الحراك الجماهيري الذي عبرت عنه قوى الشعب العربي، وأسقط أنظمة سياسية حليفة لإسرائيل، لم يكن غائباً عن الفكر الاستراتيجي الصهيوني، حيث تابعت تل أبيب هذا التحرك لحظة بلحظة، ولربما وصلت إلى نتيجة مفادها أن تلك الثورات لا يمكن لأحد احتوائها أو القفز عليها، ولذلك فإن تغيير قواعد اللعبة بات أحد أهم ركائز الإستراتيجية الصهيونية الجديدة، ومن هنا انطلقت إسرائيل في سلسلة جرائمها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستهدفةً الأطفال والشيوخ والشباب، ضاربةً بعرض الحائط حجم الانضباط والالتزام بالتهدئة التي عبرت عنها القوى الوطنية والإسلامية.
تغيير قواعد اللعبة إسرائيلياً يتطلب أيضاً أن تتخذ الحكومة الفلسطينية تغييراً تكتيكياً يخفف الضغط عنها وعن قوى المقاومة الفلسطينية، من خلال التحرر من الضغط الأمني والسياسي نتيجة مزاوجتها بين الحكم والسياسة من خلال الخطوات التالية:
1- البدء بمشاورات حثيثة مع كل القوى لتشكيل قيادة سياسية موحدة من القوى الوطنية والإسلامية، تكون مرجعية سياسية للجبهة الوطنية الموحدة التي ستعمل في الداخل الفلسطيني المحتل.
2- تشكيل غرفة عمليات عسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، تعمل وفقاً للرؤية السياسية للقيادة الوطنية الموحدة وتعمل تحت اسم الجبهة الوطنية الموحدة.
3- كل الخلايا العسكرية على الأرض تعمل تحت إطار وتوجيهات من الجبهة الوطنية الموحدة.
4- إعادة بناء نظام سياسي فلسطيني ينسجم مع قواعد اللعبة الجديدة، ويقوم هذا البناء وفقاً للرؤية التالية:
أ- إلغاء منصب الرئيس ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة، وبذلك حل كل الأجسام الناجمة عنها.
ب- استحداث منصب رئيس الإدارة المدنية في كل محافظات الوطن ويكون دوره إدارة الشئون المدنية والإنسانية للشعب الفلسطيني، ولا علاقة له بالشأن السياسي أو العسكري.
ت- تخضع إدارات الصحة والتعليم والقضاء والاقتصاد والشئون المالية والإدارية للإدارة المدنية، ويحق لرئيس الإدارة المدنية استحداث أي إدارات يراها تخدم الجانب الإنساني والمعيشي للناس.
ث- يتم تشكيل جهاز شرطي مدني ينتقى أعضائه وفقاً للمهنية والوطنية ويكون مهامه فقط حماية الجبهة الداخلية.
ج- تتّبع الإدارة المدنية سياسة تقشف في المصاريف التشغيلية، بحيث يتم تحديد سقف أعلى وأدنى للرواتب، بما يدعم سياسة الاعتماد على الذات.
ح- كل مقدرات السلطة الفلسطينية المادية والبشرية توضع تحت تصرف الإدارة المدنية.
5- إصلاح وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بعد إعادة النظر في هياكلها وميثاقها، ويكون من مهامها العمل في الساحة الخارجية ضمن السفارات والقنصليات المنتشرة، أو الجاليات العربية والإسلامية، وكذلك حشد الدعم المادي والمعنوي للقيادة الوطنية الموحدة.
6- يقوم رئيس المنظمة وكافة أعضائها بقيادة حملة سياسية لعزل إسرائيل سياسياً.
7- تتكفل جامعة الدول العربية ويساندها في ذلك الدول الإسلامية ومحبي القضية الفلسطينية العادلة في العالم لتوفير الدعم المالي واللوجستي للإدارة المدنية وقيادته الوطنية الموحدة.
8- أبناء الأجهزة الأمنية يتم دمجهم في التشكيلات العسكرية للجبهة الوطنية الموحدة.
9- صلاحيات القيادة الوطنية الموحدة التنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية بما يخدم أهدافها بالداخل الفلسطيني، وكذلك تحديد المشروع الوطني والعمل على تحقيقه، والتحكم بالماكينة الإعلامية التي تعمل على استنهاض كل مكونات الشعب العربي الفلسطيني.
10- صلاحيات الجبهة الوطنية الموحدة هي حماية الحدود، والرد على العدوان، ومحاربة ظاهرة العملاء، وانجاز مشروع التحرير بكل السبل المشروعة.
تلك البنود تحتاج إلى إنضاج ودراسة، ولربما تكون حلاً بديلاً لحل السلطة لأنها ستبقي على الانجازات.
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)