لا تستغرب هذا العنوان ! فمع تدني مستوى مخرجات التعليم وزهد المؤسسات التعليمية في بناء وتنمية المواهب العلمية والإبداعية ، ومع حاجة السوق وبعض المسؤلين لتطوير أنماط الضحك على المواطن لن يكون مفاجئا أن يقف وكيل مدرسة متوسطة وفي طابور الصباح ليعلن للطلاب قائلا : (يا شباب اللي عنده موهبة في (التضحيك) يسجل أسمه ) ٠٠ !!
كان الوقت بعد الظهر حينما أخبرني بذلك الطالب عامر الموهوب في علم الفلك والذي شعر بخيبة أمل عقب إفصاح وكيل المدرسة عن الموهبة المطلوب تنميتها !! وبالصدفة كنت أتابع برنامج داوود الشريان (الثامنة) فإذا بالدكتور عصام الغامدي مدير عام المراكز الصحية بوزارة الصحة يحاول بإرتباك تفسير تدني مستوى خدمات مراكز الرعاية الصحية الأولية فلم يجد سببا ولا عذرا مقنعا ! وحينما انتقل الحوار بلا تفسير من "حكاية" العشرة مليار الضائعة في وزارة الصحة وتناول مشكلة تهالك مباني الرعاية الصحية الأولية وبقائها في مبان مستأجرة قديمة وبعضها "صنادق" غشيها الصدأ حاول أن يبرر ذلك بعدم استطاعة وزارة الصحة الحصول على الأرض المناسبة في المدن الرئيسية لإقامة مباني خاصة بالوزارة ونسي أن الإشكال هو نفسه في المدن الرئيسية وخارج المدن الرئيسية !! ونسي أن الأراضي في المراكز والمحافظات خارج المدن الرئيسية لا تشكل أي عائق للوزارة بل أن الأراضي المخصصة لبناء مستشفيات أو مراكز للرعاية الصحية الأولية في هذه المواقع متوفرة منذ أكثر من عشرين سنة ! ومن الأمثلة على ذلك مقر مستوصف الرعاية الصحية الأولية بمركز الثنية التابع لمحافظة بيشة تبرع به الأهالي مع أرض للهلال الأحمر منذ 25 سنة وبمساحة لا تقل عن ثلاثة ألاف متر مربع وإلى هذه اللحظة لا هلال أحمر ولا أصفر والمستوصف ما يزال في مبنى قديم مستأجر !
إذا لا غرابة حينما نفكر في تطوير "الضحك" من خلال تنمية مواهب " التضحيك" ! في الوقت الذي يتسابق الآخرون في سرعة إنجازاتهم ٠٠ فالصين تبني ناطحة سحاب في بضعة أيام ، واليابان أعادة بناء مدن بكاملها دمرتها الهزة الأرضية الأخيرة خلال 6 أشهر ، والإمارات (جارتنا) العزيزة بنت دبي الحديثة في ثلاث سنوات !!
تركي سليم الأكلبي
التعليقات (0)