ربما لعبة الديمقراطية تفرض على الإنسان احترام الرأي والرأي الآخر ، فهل المعارضة تقبل رأي المولاة ، وبالمقابل هل تقبل المولاة رأي المعارضة ، ولو كان ذلك صحيا فلماذا الاقتتال ، أليس الجلوس على مائدة الحوار ، وتبادل الآراء ، وحسم الخلافات بطريقة سلمية اقل ضررا ، أليس الاحتكام الى صناديق الاقتراع هو الوسيلة الفضلى لولوج عالم الديمقراطية والحرية .
الكثير من أطياف المعارضة تدعي تغول السلطة عليهم ومطاردتهم وملاحقتهم واتهام السلطة بأنها دولة أمنية بوليسية بامتياز كما كتب القمحاوي ذات يوم عن الدولة الأردنية ،ولكن في المقابل نرى المعارضة وهي ترفض رأي المولاة وتتهمهم بالخيانة والانحياز والتحيز ، فنرى الكثير من رجال وقادة المعارضة وهم كما أسلفنا يدعون البحث عن الحرية والكرامة والديمقراطية واحترام الرأي نراهم في مسيراتهم ومظاهراتهم يحملون السكاكين والسيوف والعصي والأدوات الحادة القاطعة ويعتدون على من يخالفهم الرأي فقط لأنهم يخالفونهم الرأي .
وهذا كان واضحا في أحداث الزرقاء ( السلفية الجهادية .. وأنصار حزب التحرير المحظور ) .
وليس هذا فحسب ، وكما حدث في بلدة خرجا في شمال الأردن ، حيث حدثت مصادمات عنيفة بين أهل البلدة الواحدة التي مضى على تعايش الأهل الكرام فيها أكثر من قرن ونصف من الزمان ، ولكن ما أن ظهر اختلاف في الرؤى حتى حدثت المصادمات مما استدعى تدخل رجال الأمن لفض الاشتباكات .
وكما حدث في بلدة ساكب حينما حظر المهندس ليث شبيلات لإلقاء محاضرة ، وكما تم ضبط احد قادة الحراك وهو يحمل مسدسا ويقوم بتهديد احد الأشخاص به .
فهل كانت المعارضة اقل خطرا من المولاة .. وكلاهما هل هما شيء مختلف عن السلطة التي يدعون انهم يعارضونها .
التعليقات (0)