في أعقاب الدّمار الذي أحدثه السيل العارم. صدم المتضرّرون كثيرا حين تبيّن لهم أنّ ما تقدّمه الحكومة كتعويض لجاموسة واحدة، يعادل بالضبط ما تقدّمه كتعويض لضحيّتين آدميتين!
إثر قمع مظاهرة إحتجاج دامية، سحب المزارع المصريّ عوضين معوّض من زنزانته الإنفرادية للتحقيق معه.
بصلف كبير سأله الضابط:
ــ كم كان عددكم لحظة بدء المظاهرة؟
خبط عوضين معوّض فخذيه، قال وهو يصيح:
ــ والله عال! هو يهمّكم عددنا في إيه... ثم ما قيمة النفر منا عندكم؟
لم يكد يكمل جملته حتى هوت على قفاه كفّ غليظة لا تختلف في قوتّها عن كفّ دبّ قطبيّ .
شعر عوضين معوّض بزلزال يهدّ كيانه. أعاده الي وعيه المفقود صوت غليظ كان يصله من الخلف:
ــ هيا يا شاطر... أجب حضرة المقدّم... كم عدد المتظاهرين ساعة بدء المظاهرة.
بعد أن أزال خيطا رفيعا من الدّم كان قد تسرّب من أنفه المكسور، أجاب عوضين معوّض بصوت شديد الخفوت:
ــ ما يعادل أربع جواميس.
وهو يخرج علبة سجائره، زمجر الضابط :
ـــ أمّال ليه وجع الدماغ، ما كان ده من الأوّل!
ثم وهو يلتفت لكاتب الجلسة:
ــ سجّل ثمانية أنفار! أوسلو 5 جويلية 2009
التعليقات (0)