نشرت جريدة "الاتحاد الاشتراكي" الصادرة ببلدنا المغرب، ليوم الخميس 15 يناير 2012 الموافق 11 صفر 1433 (عدد 9980)، مقالا للسيد عبدالمجيد النبسي تحت عنوان " من يحمي مقاهي الشيشة بسلا؟". وهو مقال يعبر عن صرخة سكان حي اشماعو ضد بعض عديمي الأخلاق، ممن "يحبون أن تشيع الفاحشة" في أهل الحي. فيذكر المقال أن مقاهي الشيشة انتشرت في مدينة سلا "بشكل أثار الكثير من التساؤلات عن الحامي القوي لهذه المقاهي ". وحينما يأتي القارئ المتابع على آخر المقالز أمامه، يبرز أمامه، بشكل واضح وعريض، شعار " صوتنا..فرصتنا ضد الفساد والاستبداد". وهو شعار طاف ربوع البلد كلها، مرفوعا –في لافتات- بأيد متوضئة، وأهّل أصحابه لتبوّؤِ المرتبة الأولى في الانتخابات وتحمل مسؤولية إدارة الشأن العام.
أجل، لقد صوّت الكثيرون لهذا الشعار، وهم الآن ينتظرون تصديقه على الآرض.
وسكان حي اشماعو، حيث ترشح عبدالإله بنكيران وفاز بأصوات معظم من شارك منهم في التصويت، من أكثر الناس انتظارا لذلك التصديق .
وكيف لا، وهم الذين يلمسون، واقعا، تصديق شعار آخر، شعار "تقريب الشيشة من المواطنين"، وما يتبعه من موبقات وخبائث وتحد صارخ للقانون ؟!
يتساءل المقال المذكور عن "الحامي القوي" لمقاهي الشيشة، ويذكر مواجهة السكان "بتحد صريح لصاحب المقهى الذي يهدد بشخص نافذ يحميه".
في الحملـة الانتخابـية لحزب العـدالة والتنمية الفائـز، لم يعل صوت فوق صـوت حنـاجر رددت: "صوتنا..فرصتنا ضد الفساد والاستبداد".
وفي واقع الحي يعلو الآن صوت آخر مرددا: "لن تكون إلا الشيشة مبتدأ للفساد"!
وإذا احتج محتج، علا الصوت مرددا مرة ثانية: "جْري طْوَالْك"، وثالثة: "اللي ماعندو للاه عندو سيدو"!!
أهكذا يُجازَى من آمن بدور صناديق الاقتراع في التغيير، فحمل بطاقته وصوت "... ضد الفساد والاستبداد"؟
وهل كان المصوتون سيفعلون لو علموا أنهم سيفتحون أعينهم على مقهى ستصبح –وفي قلب حيهم- قبلة لكل "المشيشين والمشيشات"، كما ذكر المقال؟
وهل كان سيعمد من قال نعم للدستور إلى ذلك التصويت لو علم أنه سيواجَه " بتحد صريح لصاحب المقهى الذي يهدد بشخص نافذ يحميه"، كما جاء في المقال؟
ويضيف المقال أن المقهى المذكورة:
- " تتوفر على مدخلين أحدهما في زقاق ضيق تدخل منه الفتيات"،
- وأن مدخلها الرئيس " صبغ زجاجه بلون قاتم يحجب الرؤية"،
- وأنها تقوم بـِ " إطفاء الأضواء ليلا والاعتماد على الشموع".
جو شاعري؟ أم مقدمات رذيلة؟
ولماذا دخول الفتيات من مدخل خلفي في زقاق ضيق؟ إشفاقا عليهن من عنت زحام، أم استتار مبتلٍ
بقاذورات؟
كيفما كان الأمر، فإن الله سبحانه وتعالى يقول:
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (النور:19).
وللإخوة الذين منحهم السكان أصواتهم نقول:
لقد وعدتم، ووعدكم الوقوف ضد الفساد والاستبداد، وهاهو الفساد يستشري في الحي شيشة وعربدة وتحديا صارخا للقانون، فهلا أنجزتم ما وعدتم ؟
التعليقات (0)