إلى أين يا ترى تعليمنا الفارغ يقود أبنائنا ، بعد أن احتل النصيب الأكبر من ميزانية الدولة، ومع هذا نجد مخرجات الطلبة في السنوات الأخيرة فارغة لا تؤهلهم حتى لبيئة عمل ملائمة ، لماذا يا ترى ؟!!
من طاولة الطالب إلى طاولة المعلم أصبح المعلم يضرب تحية له ويأخذه في عين الإعتبار ، للأسف ذبلت هيبة المعلم الذي كان ينظر إليه قدوة وكتاب مطبوع لا يمكن التعديل عليه، حتى تمت ملاحقتهم أخيرا في غرفة المعلمين ما أن يبحث عن الارتخاء أو التصحيح او التحضير والإستعداد والتهيئة للحصة القادمة في هذا المجلس الذي اعتاد عليه حتى في منزله بعد وقوف وتعب واجهاد في حصتة السابقة فإذا به يفاجأ بآخر القرارات وأغربها وهي : ( إزالة المجالس العربية)...!!! هي ما تبقى من أريحية للمعلم وتم إلغاؤها للأسف بقرار فيه من التعسف الشيء الكثير !!..
من بيئة التعليم نأخذكم من الصفوف الابتدائية التي تعد مرحلة من أهم المراحل وهي إنشاء وتأسيس وعليها ينمو الطالب في تعليمه، فكل الطلبة مجتازين الإختبارات التي كانت بمثابة وكثافة ودراسة دورية تلقن المتعلم وترسخ في ذهنه وينتقل إلى المرحلة المتوسطة وهو لم يجتاز فعلياً !!.
أما الآن مع الطالب المبرمج ، فالمعلم مطلوب منه برامج أكثر من التدريس ، فعطاء المعلم بالشرح أكثر من البرامج التي هي وسيلة تسلية تعود عليها طلابنا وأصبحوا يعشقون الاحتفالات في إقامة هذه البرامج المكلفة وقتاً وجهداً فلم يكن التعليم بهذه المسخرة التي نشاهدها الآن ، كل الطلبة ناجحين!! ولكن أين المتميزين العباقرة ؟!
إن في ذلك ظلم لهم إذا أصبحت النتائج متساوية إذاً أصابع البشر متساوية !! فهذه إعاقة للتعليم في هذا الجيل .
منذ استئصال التربية عن التعليم ، وتعليمنا أكثر شفوياً فلم يصبح المعلم مربي ، بل الطالب هو من يربي المعلم على تصرفاته بعدما ينتقدها ويقدمها إلى والديه وتأخذ في محمل الشكوى على المعلم وترفع من قبلهم على جهة الإشراف على التعليم ويستقيم التعليم في هوى الطالب ..!!
طرق التدريس واحدة مكللة بالنجاح المؤكد للطلاب في النتيجة والحقيقة قد لا يضيف لها أي شيء ، وباختلاف نمط التدريس نستطيع أن نطهو عقول غير مخلوقة تولد لنا الإبداع ، وما بعد التدريس نأتي إلى المناهج التي لا تغني من عقول فارغة للطلبة ، فالمناهج غير قيمة .
أصبح الطالب يدرس بدون متعة يدرس فقط من أجل اجتياز هذه المرحلة، فجزء من التعليم يتربع عليه الدين الذي يجهله عامة الناس ويعممه بالتقاليد، فالدين الذي يدرس في المدارس قد لا يطبق فقط للمعلومية ، فلماذا لا تكون المناهج قريبة من الواقع والحقيقة ؟ لماذا لا يكون هناك مناهج جديدة باسم الثقافة الإسلامية مضمونها الدين الإسلامي مع احترام كل الأديان والمذاهب ؟ ومن هنا استطعنا أن نغرس في عقولهم بدلاً من تفعيل برنامج " فطن" ، ومقولة د.طاهر ميسرة " ثلاثة ألآف حصة دين في منهج كل طالب سعودي لم تنفعهم ولم تنتج إنسان له دور حضاري، فما الخلل ؟ "
مقولة صائبة من الدكتور ، هل لأنهم وبكامل التركيز على الدين يريدون أن يخرجوا كل الطلبة دعاة علم ومكتشفين في الدين ؟! فالبعض لا يعجبه إلا أن يضع ابنه في مدارس تحفيظ القرآن فيكون التركيز على القرآن مع إهمال كل العلوم وبالتالي قد يتمشى المعلم في منهجه ببطء، وعلى تعليمهم القرآن سوف تخرج منهم أصوات قد تقرأ القران في الصبح بناء على رغبة الأهل وتتغنى في مواقع التواصل الاجتماعي ويصبح التعليم مخفف من اللغات والثقافات الأخرى كالموسيقى والرقص وحتى التربية البدنية التي لم يكن لها نصيب الحصص الأكثر في الجدول الأسبوعي فحصة التربية البدنية هي مثل اهتمام الرياضة في السعودية كرة قدم فقط! ومعلم الحصة يدع الطلاب يتسلوا بينهم بكرة القدم والحكم جرس المدرسة انتهت حصة التربية البدنية التي هي فقط للبنين .!!
ولو عاد " الخويطر " رجل التعليم الأول لحزن على حال الطلبة اليوم، ومع المعلم الذي كاد أن يكون مطيعاً للتلميذ وضعت النقطة .
Norashanar@
التعليقات (0)