هالنا ماحصل من تفجيرات دموية استهدفت الزوار بالقرب من مرقد الإمام الكاظم عليه السلام يوم الجمعة المصادف 24 نسيان 2009 والتي أودت بحياة عدد غير قليل أكثرهم من الزوار الإيرانيين 0 التفجيرات كانت نتيجة لخروقات أمنية حيث عمد منفذي الهجوم بالتسلل إلى المنطقة المستهدفة عن طريق الشوارع الفرعية والغير مؤمنه بصورة كاملة تفادياً لقوات الأمن في نقاط التفتيش المتواجدة على الشوارع الرئيسية المؤدية إلى المرقد المقدس والذين تناسوا بان طرق الإرهاب تتناسب تناسبا طرديا مع طرق مكافحته فمثلما تتطور أساليب وطرق مكافحة الإرهاب فهناك دائما إرهابيون يفكرون ويبتكرون طرق أخرى لمواجهة قوات الأمن 0
الأمر الملفت للانتباه هو إن التفجيرات الأخيرة قد ألقت بضلالها على عودة التصريحات المتناقضة مرة أخرى من خلال قيام بعض الناطقين الإعلاميين بالتسابق وبعد وقت قليل من وقوع الإعمال الإرهابية للظهور على محطات التلفزه لإطلاق التصريحات والبيانات المتناقضة وتحميل القاعدة أو حزب البعث أو غيرهم مسؤولية ماحدث أو أن يكون منفذ العملية رجل أو امرأة إلى غير ذلك من التصريحات المشوشة التي جعلت العراقيين يسبحون في أمواج متلاطمة من الاستيعاب والفهم المضطرب 0
ان الفترة التي مر بها العراق بعد إحداث 2003 وما إل إليه الوضع من تزايد الإعمال الإرهابية يجب أن تكون قد طورت كفاءة قوى الأمن العراقية وأعطتهم القدرة على كشف ملابسات الحوادث الإرهابية والتحديد الدقيق للجهات التي تقف ورائها وبصورة أكثر تخصصية ومهنية 0 فتنظيم القاعدة وعلى الرغم من أفول نجمه في الوقت الحاضر إلى انه تنظيم متشعب لديه عدة فروع بمسميات مختلفة وكذلك العبثيين والذي أصابهم التفكك وأصبحوا عدة أجنحة ومن هذه الأجنحة من ليس لها أي دور أو وجود في العراق إلى غير ذلك من التيارات والمنظمات المعادية لأمن واستقرار العراق لهذا يجب علينا أن نحدد بدقة الجهات المنفذة للحادث واليات وأسلوب التنفيذ بل وحتى الأشخاص إن أمكن ذلك وهذا اقل مانقدمه بعد هذا الكم الهائل من الخبرات التي المكتسبة طيلة السنين الماضية 0
في النهاية فأن دوامة التصريحات المتناقضة التي يدلي بها الناطقين الإعلاميين للمؤسسات الأمنية تؤكد على عدم دقة المعلومات التي تحصل عليها هذه المؤسسات رغم أن من أهم صفات الناطق الإعلامي هو الإلمام بكل تفاصيل الحدث قبل التصريح به لوكالات الإنباء 0 وكذلك يجب علينا أن نعمل على توحيد الخطاب الاعلامي ( التصريحات ) لكافة المؤسسات الأمنية لكي تظهر بشكل أكثر قوة وانسجام ولكي لاتضيع علينا حقيقة الأمور 0
احمد حبيب السماوي
Ahmed_alsamawe@yahoo.com
التعليقات (0)