجبر المرأة لكي تتحكم وتسيطر على نفسها، ويُبقيها بعيدة عنه لمسافة معينة أثناء الجماع، مانعاً إياها من التودد والتقرّب إليه.... وكل كلامه عن الحب مجرد فضلات وقاذورات!
" هذه المرأة الخارقة مسجونة داخلي... عندما تخرج في بعض الأحيان، يشعر الرجل بالفزَع والاضطراب، لهذا تعود إلى السبات والممات، إلى الأمن والأمان دون مخاطرة أو مغامرة، في فشل مُقيت وإحباط شديد..."
إجعل حبّك وممارستك احتفالاً حقيقياً.... لا تجعله كلعبة: اضرب (ط) واهرب!
ارقص، غني، اعزف الموسيقى... ولا تجعل الجنس يصدر من الرأس والفكر...
الجنس الفكري ليس جنساً أصيلاً... الجنس يجب أن يكون عفوياً وطبيعياً.
اصنع الحالة وهيّئها... يجب أن تكون غرفة نومك مقدّسة كالمعبد... وفيها لا تقم بأي شيء آخر... غنّي ارقص وامرح... وإذا حدث الحب عفوياً من تلقاء ذاته، ستُفاجأ كثيراً بأن فطرتك وطبيعة جسمك قد أعطتك لمحة من التأمل.
ولا تقلق أبداً بشأن المرأة التي تعبّر عن جنونها... من الضروري أن تجن، فجسدها بكامله في مكان وزمان آخر... لا تستطيع التحكم بذاتها، وإذا فعلتْ فستبقى كالمومياء....
وملايين الناس يمارسون الجنس مع المومياءات....
إن أقدم بحث حول الحب والجنس هو " Vatsyayanas KAMASUTRAS" عبارة عن أقوال وحكم حول الجنس. وهي تصف أربعاً وثمانين وضعية للجنس، وعندما أتى المبشّرون المسيحيون إلى الشرق، فوجئوا بأنهم لا يعرفون إلا وضعية واحدة: الرجل في الأعلى- لأن الرجل عندها سيكون أكثر قدرةً على الحركة، والمرأة مستلقية كالجثة تحته.
أما اقتراح "ڤاتسايانا" كان دقيقاً وصحيحاً: أن المرأة يجب أن تكون في الأعلى.
وضعية الرجل في الأعلى شيء همجي غير متحضّر، لأن جسد المرأة رقيق وحساس...
لكن سبب اختيار الرجل لبقائه فوق المرأة هو لكي يبقي المرأة تحت السيطرة...
وطبعاً... عندما يتحطم تحت ثقل الوحش، لا بد للجمال أن يبقى تحت السيطرة والاستبداد...
والمرأة ينبغي حتى ألا تفتح عيونها، لأن ذلك سيكون تصرف الداعرة... ويجب أن تتصرف كسيدة محترمة... هذه الوضعية الرجل فوق المرأة، تُعرف في الشرق باسم وضعية المبشرّين!
هناك ثورة عظيمة قادمة في العلاقة بين الرجل والمرأة... ويوجد معاهد تتطور حول العالم، في الدول المتقدمة، يعلّمونك فيها كيف تحبّ...
تصوّر أنه حتى الحيوانات تعرف كيف تحب، والإنسان يجب أن يُعلّم كيفية ذلك.
وفي تعليمهم ذاك، الأمر الأساسي الواجب تعلّمه هو المُداعبة قبل وبعد الجنس... وعندها سيصبح الحب والجنس تجربةً مقدّسة...
يجب ان نعلم
من الواضح جداً أن تسعين بالمئة من مشكلاتنا في العالم العربي سببها الكبت الجنسي...
الجنس هو الشكل الخام لنوع من الطاقة الانسانية... كالجوهرة في ظُلمة المنجم التي تحتاج
إلى الصقل والكثير من العمل... وعندئذٍ تستطيع أن ترى بأنها جوهرة حقيقية فعلاً...
لكن ما نراه في مجتمعاتنا العربية هو العكس تماماً، انه مجرد هدر طاقة الجنس ا
مهم إن نفهم بأنه وللأسف عادتنا وتقاليدنا همشت الجنس علي مسرح عالمنا
الجنس مسرح كبير تتناوب الأجيال رجال ونساء على خشبته.
الجنس هو الحياة ومَن يحارب الحياة يكون إنساناً ميتاً...
ومن هذا المنطلق
هنالك حقيقة أساسية على الجميع أن يكون مدركاً لها
وهي ملاحظة أخيرة لاختتام هذه الخواطر المتواضعة عن التأمل الجنسي
إن ما نمارسة في حياتنا في الواقع ليس حياة جنسية انه مجرد وهم ومخدر، وغسيل دماغ، وفصام عن الكيان الحقيقي للإنسان
إن ما نمارسة في حياتنا اليوم ليست أكثر من عبودية تناسلية، ليست إلا مرضًا وسقماً واستهلاكًا تجاريًّا.
انا فعلا لا افهم كيف تحولت النشوة الجنسية كهدف روحاني موجود في كل مكان إلى مجرد شهوة حيوانية
يجب علينا فعلا تحرير الجنس من الشعور بالإثم والخطيئة والكبت والحرمان والضعف الذي يحيط به.
النشوة الجنسية الحقيقية لا تعني الإباحية، وإنما بلوغ المحبة
الجنس هو حب الإنسان لإنسانيته
الجنس الروحي الحقيقي هو ذلك الذي ينبع من إدراك التطابق مع الآخر فيكون
الاتحاد الجسدي بين المراة والرجل بمثابة السر المقدس الذي يشكِّل دعامة راسخة للنشوة وإعادة تكوين روحية للكيان برمَّته .
الجنس مثل النوم...لا تدري متى تستلذه..
قبل النوم...... لم تجربه..
وخلاله......لست في وعيك..
وبعده...ماض وبين هذا وذاك هنالك
ثوان من الانتعاش والنشوة
ما أجملها من ثوان وأروعها من لحظات نقضي كل لحظات حياتنا بحثاً عنها ونسهر الليالي نفكر فيها
أنها رقصة كونية لا يعرفها إلا العارفون
تحياتي واعتذاري لمن لم يعجبه وجهة نظري
والسلام والحب والجنس لجميعنا
التعليقات (0)