مواضيع اليوم

تفجيرات كركوك والصدر من قام بها ؟

زين الدين الكعبي

2009-06-25 17:10:53

0

 

 

ازدادت في الشهرين الأخيرين اعمال العنف في العراق بشكل ملحوظ , واتخذت في الأسبوعين الماضيين طابعا عنيفا جدا ذكرنا بما كان يحصل في 2006 و 2007 . فمنذ ايام دمر انفجارا هائلا حيا تسكنه اغلبية تركمانية بأكمله . حيث استشهد اكثر من 73 شخصا وجرح المئات . ويوم امس استشهد اكثر من مئة شخص وجرح المئات نتيجة انفجارين هائلين وقعا في بغداد احدهما في منطقة البياع وهز الثاني سوقا شعبيا في مدينة الصدر في ساعة الذروة . ويعتبر أنفجاري كركوك ومدينة الصدر هما الأعنف والأكثر دموية منذ اكثر من سنة على حد قول المسؤولين الأمنيين .

علق نوري المالكي على الوضع الأمني في العراق بعد الأنفجارين قائلا (( ان اصابع الاتهام في ارتكاب الجريمتين الارهابيتين في الاسواق والمناطق المكتظة بالمدنيين في مدينتي الصدر والبياع تؤشر بوضوح على الحلف التكفيري - البعثي البغيض المدعوم من الخارج والذي أوغل في دماء الابرياء من ابناء الشعب العراقي . وأضاف "اننا نطالب المجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية على وجه الخصوص باعلان موقف واضح وحاسم من هذه الجرائم المروعة وان السكوت عليها لم يعد موقفا مقبولا ولا وديا تجاه الشعب العراقي" )) .

لم تعد نغمة البعثيين والتكفيريين تطرب الكثيرين من الشعب العراقي , كما لا يستطيع احد ان يصدق بعد الآن ان كل المصائب اللتي حصلت وتحصل حاليا في العراق هي بسبب هذين التنظيمين الأرهابيين فقط . والا فأن كلام المالكي هذا يبين ان كل تصريحاته السابقة عن جاهزية وامكانية القوات العراقية لأستلام الملفات الأمنية في العراق هي ( بروباكاندا ) فارغة . وان القضاء على التنظيمات الأرهابية البعثية والقاعدية بصورة كبيرة هي دعاية انتخابية لا اكثر ولا اقل .

انا لا اشكك مطلقا بما صرح به المالكي بأن القوات العراقية جاهزة وقادرة على مكافحة الأرهاب . واعتقد ان الجيش والشرطة العراقيين اذا ما تخلصتا من بعض القيادات والعناصر الفاسدة وبدعم تسليحي اكثر علمية ستكون قادرة على القضاء على الأرهاب قضاء مبرما . كما اني اعتقد جازما بأن الحكومة العراقية وقوات الجيش والشرطة استطاعت بالتعاون مع التنظيمات الأهلية في المحافظات من القضاء على 95 بالمئة من اوكار الأرهاب التابعة للقاعدة والبعث .

ولكني اشكك بالشق اللذي يتهم القاعدة والبعث بتدبير تفجيري كركوك والصدر من كلام المالكي , وبمقدرة هذين التنظيمين الأرهابيين على القيام بمثل عمليتي مدينة الصدر وكركوك الأخيرتين . حيث ان منطق الأشياء يجعلنا نصدق ان القاعدة يمكنها ان تبعث انتحاريا يفجر نفسه ويقتل اربع او خمسة او عشرة اشخاص في غفلة من الزمن فهذا وارد . الا ان اسلوب وضع كميات تقدر باكثر من طن من المتفجرات في عربات او سيارات ومن ثم ارسالها الى مناطق تقطنها اكثرية من طائفة معينة ومحصنة تحصينا رهيبا وبقوى هائلة من الشرطة والجيش واجهزة الأستشعار والكلاب البوليسية القادرة على اكتشاف مسدس عادي ومن ثم انفجارها وقتلها المئات فهذا ما يجعلنا نشكك بأن القاعدة والبعث هما اللذان قاما بهاتين العمليتين . خاصة اذا ما اخذنا بنظر الأعتبار تصريحات قادة ميدانيين من الجيش والشرطة واللتي اكدت ان تفجيرات سابقة حصلت في مدينة الصدر قامت بها جهات من داخل المدينة ذاتها . كما ان التفجير الكبير اللذي حصل في سوق مدينة البطحاء الجنوبية واللتي تكاد تخلو تماما من اي مكونات عراقية غير المكون الشيعي تطرح علامة استفهام كبيرة عن كيفية وصول القاعدة والبعث الى هذه المدينة .

ان اشادة المسؤولين العراقيين بالدور اللذي تلعبه سوريا هذه الأيام لحفض الأمن في العراق هو من الأمور الأخرى اللتي تناقض كلام المالكي عن دور هذه الحكومة بدعم لعمليات الأرهابية في العراق . حيث اشاد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال زيارة هي الثانية لنظيره السوري وليد المعلم الى بغداد بالتعاون الامني بين البلدين، وقال "حدث تطور جيد في العلاقة العراقية السورية، قياساً بالسنوات الماضية لاستجابة سوريا لمطالبات عراقية بتثبيت الامن والاستقرار، التعاون الامني افضل بكثير خلال الفترة الماضية" .

هذا التناقض الواضح في التصريحات هو اللذي يجعلنا نشكك بنظرية تحميل جميع العمليات الأرهابية بدون استثناء الى المؤامرة المشتركة بين البعث والقاعدة . مع اقرارنا الأكيد بأن جزء من هذه العمليات يقوم به هذين التنظيمين الأرهابيين .

ان عمليات مثل عملية البطحاء وضرب مطار البصرة او المنطقة الخضراء بصواريخ الكاتيوشا , او عمليتي الصدر وكركوك بعيدة كل البعد عن اسلوب عمل القاعدة والبعث . ويمكن لأي مراقب ان يستشف من من الجهات اللتي يمكنها القيام بهذه العمليات اذا ما ربط  بعض الأخبار والتصريحات المتناقلة هنا وهناك وتوقيتاتها مع توقيتات هذه العمليات , ومنها .

تصريحات المالكي نفسه يوم امس في تعليقه على هذه العمليات حين قال . (( ان قسم من المسؤولين العراقيين عندما يزورون عواصم دول اخرى يقولون لمسؤولي تلك الدولة ان من مصلحتكم ان تفعلوا كذا في العراق وان تتصرفوا بطريقة كذا لكي تكون له حضوة عند تلك الدولة ؟؟؟! )) .

تصريحات كثيرة حذرت من ارتفع وتيرة العنف  لخلط الأوراق وعلى رأسها تصريحات رئيس الوزراء .

خبر ورد يوم امس عن مقتل ثلاث من عناصر ميليشيا البيشمركة الكردية في الموصل مما يسلط الضوء على الصراع العربي التركماني الكردي المحتدم في محافظات الموصل وديالى وكركوك . كما ان تفجير كركوك الأخير يشبه بصورة كبيرة تفجير منطقة الزنجيلي في الموصل واللتي وجهت اصابع الأتهام بتنفيذه الى قوات ميلشيا البيشمركة . واذا ما ربطنا خبر مصادقة برلمان كردستان العراق على دستور الأقليم الجديد يوم امس واللذي اعتبر مدينة كركوك تابعة لكردستان العراق فلنا ان نتصور علاقة ذلك بعمليات ترويع الآمنين من غير الأكراد في هذه المدينة .

اجماع العديد من قادة الكتل النيابية والأحزاب الكبيرة على ان تصريحات رئيس الوزراء السيد المالكي حول حتمية انهاء العملية السياسية القائمة على التوافق والمحاصصة وبدأ عملية سياسية جديدة في العراق قائمة على مبدأ حكم الأغلبية بانها تصريحات غير واقعية وغير منطقية وانها تضر بالعملية السياسية . بينما تجمع اراء المثقفين والعامة في العراق على ان معظم ويلات العراق سببها هذه المحاصصة اللعينة . ومن اللذين وصفوا كلام المالكي عن المحاصصة والتوافق بأنه خطأ كبير , قادة المجلس الأعلى الأسلامي والحزب الأسلامي العراقي والحزبين الكرديين وبعض الأحزاب الصغيرة الأخرى والمستفيدة بشكل كبير من هذه المحاصصة . خاصة بعد ان تأكدت هذه الأحزاب بأنها ستفقد الكثير من امتيازاتها القائمة على الفساد الأدراي والمالي في الأنتخابات النيابية القادمة .

واذا ما ربطنا هذه التصريحات مع تصريحات المسؤولين الأمنيين السابقة مع العمليات الأرهابية اللتي تحصل في مناطق ليس للقاعدة والبعث اي وجود فعلي فيها سنستطيع الأستنتاج بسهولة هوية اللذي يمكنه القيام بمثل هكذا عمليات في هكذا مناطق وبهكذا سهولة . خاصة واننا نعرف جميعا بأن جميع هذه الأحزاب المعارضة لأنهاء المحاصصة لها اذرع عسكرية فاعلة على الساحة العراقية وقسم كبير منها مندس داخل قوات الجيش والشرطة .

 

من المكن ان نفهم ان هذه القوى الحزبية واللتي اثبتت في مناسبات كثيرة بأنها بلا اخلاق ومستعدة ان تحرق الأخضر واليابس في سبيل مصالحها الضيقة يمكنها القيام بعمليات ارهابية مستغلة الوضع الغير مستقر في العراق لألصاق التهم بغيرها . ولكن ما لايمكن فهمه بسهولة هو اصرار رئيس الوزراء وفي مناسبات عديدة على تعويم موضوع الجرائم الأرهابية اللتي تحصد ارواح الآف الأبرياء كل شهر والصاقها بالبعث والقاعدة فقط مع ان كل الدلائل تشير الى وجود لاعبين كثر غيرهم في مسألة الأرهاب , فلماذا اذن التلميح من بعيد عن هذا الموضوع دون كشف الحقائق والوقوف بحزم ضد الآخرين من الأرهابيين غير القاعدة والبعث .

انا شخصيا استخلص من كل ذلك ان الحكومة العراقية لا زالت تعاني من الضعف والفوضى بما لايجعلها قادرة على فرض سيطرتها على الأمور في العراق وهذا ما يفسر عودة العمليات الأرهابية العنيفة واستمرار فوضى الفساد الأداري والمالي في جميع الوزارات دون اي بوادر امل بأنتهاء كل ذلك قريبا . 

http://alhadbaa.in-goo.com/

www.alsumaria.tv/ar/Iraq-News/1-33782-.html

www.alqanat.com/news/shownews.asp

www.krg.org/uploads/documents/Draft_constitution_Kurdistan__2009_06_22_h12m34s53.pdf

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات