مواضيع اليوم

تفسير سورة الإخلاص (2)

الفكر الأصيل

2011-11-03 10:29:51

0

تفسير سورة الإخلاص (2)


بحث روائي‏:


في الكافي، بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال: إن اليهود سألوا رسول الله ص فقالوا: انسب لنا ربك فلبث ثلاثا لا يجيبهم- ثم نزلت «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» إلى آخرها.


أقول: و في الاحتجاج، عن العسكري ع: إن السائل عبد الله بن صوريا اليهودي‏، و في بعض روايات أهل السنة": أن السائل عبد الله بن سلام سأله ص ذلك بمكة- ثم آمن و كتم إيمانه، و في بعضها أن أناسا من اليهود سألوه ذلك، و في غير واحد من رواياتهم": أن مشركي مكة سألوه ذلك‏، و كيف كان فالمراد بالنسبة النعت و الوصف.


و في المعاني، بإسناده عن الأصبغ بن نباتة عن علي ع في حديث: نسبة الله عز و جل قل هو الله.
و في العلل، بإسناده عن الصادق ع في حديث المعراج: أن الله قال له أي للنبي ص:
اقرأ قل هو الله أحد كما أنزلت- فإنها نسبتي و نعتي.

أقول: و روي أيضا بإسناده إلى موسى بن جعفر ع ما في معناه.


و في الدر المنثور، أخرج أبو عبيد في فضائله عن ابن عباس عن النبي ص قال قل هو الله أحد ثلث القرآن.
أقول: و قد تكاثرت الروايات من طرقهم في هذا المعنى رووه عن عدة من الصحابة كابن عباس و قد مر و أبي الدرداء و ابن عمر و جابر و ابن مسعود و أبي سعيد الخدري و معاذ بن أنس و أبي أيوب و أبي أمامة و غيرهم عن النبي ص، و ورد أيضا في عدة من الروايات عن أئمة أهل البيت ع، و قد وجهوا كون السورة تعدل ثلث القرآن بوجوه مختلفة أعدلها أن ما في القرآن من المعارف تنحل إلى الأصول الثلاثة: التوحيد و النبوة و المعاد و السورة تتضمن واحدا من الثلاثة و هو التوحيد.


و في التوحيد، عن أمير المؤمنين (ع): رأيت الخضر ع في المنام قبل بدر بليلة- فقلت له: علمني شيئا أنصر به على الأعداء- فقال: قل: يا هو يا من لا هو إلا هو- فلما أصبحت قصصتها على رسول الله ص- فقال لي: يا علي علمت الاسم الأعظم- فكان على لساني يوم بدر.


و إن أمير المؤمنين (ع) قرأ قل هو الله أحد- فلما فرغ قال: يا هو يا من لا هو إلا هو- اغفر لي و انصرني على القوم الكافرين.
و في نهج البلاغة،: الأحد لا بتأويل عدد.
أقول: و رواه في التوحيد، عن الرضا (ع) و لفظه: أحد لا بتأويل عدد.

و في أصول الكافي، بإسناده عن داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثاني (ع): ما الصمد؟ قال ع: السيد المصمود إليه في القليل و الكثير.

أقول: و في تفسير الصمد معان أخر مروية عنهم (ع‏)
فعن الباقر (ع): الصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر و ناه‏
، و عن الحسين (ع): الصمد الذي لا جوف له و الصمد الذي لا ينام، و الصمد الذي لم يزل و لا يزال‏،
و عن السجاد (ع): الصمد الذي إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون، و الصمد الذي أبدع الأشياء- فخلقها أضدادا و أشكالا و أزواجا- و تفرد بالوحدة بلا ضد و لا شكل و لا مثل و لا ند.


و الأصل في معنى الصمد هو الذي رويناه عن أبي جعفر الثاني ع لما في مادته لغة في معنى القصد فالمعاني المختلفة المنقولة عنهم (ع) من التفسير يلازم المعنى فإن المعاني المذكورة لوازم كونه تعالى مقصودا يرجع إليه كل شي‏ء في كل حاجة فإليه ينتهي الكل من دون أن تتحقق فيه حاجة.


و في التوحيد، عن وهب بن وهب القرشي عن الصادق عن آبائه (ع) أن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي (ع)- يسألونه عن الصمد فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد- فلا تخوضوا في القرآن و لا تجادلوا فيه- و لا تتكلموا فيه بغير علم- فقد سمعت جدي رسول الله ص يقول: من قال في القرآن بغير علم- فليتبوأ مقعده من النار، و إن الله سبحانه فسر الصمد فقال: الله أحد الله الصمد ثم فسره فقال: لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد.


و فيه، بإسناده إلى ابن أبي عمير عن موسى بن جعفر (ع) أنه قال: و اعلم أن الله تعالى واحد أحد صمد- لم يلد فيورث و لم يولد فيشارك.
و فيه، في خطبة أخرى لعلي (ع): الذي لم يولد فيكون في العز مشاركا- و لم يلد فيكون موروثا هالكا.
و فيه، في خطبة له (ع): تعالى أن يكون له كفؤ فيشبه به.
أقول: و في المعاني المتقدمة روايات أخرى.


المصدر: الميزان في تفسير القرآن، ج‏20، ص: 391 - 392

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !