وجد حادث تفجير أحد الكنائس التابعة لطائفة المسيحيين الاقباط بمصر إدانة واسعة على المستويين الداخلي والخارجي كما أثار الكثير من التساؤلات الحيرى حول هوية منفذي العملية ووضع الكثير الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل العلاقة بين الاقباط والمسلمين ، وفي هذه اللحظات العصيبة والحرجة التي يمر بها الشعب المصري الشقيق ، أناشد الاخوة المصريين بمختلف انتماءاتهم السياسية وطوائفهم الدينية إلتزام الهدوء في هذا الوقت بالذات ، والبعد عن إستخدام العنف والقيام بأي أعمال تخريبية ، وعدم اللجوء إلى المسيرات والمظاهرات لتجنب إثارة الفوضى والفتنة في الشارع المصري . والنأى عن تصعيد هذه القضية وتسيسها وإلباسها (قميص عثمان) ، حتى لا تتحقق أهداف ومرامي من وقف وراء هذا العمل الآثم ، ومن أجل تفويت الفرصة على أعداء مصر الخارجيين الذين يراهنون على اغتيال روح التسامح الديني والاجتماعي الذي كان ومازال من أبرز سمات الشعب المصري منذ الفتح الاسلامي لمصر ، وأولئك الذين يريدون غدراً توجيه طعنة نجلاء للاستقرار في مصر وأثارة أكثر قضاياها وملفاتها الامنية حساسية .
إن الهدف الأساسي من وراء هذا العمل الجبان هو زرع بذور الفرقة ، وأثارة البغضاء ، والشحناء، والكراهية بين مسلمي وأقباط مصر ، وبالتالي إصابة الأمن الاجتماعي في مقتل ، وخلخة النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي القائم بين المسلمين والمسيحيين منذ زمن بعيد ، وإظهار مصر بمظهر العاجز عن توفير الامن وحماية مواطنيها من المسيحيين ، وإيجاد ذريعة لحشر الانوف والتدخل في شؤونها الداخلية من قبل قوى معروفة لا تريد خيراً واستقراراً لها . كما ظهر جلياً من خلال التصريحات السالبة للرئيس الامريكي باراك أوباما صبيحة الحادث والتي قصد من خلالها صب الزيت على نار الفتنة والنفخ فيها . وأرسال رسالة مفادها عجز مصر عن توفير الحماية والامن للاقباط ، لإثارة ذعرهم ومخاوفهم .
إن توقيت التفجير يكشف بجلاء ووضوح أن الاصابع التي تعبث بالامن المصري وتقف خلف هذا الحادث إنما أردات بإختيار الزمان والمكان اصطياد عصفورين بحجر ، ايقاع أكبر عدد من الضحايا حتى تكون ردة الفعل من قبل المسيحيين مساوية لقوة الانفجار وعدد الضحايا والجرحى والأشلاء المتطايرة في الهواء . إضافة إلى توجيه أصابع الإتهام لتشير إلى جماعة إسلامية تحت أي مسمىً كانت ، سواء كانت جماعة الأخوان ، أو خلايا تنظيم القاعدة ، أو أي مجموعة اسلامية أخرى ودمغها ووصمها بممارسة الأرهاب وترويع الآمنيين العزل وبالتالي العمل على نثر بذور الشقاق وإثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين وتقويض الامن والسلم الاجتماعيين أولاً ، ومن ثم تشتيت وصرف نظر الاجهزة الامنية عن ملاحقة الجناة والمجرمين الحقيقيين ، والذين هم دون أدنى شك ينتمون لجهة خارجية يهمها زعزعة الاستقرار وإضعاف مصر ، إن رأس الأفعى هو من قام بالتخطيط والتدريب والتمويل ، لا من تم غسل أدمغتهم واستغلال ظروفهم المعيشية والاجتماعية لتنفيذ العملية. وإنأ هنا لا أبرر لمن قام بقتل وجرح الابرياء ومن تم التغرير بهم للقيام بهذه الجريمة الشنعاء، بقدر ما أدعو للكشف واماطة اللثام عن الجهة الخارجية التي قامت بالتنسيق مع سفارتها وعملائها بالداخل الذين هم العدو الحقيقي للاستقرار في مصر والمستفيدون مباشرة من هذا الحادث وتداعياته البَعْدِية في المقام الأول ، إن الكشف عن عش الدبابير أولى وأوجب في هذه المرحلة من إصطياد دبور تم اغراءه وتضليله لمغادرة العش في جنح الظلام. وحتى يتسنى الوصول لعش الدبابير على القيادة المصرية والاجهزة الامنية العمل بقوة لملاحقة المتورطين في الحادث وبلا تهاون حتى يتم إلقاء القبض عليهم ومعرفة من وقف وراء هذا التفجير الجبان وتقديمهم للمحاكمة.
ان الاخفاق في هذه القضية هو بمثابة تقديم ذرائع وأباطيل وحجج مجانية لاعداء الاسلام للإستفادة منها في محاربة الاسلام وتضليل الرأي العالمي للمزيد من الحاق الضرر بالاسلام وتصويره بأنه دين التطرف والغلو والإرهاب وقتل الابرياء وكبت الحريات وعدم قابلية تعايش المسلمين مع الأقليات الدينية ، بحسب زعمهم والإسلام برئٌ من هذه الاتهامات ، وبالتالي وصم الانظمة العربية والإسلامية بالضعف وعدم قدرتها على توفير الحماية لهذه الأقليات وبالتالي إتاحة الفرصة لإمثال هؤلاء للتدخل في الشؤون الداخلية لمصر . حتى وإن كانت في نظر الادارة الامريكية من الأنظمة الصديقة والمعتدلة .
وعلى القيادة المصرية بذل كافة الجهود والمساعي لاعادة الطمأنينة للمسيحيين وتطييب خواطر اسر الضحايا والجرحى ودعمهم مادياً ومعنوياً. كما أن على الاجهزة الامنية عدم التعامل مع المسيرات الاحتجاجية الرافضة لهذا العمل بروح عدائية وعقلية أمنية فقط والسماح بالمسيرات طالما كانت سلمية لافراغ شحنات الغضب الكامنة في الصدور ، وتجنب أي احتكاك قد يؤدي إلى مزيد من الاحتقان والتوتر ، مع العمل على توفير فرص عمل للشباب المسيحي خاصة من قبل القطاع الخاص على وجه الخصوص ، والعمل على توفير قروض مصرفية بشروط ميسرة للأسر الفقيرة لتمويل عدد من مشاريع العمل المنتجة ذات العائد السريع .
اللهم أعفوا عنا .. واغفر لنا .. وارحمنا وانت خير الراحمين
التعليقات (0)