مواضيع اليوم

تغييب العقل العربي وخمد الحقائق

روح البدر

2009-06-11 08:03:08

0


تغييب الشعب العربي وخمد الحقائق


بفكر : حسين راشد


من لا يملك الحقائق .. لا يملك القرار ..ولا يمتلك الرأي.


فكلما كانت هناك حقائق كلما كانت هناك أراء وبدائل وخيارات وتحليلات تؤدي بنا إلى طريق معلوم حتى ولو كان هذا الطريق شائك أو مميت ..فيكون هدف الوصول للحقيقة هدف نبيل يرضينا مهما كانت نتائجه , أما إذا غابت الحقيقة فكل ما سينتج من آراء و تحليلات وردود فعل و أحداث ستكون غير مجدية وغير ذات نفع بل ضررها سيكون أكثر من عدم وجود نفعها.. كما لن نستطيع إيجاد حلول لأي مشكلة لأنها ستصبح هباءً منثوراً ..


وقضيتنا العربية التي توارت حقائقها بفرعيات كثيرة و تشعبت تشعبات ثقافية و عقائدية و دينية و علاوة على هذا وذاك تاريخ حرف بشكل يتناسب مع توسيع دائرة الخلاف وجغرافيا زيفت كي تصبح هناك نزاعات مستمرة تبعد المواطن العربي عن التفكير في أساس الحقيقة .. ليتحول النظر إلى الفرعيات وترك الأساسيات .. فيكون الصراع ذاتي ويبعد النظر عن الصراع الأساسي . أو القضية الأساسية. ( أن هناك احتلال صهيوني على الأراضي العربية)

 


تكثر بشدة هذه الأيام تلك التشعبات والمدسوسات التاريخية والدسائس المتنوعة في شكل فتن دينية وثقافية واجتماعية وسياسية كبيرة.وللأسف يقودها مفكرون وسياسيون لا يملكون من الحقائق سوى القشور . وقد لا يملكون تلك القشور نفسها .. ولكنهم يستقون ما يعتبرونه حقيقة من إعلام موجه لتغييب العامة فتغيبوا معهم وضللوهم.وسحب الأعمى من يملك البصيص ..


وهذه ( اللا حقيقة ) ينتج عنها تفاعل الجمهور العربي في شتى البقاع . فيتحول نظره عن القضية الأساسية . أو لنقول الحقيقة الوحيدة التي يعرفها الجميع وتنجح النظرية الصهيونية ( فرق تسد ) فكلما أرادوا أن يمرروا خطة ما استخدموا فكرة ( العصفورة التي على الشجرة) لينظر إليها الجميع ويصفون جمالها و انسيابية شكلها و .. و.. , وهي بالأساس ربما تكون غير موجودة... وإلى أن يكتشف الناظر أنها كانت لعبة إلهاء, تكون الخطة الصهيونية قد نفذت واستقرت و أصبحت واقع لا يمكن الفرار منه . فنجد أننا قد زادت أعباء قضيتنا وزادت معها المطالبات والمفاوضات على الجزئيات الجديدة .. وتصبح المطالبات القديمة أرشيفية إلى أن يتم حل ما طفح على السطح ..و دواليك


ولا شك أن ما يثار على أرض الواقع من مشكلات كانت كامنة ويمكننا جميعا التغلب عليها بكل سهولة .. بل وتحل هذه المشكلات بيسر لأنها ليست متجذرة في شخصيتنا العربية وليس لها عمق تاريخي أو حضاري بل أغلبها عبارة عن اختلافات مرحلية في الرؤى لا أكثر ولا أقل . والحل يكمن في الاتفاق على رجل حكيم يحمل المسئولية ويتحملها ويقف الجميع وراءه يساندوه ويحموا قضيتهم به وبأنفسهم وبإيمانهم بالقضية ذاتها دون السماح بالولوج لأي متطفل أو دسيس .

 


بعد افتعال 11 سبتمبر وتدخل الولايات المتحدة بعدو جديد ( تنظيم القاعدة) التي أنشأتها ومولتها ماديا وعسكريا وخططياً في ثمانينات القرن الماضي لمواجهة المد الروسي وتحجيم دوره في منطقة الشرق الأوسط ( الوطن العربي ) .. باستخدام الأيادي العربية المغضوب عليها داخلياً بالإضافة لاستخدام الدين كعنصر جذب للمحاربين المتطوعين ظانين بذلك أنهم يخدمون دينهم تحت مصطلح ( الجهاد ) وحماية اخواننا الافعان المسلمون من بطش السوفيت فانزلقت أرجلهم في خدمة المشروع الصهيوني المعادي في الأساس لوجود ( الإسلام) كدين .. ويكونوا بعد ذلك الذراع الذي سيهدد به العرب أنفسهم.


وأعتقد أنه هذا ما يحدث الآن !!!


البروتوكولات الصهيونية توضح هذا.. و تؤكد على عدم إتاحة الفرصة لوجود أي قوى ثانية وإن وجدت يجب تدميرها .. كما لا تسمح بوجود دين آخر غير الدين اليهودي ..


وهذا نص البروتوكولات في هذا الشأن :-


في مدخل البرتوكول الرابع عشر:-


{{{{{متى ما وَلَجنا أبواب مملكتنا، لا يليق بنا أن يكون فيها دينٌ آخر غير ديننا، وهو دين الله الواحد المرتبط به مصيرنا، من حيث كوننا الشعب المختار، وبواسطته ارتبط مصير العالم بمصيرنا. فيجب علينا أن نكنس جميع الأديان الأخرى على اختلاف صورها . فإذا أدّى هذا إلى ظهور الملحدين والإلحاد، على ما نرى اليوم، فذلك لن ينال من آرائنا شيئاً، والدور دور انتقال، بل يكون الإلحاد بمثابة إنذار للأقوام التي تُقْبِل على استماع تبشيرنا بدين موسى}}}}

 

 


و لأننا كعرب دائماً نعمل بالعاطفة .. فكان من السهل استدراج العامة المغيبة لمثل تلك المخططات اللعينة لوجود فجوة كبيرة بين العقول المفكرة والعالمة بالشأن وكذلك بُعد الحاكم عن المحكوم عن المفكرون والحكماء ..


فباتت المشكلات وكأنها بلا حل ..- هذا بالنسبة للعامة – لأن العامة لا تملك من الحقائق شئ على الإطلاق .. أما الحكام فباتت الفجوات بينهم وبين رعيتهم كبيرة صعبت من تثقيف العامة وتوعيتهم .. بل و توصيل وجهة نظرهم إليهم .


وفي هذه الحقبة من الزمن والتي زادت الفجوات بين الطبقات الحاكمة والمحكومة والعالمة .. جعل تدخل العامة بإبداء آرائهم فيها بل وفرض نظرتهم على باقي العامة( كمثال أكثر المدونون وكتاب الإنترنت ) الذين يبدون بآراء في مشكلات دون وعي بالجذور أو الأصول أو حتى المتبع والمأثور والعمق الفكري الذي نشأت عنها تلك المشاكل .. و يستبسطون الحل لأنهم لا علم لهم من الأساس بالحقيقة التي يتكلمون عنها ..فما يملكون من قشور المعرفة لا تؤدي إلى اكتمال صورة ما كي يستطيع أي إنسان البت فيها وتحديد الرؤى الصالحة من الطالحة .. فأصبحت الغوغائية شعار رائج .. وكلما علا صوت أحدهم كلما ظن أنه على صواب .. و أزداد في هراء ما قاله وتمسك به كقاعدة فكرية يجب الأخذ بها .. مما أثر بالسلب على حقيقة الوضع .. وصدق المثل الذي يقول ( أعمى يسحب أعمى في ظلمت ليل حالك).


فغياب الحكيم العربي العالم بالأمور لتوجيه العامة إلى الطريق الحق .. أدى إلى انزلاق فكري و تاريخي وحضاري بل أنساني .. وساءت الأمور .. و تهيأ الوضع لفرض الوصاية الصهيونية التي تتبارى بما لديها من حكماء يحترمهم العالم ويبجلونهم .. وهذا أيضاً من مخططات الصهيونية ..فهم من يزيدون الفجوة العربية ويستوعبون دخلاء الفكر العربي ويلمعونها لينالوا مآربهم بأيدينا دون عناء لهم .


مع ملاحظة أن الصهيونية أطاحت بكل من له علم يقف أمام المد الصهيوني ومثال ذلك التخلص من العلماء العرب الذين يعملون من أجل أوطانهم .. وما حدث للدكتور عزت المشد عالم الذرة المصري ليس ببعيد وما يحدث في العراق منذ الاحتلال الصهيوني لها واغتيال العلماء في شتى المجالات لخير دليل .


والحل من وجهة نظري أن نحاول بشتى الطرق إعادة الأصول والعودة للجذور .. و ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب .. وترك ما لا يعنيننا أو ما لا نعرفه ..


فقد يحشر الإنسان نفسه في عمل خدمة لإنسان آخر وهو لا يعلم عنها شئ فيزيد من صعوبة الحل .. بل وقد يزيد الطين بلة و تتعمق المشكلة التي جاء من الأساس لحلها .. فيقع هو الآخر في شرك المشكلة ..


لأن فاقد الشيء لا يعطيه ..


فما بالنا بعدو الشيء ؟ أو الجاهل بالشئ


فنحن نعطي جهلاء عقولنا ونتبع مخطوطاتهم الهزلية فنهوى في واد سحيق ..ظانين أننا سنملك الحقائق فإذ بالباطل يسحقنا جميعاً. ويدمغ ما كان معنا من صغيرات الحقائق .


فهل لنا أن نوقظ أنفسنا من جديد ونعلن أننا أخطأنا في حق أنفسنا .. ونتدارك الأمر قبل فوات الأوان


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !