شيء مفيد ان نتابع ثقافات الشعوب ونطلع على عاداتها وطبائعها واساليب عيشها لكن بشرط ان لا نأخذ بتلك الثقافات بديلاً عن ثقافتنا الاصلية .
كل شعب ، مهما اختلف الزمان والمكان ، يملك ثقافة خاصة ، لها من الايجابيات والسلبيات الكثير ، وعندما نتعمق في ثقافة شعب ما سواء ان كان عن طريق القراءة او الاستماع او المشاهدة ، يجب ان لا نتخذها بديلاً عن ثقافتنا .
وثقافتنا العربية ولله الحمد ثقافة غنية بكنوز العلم والمعرفة وشتى امور الحياة ، والمطلع على الثقافة العربية يجد انها من أقدم واغنى الثقافات على وجه الارض ، ففي الوقت الذي كانت فيه شعوب العالم تتخبط في أوحال الجهل والتخلف نجد العرب ، رغم السلبيات الاجتماعية والاخلاقية التي صاحبت العصور الجاهلية قبل ظهور الاسم وبعده ، الا انهم استطاعوا ان ينشؤوا ثقافة خاصة بهم تناقلوها عبر العصور عن طريق الشعر والنثر وشتى علوم المعرفة .
واليوم عندما ارى الشباب العربي ينهل من الثقافات الاجنبية حد الثمالة ، تنتابني مشاعر الحزن لا لشيء أنما لاخذه الجانب السلبي فقط الذي لا يرتقي والثقافة العربية وتركهه للجانب الايجابي.
في السنوات الاخيرة اخذت الفضائيات العربية على عاتقها الترويج للثقافة التركية عن طريق المسلسلات المدبلجة الى العربية والتي تعرض الحياة الاجتماعية والاسرية والعاطفية للشعب التركي ، ومع احترامي لتركيا بلداً وشعباً فأن ما يعرض اليوم من دراما تركية ساهم وبشكل كبير في دفع الثقافة العربية لدى الشباب العربي الى الوراء .
ان الاسر العربية اليوم مهوسة بالدراما التركية حتى ان بعض ابناءها لجأ الى تقليد الممثلين الاتراك في اللبس وقصة الشعر والتصرفات الاجتماعية والعاطفية وحتى في الكلام.
ترى لماذا تلجأ الفضائيات العربية ومؤسسات الانتاج الى عرض المسلسلات التركية المدبلجة ؟ لماذا كل هذا التزاحم والتنافس والتسابق لعرض كل ماهو جديد ؟ اهو لاهداف تجارية ربحية بحته ام هو تبني مقصود لثقافة دخيلة على حساب ثقافتنا العربية الاصيلة؟
كما قلنا ان لكل ثقافة ايجابيات وسلبيات ، وثقافة شعب تركيا لها ايجابياتها وسلبياتها ، فلماذا لا ناخذ الايجابيات دون اللجوء الى الاخذ بالسلبيات شرط ان لا ينسى الفرد منا ثقافته الام .
ان تقمص ثقافات الشعوب الاخرى له مردودات سلبية ، فكما ان الفرد لا يمكنه التشبه بالاخرين او تقمص شخصياتهم كذلك لايمكن للشعب ان يتقمص ثقافة شعب اخر.
التعليقات (0)