تفسير سورة الإخلاص (2)
بحث روائي:
في الكافي، بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال: إن اليهود سألوا رسول الله ص فقالوا: انسب لنا ربك فلبث ثلاثا لا يجيبهم- ثم نزلت «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» إلى آخرها.
أقول: و في الاحتجاج، عن العسكري ع: إن السائل عبد الله بن صوريا اليهودي، و في بعض روايات أهل السنة": أن السائل عبد الله بن سلام سأله ص ذلك بمكة- ثم آمن و كتم إيمانه، و في بعضها أن أناسا من اليهود سألوه ذلك، و في غير واحد من رواياتهم": أن مشركي مكة سألوه ذلك، و كيف كان فالمراد بالنسبة النعت و الوصف.
و في المعاني، بإسناده عن الأصبغ بن نباتة عن علي ع في حديث: نسبة الله عز و جل قل هو الله.
و في العلل، بإسناده عن الصادق ع في حديث المعراج: أن الله قال له أي للنبي ص:
اقرأ قل هو الله أحد كما أنزلت- فإنها نسبتي و نعتي.
أقول: و روي أيضا بإسناده إلى موسى بن جعفر ع ما في معناه.
و في الدر المنثور، أخرج أبو عبيد في فضائله عن ابن عباس عن النبي ص قال قل هو الله أحد ثلث القرآن.
أقول: و قد تكاثرت الروايات من طرقهم في هذا المعنى رووه عن عدة من الصحابة كابن عباس و قد مر و أبي الدرداء و ابن عمر و جابر و ابن مسعود و أبي سعيد الخدري و معاذ بن أنس و أبي أيوب و أبي أمامة و غيرهم عن النبي ص، و ورد أيضا في عدة من الروايات عن أئمة أهل البيت ع، و قد وجهوا كون السورة تعدل ثلث القرآن بوجوه مختلفة أعدلها أن ما في القرآن من المعارف تنحل إلى الأصول الثلاثة: التوحيد و النبوة و المعاد و السورة تتضمن واحدا من الثلاثة و هو التوحيد.
و في التوحيد، عن أمير المؤمنين (ع): رأيت الخضر ع في المنام قبل بدر بليلة- فقلت له: علمني شيئا أنصر به على الأعداء- فقال: قل: يا هو يا من لا هو إلا هو- فلما أصبحت قصصتها على رسول الله ص- فقال لي: يا علي علمت الاسم الأعظم- فكان على لساني يوم بدر.
و إن أمير المؤمنين (ع) قرأ قل هو الله أحد- فلما فرغ قال: يا هو يا من لا هو إلا هو- اغفر لي و انصرني على القوم الكافرين.
و في نهج البلاغة،: الأحد لا بتأويل عدد.
أقول: و رواه في التوحيد، عن الرضا (ع) و لفظه: أحد لا بتأويل عدد.
و في أصول الكافي، بإسناده عن داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثاني (ع): ما الصمد؟ قال ع: السيد المصمود إليه في القليل و الكثير.
أقول: و في تفسير الصمد معان أخر مروية عنهم (ع)
فعن الباقر (ع): الصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر و ناه
، و عن الحسين (ع): الصمد الذي لا جوف له و الصمد الذي لا ينام، و الصمد الذي لم يزل و لا يزال،
و عن السجاد (ع): الصمد الذي إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون، و الصمد الذي أبدع الأشياء- فخلقها أضدادا و أشكالا و أزواجا- و تفرد بالوحدة بلا ضد و لا شكل و لا مثل و لا ند.
و الأصل في معنى الصمد هو الذي رويناه عن أبي جعفر الثاني ع لما في مادته لغة في معنى القصد فالمعاني المختلفة المنقولة عنهم (ع) من التفسير يلازم المعنى فإن المعاني المذكورة لوازم كونه تعالى مقصودا يرجع إليه كل شيء في كل حاجة فإليه ينتهي الكل من دون أن تتحقق فيه حاجة.
و في التوحيد، عن وهب بن وهب القرشي عن الصادق عن آبائه (ع) أن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي (ع)- يسألونه عن الصمد فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد- فلا تخوضوا في القرآن و لا تجادلوا فيه- و لا تتكلموا فيه بغير علم- فقد سمعت جدي رسول الله ص يقول: من قال في القرآن بغير علم- فليتبوأ مقعده من النار، و إن الله سبحانه فسر الصمد فقال: الله أحد الله الصمد ثم فسره فقال: لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد.
و فيه، بإسناده إلى ابن أبي عمير عن موسى بن جعفر (ع) أنه قال: و اعلم أن الله تعالى واحد أحد صمد- لم يلد فيورث و لم يولد فيشارك.
و فيه، في خطبة أخرى لعلي (ع): الذي لم يولد فيكون في العز مشاركا- و لم يلد فيكون موروثا هالكا.
و فيه، في خطبة له (ع): تعالى أن يكون له كفؤ فيشبه به.
أقول: و في المعاني المتقدمة روايات أخرى.
المصدر: الميزان في تفسير القرآن، ج20، ص: 391 - 392
التعليقات (0)