" 1- لا تعود النفس على الكراهية. تذكر أن هابيل حمل جثة قابيل حين استيقظت العواطف وخفت لهيب الانتقام. تذكر أنه تعلَّّم من غراب أسود كيف يقبر سوأة أخيه. لا تكن غراباً على الدوام ولكن أيضاً لا تكن في الحياة مجرد حمامة.
2- لا تعود النفس دائماً على الحب. تذكر أن أقل مناطق الدنيا كثافة هي تلك التي يكسوها البياض. تذكر أن – الأبيض – يقبل كل لون فلا تكن سبورة بيضاء في مدرسة المشاغبين.
3- تعلم أن هناك مساحة من العواطف لا تنحاز إلى الحب ولا إلى الكراهية. ليس بالضرورة أن تحب كل من تكره أو أن تكره كل من لا تحب. تذكر دائماً أن هناك مساحة شاسعة من الحياد، ثم تذكر أن من يقفون على المنطقة الرمادية من الآراء والمواقف ومن الحب والكراهية، ومن الأبيض والأسود هم من يتجاوزون الحياة بأقل قدر من المتاعب.
4- لا تعود النفس دوماً على الإجابة والاستجابة. ضع على الدوام مساحة تقتنع فيها بكل ما لا تقتنع به. عود النفس أن تقبل كل حقيقة لا تؤمن بها وأن تشك في كل قناعة تسلَّم بها وأن تعيد النظر في كل لحظة لا يساورها الشك. حتى دورة الزمن تقبل كل أربع سنوات بيوم إضافي زائد: عجزت أن تستوعبه فأسمته (سنة كبيسة).
5- تذكر دوماً أنه لا يوجد في الحياة إجابة (مكتملة) لسؤال، مثلما لا يوجد فيها سؤال واحد (كامل) الشروط. تذكر أن هناك مساحة كبرى للمناورة ما بين الكمال والاكتمال: الأخير أقل (اكتمالاً) ربما بنصف درجة ومبدأ السلامة يعتمد على هذا النصف. لا تجب (بنعم أو لا) حتى لو كان السؤال يتعلق بحروف (اسمك) واطلب عذراً في الفارق ما بين التهجئة وبين النطق. هناك ألف جواب لكل سؤال، ومن الغباء بمكان أن تطلب درجة كاملة على كل إجابة. تعلَّم أن النفس على الدوام تتعلم من الدروس الخاطئة لا من الأعمال الصحيحة. "
للزميل الدكتور :علي سعد الموسى ( صحيفة الوطن ) ، مع الشكر الجزيل له على ماكتب .
التعليقات (0)