مواضيع اليوم

تفسير ( إنما المؤمنون إخوة )

 

إن الدعوة الإسلامية دعوة شاملة للناس كافة على عكس كل الرسل والأنبياء الذين جاءوا لأقوامهم وبشكل حصري فقط ، كانت الرسالة رسالة حب وتعاطف وتراحم وتآلف وتعاون ، خلقنا الله تبارك وتعالى أقواما وأجناسا .. وشرع لنا أن نتعارف ونتآلف ونتحاب .. وترك لنا أمر التقوى ليكون مسؤولية الفرد بذاته ..( إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) .

( إنما المؤمنون إخوة ) عندما تدخل الإيمان .. وتنتقل إلى دائرته تدخل الأسرة الكبيرة .. بمعاني الأسرة الراقية ..المجتمع الفاضل الذي طالما حلم به الإنسان على مر التاريخ ...( طبعا هذا ما يجب أن يكون ) ولكن الواقع مختلف .

كيف ترتبط بعلاقة أخوية تأخذك إلى أبعاد وآفاق إنسانية رحبة ، لم تكن لتخطر على بال .. فستكون أنت العربي أخ لذلك الأعجمي من شتى أصقاع العالم .. تقف أنت وإياه على نفس المسافة من الدين إلا بما اكتسبتم و تسابقتم عليه من بر وإيمان .. تنحسر الأخوة بالدم بعيدا وتحل محلها الأخوة الدينية التي هي الأصل ..

انظر إلى يوم القيامة ..هل ستجتمع العائلة والعشيرة والقومية في يوم الحساب ؟؟
ستكون العائلة هي عائلة الإيمان ... وستفر أنت من أمك وأبيك وعشيرتك ... لتنجو بنفسك .. وتلتقي الأحبة .. منة هم ؟
محمد وصحبه . وتلك هي العائلة ...

انظر إلى بدايات الدعوة الإسلامية كيف وقف الابن المؤمن في وجه أبيه الكافر المشرك ..انظر كيف ترك الابن أمه وأبيه وترك النعيم الذي هو فيه .. وانظم إلى الأخوة .... إلى الأخوة التي تنجيه ..

انظر كيف فهم المهاجرين والأنصار يوم أن ضاقت الدنيا ...انظر كيف فهموا معنى الأخوة .. انظر كيف انحسرت قرابة الدم ..على الرغم من أهميتها ... فيقول الرسول الكريم ( خيركم خيركم لأهله وانأ خيركم لأهلي )
انظر كيف ينظر الله تبارك وتعالى إلى قرابة الدم ..

يوم أن ركب سيدنا نوح السفينة .. وانظر حال ابنه الذي وصفه رب العزة بأنه عمل غير صالح ..وانه ليس من أهله .. وإنما كان أهله من ركب معه وامن به .

( إنما المؤمنون أخوة ) والأخوة تقتضي حاجات وأشياء وواجبات أكثر .. نتذكر ونحن نتمثل الأخوة الإيمانية الرسول الكريم وهو على منبره في خطبة الوداع يوم الحج الأكبر نتمثل الهدي النبوي الشريف المطهر الموضح لمعنى الأخوة ( إنما المؤمنون إخوة ) .. ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا في موقفكم هذا .. )

فلو كان دم المسلم عليك أيها المسلم حرام فلا تقتله ولا تؤذيه ، ولو كان عرضه عليك حرام فلا تخونه ولا تتجسس عليه ، وتصونه كما تصون عرضك ، وتدرك من اعترض أعراض الناس اعترض الناس عرضه ، ولو كان ماله عليك حرام .. فلا تأخذه غصبا ولا تسرقه ولا تسلبه ..ماذا بقي غير محرم .. ماذا بقي لتكتمل الأخوة ..
ألا يتفوق مفهوم الأخوة هذا على مفهوم الأخوة بالدم ..

إذا كانت هذه هي الحال التي يربي الإسلام المسلم عليها .. وإذا اتبعها والتزم بها .. ألا يرتقي المسلم إلى آفاق بعيدة في الإنسانية والطهر والنقاء .. كيف سيكون المجتمع .. وأين ستكون الجريمة المنظمة وغير المنظمة .. وما هي حال الأمن في المجتمع .. ألا يؤدي هذا إلى تضامن وتآلف عجيب .. إلى جانب ما وفرته الشريعة من عقاب لكل متجاوز وآثم ومعتدي .. وبما وضعته من أحكام الزكاة وحسن الجوار ..
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !