تعيشوا وتفتكروا
كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
• سيذكر التاريخ جلسة البرلمان الأولى يوم 23 يناير 2012 كيوم أسود حزين في تاريخ مصر. . فالعار كل العار أن يكون هؤلاء هم ممثلو واختيار الشعب، وليسوا مفروضين عليه من قبل حاكم مستبد. . هل سيهتم نوابنا الأجلاء بمحاربة الفقر والجهل والمرض وفق نصيحة شيخ الأزهر، أم سيكتفون بمحاربة الأقباط والمرأة والسائحين الأجانب؟. . أتوقع أن تكون جلسات البرلمان مما يندرج تحت تصنيف الكوميديا السوداء. . يفضل ألا تصور الجلسات تليفزيونياً، وإلا ستكون فضيحة لمصر في كل العالم، فالله حليم ستار.
• في الذكرى السنوية الأولى للثورة المصرية الأولى: تعيشوا وتفتكروا، وفي قول آخر تعيشوا وتاكلوا غيرها!!. . قبل ثورة 25 يناير كنا حميعاً نفكر كيف نتحرر ونتقدم، والآن نفكر كيف لا نستعبد ولا نتدهور ونتخلف. . إنه حقاً إنجاز عظيم حققه شعبنا البطل!!
• إذا الشعب يوماً أراد التخلف فلابد أن ينتخب المتخلفين
• لابد أن ترفع الثورة القادمة شعار: الثوار يريدون إسقاط الشعب المدهول على عينه. . الثورة الحقيقية لا تكون على الاستبداد والفساد، وإنما على التربة والثقافة والقيم التي نمت في ظلها واتخذت منها ستاراً لكل الموبيقات. . لقد تعود هذا الشعب دهس الطغاة بأحذيته، فأهلاً ومرحباً برقاب الطغاة الجدد!!
• تبدو الثورات العربية وكأنها افتضاح لشعوبها وقد أدي رفع غطاء الاستبداد إلى ظهور فساد الشعوب وتعفنها وتخلفها.
• نعم كانت خطوة إسقاط النظام ضرورية، حتى لو كنا ندرك أن البديل منيل بستين ألف نيلة. . هو مستنقع لابد من عبوره، وإلا سنظل أسرى الضدين، النظام والمحظورة.
• برز الثعلب يوماً في ثياب المتوافقين، ومشى في الأرض يهدي، ويسب المتطرفين: يا عباد الله توافقوا فهو كهف المتوافقين. . بلغ الثعلب عني، عن جدودي الصالحين: مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب ديناً!!
• لا أصدق وعودهم وكلماتهم المعسولة، وأرجو أن تخيب الأيام ظني!!
• في الصومال من غلبهم من المجاهدين جابوا زعيم الإرهابيين وعملوه رئيس جمهورية، برضو طلعوا له شباب المجاهدين يخربوا ويدمروا. . هم أهل خراب للخراب!!
• عندما نحتاج لسباك أو نجار أو طبيب نذهب إلى الأكثر مهارة وليس الأكثر تديناً، فلماذا فعلنا العكس في السياسة؟
• الحالة المصرية ليست خلط الدين بالسياسة، وإنما تجنيب السياسة وقلبها ديناً صافياً.
• كل ما قاله مايكل نبيل وبدا شاذاً ومستهجناً في وقتها، تحقق بعد ذلك بصورة فجة وعلى مرأى من العالم كله. . مرحباً بخروج مايكل نبيل من السجن الصغير للسجن المصري الكبير. . يتميز مايكل نبيل بأنه لم يستند إلى قوة أي حزب أو تنظيم، ولم يصر نجماً تليفزيونياً مشهوراً. . هو فقط طائر مغرد بأنشودة الحرية بمعناها الحقيقي الرائع. . مايكل نبيل الشاب الرهيف البنية أقوى بما لا يقاس من جلاديه وساجنيه، فالحرية التي يتشرب بها لحمه وعظامه تجعل منه عملاقاً لا يقهر. . ربما لا يحظى ما يكل نبيل بتأييد الكثيرين ممن يدعون أنفسهم ثواراً، لأنه ثائر حقيقي وسط أشباه أو أنصاف أو حتى أرباع ثوار!!
مصر- الإسكندرية
التعليقات (0)