بعد اربعة ايام من العمل الارهابي اللذي وقع في منطقة الحسين في القاهرة وفي منطقة تغص بالسياح الاجانب والعرب لم يعلن احد من التنظيمات السياسية مسؤوليته عن العملية , ومن خلال متابعتي للتصريحات اللتي يطلقها الخبراء والشخصيات المصرية اتضح ان لا احد يستطيع ان يجزم بالجهة المسؤولة عن هذا الحادث . اعتقد ان ايا من التنظيمات المتطرفة لادخل لها في هذه العملية ( والا لكانوا هللوا وكبروا وتبجحوا بالنصر المبين والضربة القاصمة لاعداء الله واللتي ادت لقتل واحدة من نساء الفرنجة العاريات امام مسجد سيدنا الحسين عليه السلام ) . وبالطبع ظهرت بعض الابواق الجوفاء اللتي تعج بها الفضائيات هذه الايام ومنهم من يريد ارضاء الحكومة بأطروحات مضحكة تستخف بعقول الناس واخذ يحمل الشيعة في مصر هذا العمل لان الحكومة غيرت لون كسوة الضريح الحسيني من الاسود الى الابيض على حد زعمه وبالتالي تحميل ايران المسؤولية . ومنهم من يريد تحميلها للجماعات الاسلامية المحظورة لاغتنام الفرصة بتقليم اضافر الاخوان المسلمين اللذين لهم شعبية كبيرة في اوساط الشعب المصري واللذين يعتبرهم النظام العدو رقم واحد له . كما واني استمعت الى من يتهم عملاء الحكومة بهذا العمل على حد قولهم لضرب المعارضة دون ان يثير ذلك الغرب ومنظمات حقوق الانسان , ولا اعتقد ان الحكومة المصرية بهذه السذاجة بحيث انها تقتل سواح اجانب وتضرب السياحة اللتي تدر على مصر المليارات في عز الازمة المالية العالمية مما سيؤدي الى المزيد من المشاكل الاقتصادية للبلد ويغذي الاحتقان الشعبي لشعب يأن من الفقر واللذي يحمل الفساد الحكومي مسؤولية هذا التردي الاقتصادي, او على الاقل لعدم ضرب السياحة اللتي لا يستثمر فيها غير كبار السياسيين المصريين واعضاء الحكومة انفسهم , ولا احد عاقل يذبح الأوزة اللتي تبيض له ذهبا . اذا من المسؤول عن هذا العمل ياترى ؟ .
لكي لا اثير اللذين لا يحبون نظرية المؤامرة والمدافعين عن اسرائيل , ولكي لا اصبح احد ابواق الحكومات العربية واحمل جهات خارجية ومنها اسرائيل جميع المشاكل الداخلية لدولنا العربية مع اني لا استبعد ذلك لانها اكثر المستفيدين من الحادث لجميع ما ذكرت اعلاه ولابقاء الفتنة مشتعلة بين الدول العربية والاسلامية , فاني ارجح الرأي القائل ان العملية قام بها فرد اواثنان او على اكثر تقدير ثلاثة افراد وبصورة عفوية لتفريغ الاحتقان اللذي يقود الشباب العربي الى الجنون لما الت اليه اوضاع الشعب العربي من فقر ومذلة واضطهاد ولما تثيره المشاهد المقززة للاحتلال الصهيوني الامريكي للامة العربية , وهذا ما يتضح من اختيار مكان يعج بالسياح الغربيين لتفجير القنابل وقد يكون اختيار الفرنسيين منهم اللذين تحاصر بحريتهم غزة اشارة اخرى للاحتقان الشعبي . عفوية تدل عليها بدائية القنبلتين المستعملتين في العملية واللتيين انفجرت احداهما ولم تنفجر الاخرى والحمد لله , عفوية تدل عليها عدم اعلان احد عن مسؤوليته عن العملية , وتدل عليها صعوبة الوصول الى الجناة حتى بعد التحقيق المكثف مع النشطاء من المعارضة واللذي بالتاكيد قد حصل لانه الاجراء الطبيعي لاي حكومة في مثل هذه الحالات واللذي لاتعلم هذه التنظيمات عنه شيئا على ما يبدو .
التعليقات (0)