مواضيع اليوم

تقاطع الشارع بين صورتين

سـامي جلال

2013-08-21 20:52:04

0

 الوضع العام في الشارع العربي وصل إلى قناعة للتغيير في قياداته التي تعدى زمن مفعول صلاحياتها الحد المعقول و اللامعقول، و للاسف كان انذار انتهاء مفعول الصلاحية شعلة من النار التهمت اجساد الأبرياء ليعزف بوق الطابور صداه للأصطفاف و المواجهة للبديل عبر الأحتكام للشارع العام ، الناس البسطاء ، تهان النفوس و تغتصب الكرامة ، تُذّل الرؤوس ، من كان بالأمس محكوم تركبه جموح الشيطان ليعبث و يخدش الورد بأشواكه و من خانَهُ الحظ يبكي امسه الماضي بين نفايات زهو ايام الخوالي.

بعيدا عن ذاك الشارع ، شارع اخر حين يصل لقناعة التغيير بخصوص قيادات انتهكت مواثيقها و عهودها فاخطأت بحق ناخبيها ، لا يحتاج لزهق روحهِ بالنار ولا ان يهان و تستباح كرامتهِ ، بل بخطة قلم ان يقول لا لهذا و نعم لغير ذاك، دون ان تقف عجلة الحياة او تقطع عنه سبل الأتصالات و تعتم عنهُ عدسات الأعلام.

في تلك الصورتين اختلفت المعايير الأنسانية و الأجتماعية في عملية تغيير متشابهة من ناحية الفعل وهو تغيير القيادات، لكنها مختلفة تماما في اخلاقية القيادات من تقبل عملية التغيير، و رد فعل الشارع على تقبل سياسات تلك النخبة من الساسة الذين امتهنوا السياسة لغاية في تركيبتهم السايكلوجية ، حيث تختفي معالم شخصيتهم خلف ظواهر أفعال سياساتهم اتجاه الظروف التي ساعدت توليهم السلطة.

العوامل الأخرى التي تعمق الأختلاف بين تلك الصورتين، الخلفية التاريخية لتلك المجتمعات و عمق معتقداتها التي تتباين فيها مدى تمسك كل منها بتلك الرواسب و المواريث ، هذا الجانب تقبل التماشي مع احتياجات العصر في التغيير و الخروج من قوقعة التاريخ المقدس دون ان تفقد احترامها لتاريخها ،و كذلك القومية المختارة التي لا تنتكس بوارقها و الأصطفاف خلف القائد الضرورة او القائد الذي لا يخطيء ولا يحاسب على افعاله، بل خلقت صورة جديدة تبحث في المستقبل اكثر من ان تنظر للخلف أو الماضي ، صورة لأحتياجات الحاضر لضمان خطوات العبور للزمن القادم، لكن بشكل يتقبل القائد فيه التنحي من مسؤوليته و يحترم مشاعر الأخرين و لا يرى في السلطة ظاهرة ابدية تحمية و تترفع به عن الشّرائع و القوانين، بل يحترم ما تقرره  صناديق الأقتراع. ترى اين نحن من تلك الصورتين؟     




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات