مواضيع اليوم

تقرير لجنة فينوغراد اللبنانية و ستتلوه لجنة عقلة الفلسطيني

nasser damaj

2009-01-14 00:45:10

0

تقرير لجنة فينوغراد اللبنانية

تشكلت لجنة من القضاة اللبنانيين المستقلين و ذلك بناء على مطالبة شعبية و سياسية أطلقتها فرقة السيد "حسن نصرالله" لتنظيم الاحتفالات بالإنتصارات و الملاحم البطولية و الحروب المصيرية , و كان موضوع عمل هذه اللجنة تقديم تقرير للشعب اللبناني حول "حرب تموز" و أسبابها و تداعياتها و آثارها و تقويم أداء المسؤولين عنها , و لقد اتخذت هذه اللجنة إسم "لجنة فينوغراد اللبنانية" توافقا مع ملاحظات السيد "حسن نصرالله"  التي عبر فيها عن احترامه لروح المسؤولية و الممارسة الديمقراطية للدولة و الشعب في "اسرائيل" بعد سماعه لنتائج تقرير لجنة "فينوغراد الإسرائيلية" .

لم يكن عمل اللجنة اللبنانية صعبا و لا معقدا على شاكلة نظيرتها الإسرائيلية إذ لم يمض على انعقاد اجتماعها الأول أكثر من ساعتين حتى نشرت تقريرها الأولي و هذا نص بنوده:

1- مسؤولية إشعال الحرب: بدأت الحرب في الثاني عشر من تموز عام 2006 و ذلك بعد قيام عناصر من "حزب الله" باختراق خط الهدنة الفاصل بين لبنان و فلسطين المحتلة و اختطاف جنديين اسرائيليين و قتل جنود آخرين.

طلبت حكومة  "إسرائيل" من "حزب الله" إطلاق سراح الجنديين و إلا فإنها ستشن حربا تعيد لبنان عشرين عاما إلى الوراء.

خرج السيد "حسن نصرالله" و طالب بإطلاق كافة الأسرى اللبنانيين و العرب في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح الجنديين.

نفذت حكومة "اسرائيل" تهديداتها و بدأت بقصف لبنان من الجو و البحر و البر و استمر هذا القصف ثلاثة و ثلاثين يوما و ليلة و بكافة صنوف الأسلحة و القنابل المدمرة.

زعم السيد "حسن نصرالله" أن عناصر مخابراته الذين يقرأون البريد اليومي لـ  "إهود أولمرت" أخبروه أن "إسرائيل" كانت تستعد لحرب شاملة في شهر أيلول 2006 و بناء على ذلك قرر "نصرالله"  أن  يربك الخطط الاسرائيلية و أن يجبر "أولمرت" على خوض الحرب قبل اكتمال الإستعداد لها و لذلك أمر بخطف الجنود عبر الخط الأزرق تحديدا لإعطاء الذريعة لبدء الحرب.

ثم عاد السيد "نصرالله" في وقت لاحق و بعد انتهاء الحرب ليقول: [لو كنت أعلم بنسبة واحد في المائة أن "اسرائيل" ستشن حربا مدمرة بسبب عملية خطف جنودها لما كنت أقدمت على القيام بهذه العملية].

و بما أن السيد "نصرالله" كان حين أطلق التصريحات السابقة قائدا عاما لقوات "حزب الله" و بما أنه لم يكن حين أطلق هذه التصريحات في حالة نفسية قاهرة أو تحت تأثير المخدر فإن السيد "نصرالله"  اعترف بمسؤوليته عن التسبب بإشعال الحرب حسب ما أكده بنفسه في التصريحين السابقين و  بعد أن نفى  في تصريحه الثاني وجود عناصر لمخابراته يحضرون اجتماعات "الحكومة الإسرائيلية" و يخبرونه بما يدور بها أولا بأول.

ملاحظة :عاد السيد "نصرالله" منذ أيام قليلة ليؤكد أن عناصر مخابراته الذين يحضرون اجتماعات "الحكومة الإسرائيلية" قد أخبروه أن لتقرير لجنة "فينوغراد الإسرائيلية" ملحقا سريا يتضمن أسماء المسؤولين اللبنانيين الذين طلبوا من "أولمرت" شن الحرب و نصوص الأوامر الأمريكية لحكومة "اسرائيل" بشن هذه الحرب.

طبعا كل تصريحات السيد "نصرالله" المتضمنة لمعلومات وردت إليه من عناصر مخابراته المزعومين في داخل "حكومة إسرائيل" تفتقر إلى المصداقية و المعقولية لأنه نفى بنفسه وجود هؤلاء العناصر , و بالتالي فإن كل الإتهامات التي تضمنتها تصريحاته هذه تدخل ضمن نطاق الافتراءات و الأكاذيب.

نتيجة أولى:

و بما أن أحدا في لبنان من القادة العسكريين للقوات المسلحة الموجودة على الأراضي اللبنانية لم يشارك في هذه الحرب لا في بدايتها و لا في نهايتها فإن السيد "حسن نصرالله" و معاونوه من قادة "حزب الله" هم المسؤولون حصريا عن التسبب في إشعال الحرب.

2- نتائج الحرب: لقد شنت القوات الإسرائيلية الحرب على لبنان على ثلاث جبهات :

أ- الجبهة الجوية : قام الطيران الإسرائيلي بمئات و ربما بآلاف الطلعات على مدى شهر الحرب و قصف أهدافا في سائر أنحاء لبنان و لم يتعرض هذا الطيران لأية مقاومة تذكر باستثناء بعض الرشقات الصاروخية التي تسببت في إسقاط مروحية أو اثنتين , و لقد حقق الطيران الإسرائيلي إصابات دقيقة و دمر تقريبا كافة الأهداف التي وضعها له قادة أركانه و هي تقدر بعشرات آلاف الأهداف الأمر الذي تسبب بدمار هائل في المباني و الجسور و الطرق و المرافق و مقتل آلاف اللبنانيين و جرح عشرات الآلاف منهم و تشريد مئات الألوف داخل لبنان و خارجه.

هذا يعني أن لبنان قد خسر الحرب على هذه الجبهة تماما ذلك أن الجانب اللبناني بقيادة السيد "نصرالله" لم تكن لديه أية استعدادات دفاعية على هذه الجبهة و فشل في حماية أي مكان استهدفه هجوم الطائرات الإسرائيلية و فشل حتى في تشكيل إي تهديد أو عائق أمام حركة هذه الطائرات و انقضاضها لقصف أهدافها.

يتحمل نتيجة هذا الفشل من تسبب بإشعال الحرب على الطرف اللبناني مع علمه بالخطر المؤكد الذي يشكله "سلاح الطيران الإسرائيلي" على حياة و ممتلكات اللبنانيين و علمه بعجز قواته الكامل عن صد هذا الخطر و لو بأدنى النسب.

2- الجبهة البحرية: قامت البارجات الإسرائيلية بفرض حظر بحري و جوي على كافة الموانيء اللبنانية و قصفت على مدى الأيام و الليالي الثلاثة و الثلاثين كافة الموانيء و المدن اللبنانية الساحلية بالمدفعية و الصواريخ و الحوامات و حققت كافة الإصابات التي كلفتها بها هيئة أركانها و تسببت في دمار هائل أدى إلى قتل و جرح و تشريد عشرات ألوف اللبنانيين و تدمير آلاف المباني و الطرق و الجسور.

"الأسطول الإسرائيلي"  بحصاره للموانيء اللبنانية تسبب بنقص رهيب في الوقود و المواد الطبية و الغذائية لم يمكن التخفيف من آثاره الكارثية لولا الدعم و الإنجاد الإغاثي العربي و الإسلامي و الدولي للحكومة اللبنانية.

لقد فشلت القوات المسلحة على الجانب اللبناني بقيادة "نصرالله" في صد أي هجوم بحري "اسرائيلي" و حتى في تشكيل أي خطر يعوق حركة قطع "الأسطول الإسرائيلي" الذي كان يسرح و يمرح في مياه لبنان الإقليمية و يفرض طوقا بحريا على منافذ لبنان البحرية و حصارا جويا على مطار بيروت الدولي.

إن انعدام المقدرة والاستعدادات على الجانب اللبناني من هذه الجبهة هو سبب  الفشل  في تجنب الخسائر الضخمة التي أوقعها "الأسطول الإسرائيلي" على الأراضي اللبنانية.

و أيضا فإن الاستعداد التمويني للجانب اللبناني و الذي يعتبر من بديهيات الإستعداد لأي حرب كان غير موجود نهائيا.

3- الجبهة البرية: قامت "القوات الإسرائيلية" بتوغلات برية على عدة محاور و قامت بإنزال جوي ناجح في أعماق الأراضي اللبنانية و تسبب "المدفعية الإسرائيلية" في خراب و دمار على نطاق واسع في كافة المناطق التي توغلت فيها و في المناطق المحاذية للخط الأزرق حتى مشارف مدينة "صور" و قتلت الدبابات و المدافع الإسرائيلية و جرحت و شردت عشرات ألوف اللبنانيين.

استطاعت القوات المسلحة التابعة لـ "حزب الله" و بفضل صواريخ (إيرانية – روسية) متطورة مضادة للدروع أن توقف عددا من التوغلات الإسرائيلية على طول الخط الأزرق و لكن مع ذلك استولت القوات الإسرائيلية على مساحات واسعة في جنوب لبنان و فشلت قوات "حزب الله" في إخراجها منها و في أكثر الهجومات المعاكسة التي أمكن شنها ضد المتوغلين.

السبب في الفشل على الجبهة البرية في منع العدو من التوغل و احتلال الأراضي و تدمير الممتلكات و قتل الأفراد يعود إلى الضعف الشديد في إمكانيات الجهة اللبنانية لهذه الجبهة و في انعدام أي إسناد جوي أو مدفعي أو صاروخي كاف لتغطية القوات البرية على الجهة اللبنانية  يسمح لها بالتصدي للهجمات البرية و بالقيام بهجمات معاكسة على قواعد انطلاق العدو.

نتيجة ثانية: لو أننا قيمنا أداء القوات المحاربة على الجانب اللبناني بقيادة السيد "نصرالله" وفق الطريقة التالية:

علامة واحدة للجبهة الجوية و أخرى للبحرية و علامتين للبرية و علامة لحماية الأرواح و الممتلكات لجاءت النتيجة :

لقد حقق الطرف اللبناني علامة واحدة فقط من بين خمس علامات و هذا يعني أن الفشل كان بنسبة ثمانين في المائة على كافة الجبهات.

4- حماية المدنيين:

لم يكن تاريخ الحرب بين العرب و اسرائيل و خاصة في لبنان سوى سجل حافل بالإعتداءات الإسرائيلية على المدنيين و بديهي في ظل التفوق الجوي الساحق للإسرائيليين أن تكون  حماية المدنيين من بطش الطيران الإسرائيلي و المدفعية البحرية الإسرائيلية واجبا أساسيا يقع على عاتق أية قيادة تفكر في إشعال حرب ضد "إسرائيل".

إن الحد الأدنى المتعارف عليه لحماية المدنيين من بطش الطيران و المدفعية هو توفير الملاجيء الأرضية المموهة جيدا و الكثيرة في كافة المناطق التي يتوقع ضربها.

لا يوجد في لبنان أية ملاجيء أرضية مموهة تتوفر فيها احتياجات الإيواء الأساسية من ماء و تهوية و صرف صحي و أثاث نوم و إسعافات أولية و هذه الملاجيء معدومة في كافة المناطق اللبنانية حتى تلك يسيطر عليها "حزب الله".

لقد وفرت قيادة "حزب الله" الكثير من الملاجيء و المخابيء الأرضية لمسلحي و قادة الحزب و لكن هذه الملاجيء كانت غير معروفة من قبل المدنيين و بالتالي لم يستفدوا منها.

نتيجة ثالثة:

لقد فشلت القيادة المسؤولة عن شن الحرب على الجانب اللبناني في تحقيق أي درجة من الحماية و السلامة للمدنيين اللبنانيين و الذين كانوا يتعرضون لخطر مؤكد يهدد حياتهم حال قيام أية مواجهة عسكرية مع "إسرائيل".

نتيجة رابعة:

من كل ما تقدم يتضح أن قيادة "حزب الله" اعترفت بأنها شنت  حربا على "إسرائيل" دون أن توفر الحد الأدنى  الواجب  من الإستعداد على كافة الجبهات و تسببت في إهدار الأنفس و الأعضاء البشرية و الممتلكات و السلامة لكافة الأراضي اللبنانية و من عليها بقرار منفرد اتخذته هذه القيادة دون مشاورة أحد من اللبنانيين الآخرين و فشلت في تحقيق أي نجاح يذكر في تلك الحرب.

توصيات:

لقد كانت قيادة "حزب الله" على علم كامل بقوة و همجية "إسرائيل" و كانت "اسرائيل" وفي نفس وقت اتخاذ قيادة "حزب الله" قرار خطف الجنود تشن حربا مدمرة على مدن و قرى "قطاع غزة" على خلفية اختطاف المقاومة الفلسطينية لجندي إسرائيلي.

إن قيادة "حزب الله" قد اتخذت المبادرة بالمخاطرة في خوض الحرب دون إعداد مسبق و مع علمها الكامل بدرجة الدمار التي ستلحق بشعب لبنان و أرضه جراء تلك الحرب.

و بالتالي فإن هذه القيادة تتحمل المسؤولية الكاملة عن الدمار و القتل و الإصابات التي لحقت بشعب لبنان و أرضه و ذلك عن سبق إصرار و علم.

إن هذه القيادة يجب أن تحاكم بتهم كثيرة أقلها الإهمال المتعمد المفضي إلى الموت و الدمار و التلف في الأنفس و الممتلكات.

و أقل واجبات هذه القيادة الأدبية و الأخلاقية تجاه الشعب اللبناني هو تقديم اعتذار عن قرار البدء بالحرب و التنحي عن مناصب القيادة مهما كانت.

المصادر التي استقت منها "لجنة فينوغراد اللبنانية" كافة المعلومات الواردة في هذا التقرير هي قنوات الإعلام الحربي لـ "حزب الله" و أولها "قناة المنار".

الشيخ عبدالله الحميدي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات