باريس ، الحقيقة ( خاص) : قال تقرير فرنسي لشبكة فولتير ، التي كانت أول من كشف عن القضية، إن السلطات الفرنسية بدأت التفاوض مع النظام السوري لإطلاق سراح 12 عنصرا من المخابرات الفرنسية ، بينهم عقيد ، جرى اعتقالهم في مدينة حمص السورية بينما كانوا يقوددون المسلحين الأصوليين التابعين لما يسمى " الجيش السوري الحر". وبحسب موقع الشبكة ، فإن التفاوض يجري عبر ثلاث قنوات ، روسية وعمانية وإماراتية. وأوضح بالقول "إذا اعترفت باريس بأنهم مكلفون بمهمة رسمية سوف يُعاملون كأسرى حرب ويخضعون لحماية معاهدة جنيف لأسرى الحرب. أما في حال نفت باريس إرسالهم فسوف يُعتبرون من المدنيين الأجانب المتواجدون بشكلٍ غير شرعي داخل الأراضي السورية وحينها سيُحاكمون على هذه الجريمة التي قد تصل عقوبتها في سوريا إلى حدّ الإعدام". وقال الموقع "على علم من إمكانية الاستفادة من الأسرى في خضم الحملة الانتخابية الفرنسية، دعت دمشق في وسائل الإعلام الرسمية السورية على عدم إثارة هذه المسألة في هذا الوقت. لأنها تحتفظ بإمكانية التعامل مع الموضوع بسرية إذا كان هذا الخيار يثبت انه أكثر فائدة. مع الإقرار بندرة هذه الحالة، تكييف الصحافيين السوريين على أساس لحرية التعبير التي يكفلها قانون الإعلام الجديد، و لكنهم يأسفون هذه الّمرة للحدود المفروضة لأسباب تتعلق بالأمن القومي". وأضاف القول"إذا بقيت المفاوضات سرّية سوف تضطرّ فرنسا إلى دفع ثمنٍ باهظ كتعويض خسائر حرب إما مالياً أو بشكل تسهيلات اقتصادية. أما إذا أصبحت المفاوضات علنية فقد يكون الثمن أقلّ لكن سيترتّب على نيكولا ساركوزي وآلان جوبيه أن يشرحا للمواطنين الفرنسيين ماهية الأمر. في هذه الحال سوف يخسر معسكرهما حظوظه في الانتخابات الرئاسية وقد يخضع الرئيس للمحاكمة أمام المحكمة العليا (المادتان 35 و68 من الدستور).
وأعاد التقرير إلى الأذهان أنه في العام 1985 ، وفي قضية إغراق السفينة "راينبو واريور (التابعة لمنظمة "السلام الأخضر" غرين بيس ـ الحقيقة) التي أدت إلى مقتل شخصٍ ، قدّمت فرنسا اعتذاراً رسمياً ودفعت تعويضاً بلغ 7 ملايين دولار إلى نيوزيلاندا و8.16 إلى المنظمة المذكورة. واضطرت باريس إلى السماح باستيراد الأغنام النيوزيلاندية ، مدمّرة بذلك صادراتها من الأغنام. مقابل ذلك تمّ إطلاق سراح العميلين الفرنسيين الأسيرين.
وأشار الموقع إلى أنه من سخرية القدر أن لوران فابيوس ،رئيس الوزراء الذي أمرت حكومته بشنّ الهجوم على "راينبو واريور" ، سوف يكون وزير الخارجية في حكومة فرنسوا هولند في حال فوز المرشّح الاشتراكي في الانتخابات الرئاسية. هذا الأخير هو الصهر السابق للمقدم جيرار رويال المسؤول عن هذه العملية.
خلال الحرب السرّية التي خاضتها فرنسا وحلفاؤها على سوريا يتحمّل هؤلاء المسؤولية عن مقتل أكثر من 3000 جندي سوري و1500 مدني تُضاف إليهم خسائر اقتصادية ودمار في البنية التحتية تُقدر كلفتها بنحو 3 مليار دولار على أقل تقدير، وفق التقرير.
التعليقات (0)