هذا المقال كتبته بالأمس ....وهو لا يحمل أي معني ...هو صحيح كلام مرتب وشكله علمي وهو لا يعدو كونه تركيب كلمات وجمل ليس لها أي مدلول وقد قصدت بهذه المقالة أن يلتفت القارئ العزيز إلي أن معظم الكتابات في مثل هذا المجال تعتمد علي قدرة الكاتب أو (الفيلسوف) في (رص) الكلمات والجمل لتبدو ذات معني وهي فعلا غير ذلك ....ولذلك فأنا حريص علي توجيه الاهتمام إلي تحقيق النظر في كل ما يكتب في هذا المجال (الفلسفة) أو مجال الإعلام أوحتي الوعظ الديني أو ما يدعيه البعض من معرفة في العلوم التي تسمي (علوم إنسانية) لأن فيها الكثير والكثير جدا من مثل هذه النثريات الإنشائية التي تعتمد كما قلنا علي قدرة الكاتب اللغوية...وأيضا فإن استخدام الألفاظ والأسماء الغربية أصبحت ظاهرة عامة لا تدل إلا علي الخواء ويقصد بها إيهام القارئ أو السامع أن الكاتب أو المتكلم عالم أو أديب وما هو إلا مخادع وكذاب مثله كمثل الدجال أو الساحر الذي يريك شيئا غير الحقيقة وترى معه عيناك وهما لا أساس له....وهذه الطريقة (إلي جانب طرق أخرى سأتعرض لها قريبا إن شاء الله) تستخدم في المواعظ الدينية كثيرا حيث أن الخطيب يذهب إلي مثل هذه المقالات في شكلها الذي كتبت له مثالا ليتوهم السامع أن الواعظ أو الخطيب عالم فقيه....وأدعوكم أيها الأحباب ألا تصدقوا (المفكر) في كل ما يقول لأن وصفه لنفسه أو وصف غيره له بهذه الصفة هو استعلاء في جزء منه وتجارة في جزء آخر بمعني أنه يستخدم وسيلة الإعلام لنشر خليط من العلم الصادق المفيد وبجانبه أكاذيب وتلفيقات واستعراضات لغوية أيضا... وفي المقابل تستخدم وسائل الإعلام هؤلاء (المفكرين) في استقطاب الجمهور...لقد قصدت أيضا أن أكتب هذا التعليق في مقال علي الواجهة لكي يطلع عليه الذين اهتموا بالمقال السابق....ثم أقول لقارئي العزيز .....أخي الحبيب ...هذا التعليق الذي تقرؤه الآن هو أيضا من هذا النوع من المقالات المزينة بالكلمة والجملة الفصيحة ولكنها في الواقع هذه المرة صادقة جدا ومفيدة جدا وهدفها لفت النظر إلي توخي الحذر فيما يقرأ أو يسمع لأن الدجالين المتفيقهين المتاجرين بالكلمة ملأوا الساحة الثقافية والإعلامية ومنابر الوعظ وللأسف يخدع الناس بهذه المعروضات من المكتوب والمسموع لما فيها من جمال الأسلوب والمظهر الخادع وهي في حقيقة الأمر كالمرأة قبيحة الخلق التي تختفي تحت جمال صارخ
التعليقات (0)