لاصوت يعلو فوق صوت تحرير المدن الليبية المحاصرة ---------/
الثوار في مصراتة والجبل الغربي والرجبان يقاومون كتائف القذافي المدججة بأقوى الأسلحة والدبابات والمدافع الصاروخية بأسلحة بسيطة غنموها من الكتائب لفترة تزيد عن ثلاتة أشهر حتى الأن .قصص كفاح في تاريخ الثورات التحررية كان موضع أهتمام وإعجاب العالم في الأعلام الغربي بشكل لم يعرف في تاريخ البشرية . والمشاهد لثوار مصراتة والجبل الغربي من المواطنين العاديين وهم يستعملون الأسلحة الحديثة المعقدة دون خوف مع إندفاع نحو الدبابات والمدافع بصدور عارية من أجل الشهادة أوالنصرشئ يثير الأعجاب والاكبار, رغم ظروف المعيشة الصعبة التي يعيشونها نتيجة الحصاربرا وبحرا وتهدم بيوتهم ومتاجرهم ومسحها مع الأرض وتشرد من بقى حيا من عائلاتهم وأطفالهم في المزارع والصحراء طلبا للنجاة من طرف كتائب مدربة ومرتزقة جردوا من الشعور الأنساني والأحساس الاخلاقي . وقد ساعدت قوات الناتو الجوية الثوار بقصفها لمخازن وإمدادات كتائب القذافي ودباباته خارج المدن . وكلنا يعرف أن القصف الجوي عنصر أساسي في المعارك العسكرية لكنه لا يحقق النصر على المعتدي . ولهذا فأن دور الثوار في مقارعة كتائب القذافي رجلا برجل أمر لا بد منه وقد كان بكل شجاعة وإقدام . ورغم إني لست خبيرا عسكريا فقد لاحظت أن قوات الناتو تستعمل طائرات على إرتفاع كبير بحيث تخطأ في تدمير أهادفها بدقة . وأعتقد أن أحسن وسيلة لحسم مثل هذه المعارك في المدن هو إستخدام طائرات الهليكبتر المسلحة التي إستعملت في العراق وأفغانستان والبلقان والتي تستطيع على إرتفاع منخفض قصف زحافل الكتائب مشاركة الثوار في معاركهم داخل المدن كما أنه رغم موافقة الرئيس أوباما على إستعأل الطائرات بلا طيار لم نسمع ما قامت به خاصة إنها قادرة على الطيران لمدة 24 ساعة لمراقبة قوات العدو كلما خرجت من مخابئها . ورغم مقارعة الثوارلكتائب القذافي في مصراتة والرجبان والجبل الغربي القريبة من تجمع كتائب القذافي ومخازن دخيرته التي ترسل إلى المعركة على مدار الساعة , إلا أننا نجد الجبهة الشرقية المفتوحة على العالم وتدفق مساعداته متوقفة منذ ثلاتة أشهر عند إجدابية . ولا شك أن ثوار الجبهة الشرقية لا يقلون شجاعة وعزما عن ثوار مصراتة والجبل الغربي وقد ساعدهم الوقت على التدرب على إستعمال الأسلحة على أيدى خبراء , فهم أفضل حالا من ثوار المدن المحاصرة . ولسنا ضد ثوار الجبهة الشرقية فقد لهم كأس السبق في متابعة كتائب القذافي حتى سرت في الأيام الأولى للثورة مما بعث أمل كل الليبيين في إنتصار خاطف ونشر الزغاريد في كل بيت وشجع الشباب على خوض معارك التحرير . ولكن فرحة الليبيين لم تدم طويلا فقد تراجع الثوار إلى إجدابية وشرقها وتوقفوا رغم أن كتائب القذافي المتمركزة في سرت قد قصفت وأبيدت بشكل فظيع من طرف الطائرات الفرنسبة وهي تحاول دخول بنغازي , مما جعل وضع ثوار الجبهة الشرقية في مركز أحسن من مصراتة التي تتمركز حولها جل كتائب القذافي بطرابلس وما حولها . ولم تقم طائرات الناتو بقصف مركزومتواصل إلا بقدر يسير. السؤال الذي يراودني ويراود غيري هوهل وقوف الثوارفي إجدابية سياسة مرسومة من دول الناتو لأهداف لا نعرفها والضغط على القذافي في المنطقة الغربية حيث تكمن قوته لأخضاعة وإجباره على قبول ما يرسم لليبيا من خطط . لقد تعاون القذافي مع الغرب في الماضي وفتح القذافي لهم ليبيا على مصراعيها وسلم لهم نفط وغازليبيا وعطاءاتها دون قيود . ولا شك أن زعماء الدول الغربية كانوا يعرفون كيف يعامل القذافي شعبه الليبي فلم يتكلموا بل تهافتوا على خيمته وقبلوا أياديه دون خجل , ولن يكون مستحيلا اليوم أن يتعاملوا معه وهو مهزوما . إننا كلنا أيدنا المجلس الأنتقالي بالأجماع والسؤال هوهل يعرف المجلس خطط دول الناتو رغم وقوفها معه وإحتضانه . السياسة ليس فيها صداقات دائمة بل مصالح دائمة . ولن تصدق دبلوماسي يضحك لك ويودعك حتى باب مكتبك تم يكتب عنك أسوأ تقرير كتبه لحكومته . إني أدعو المجلس الأنتقالي بالأضافة إلى إهتماماته بالمجالات المالية والأقتصادية والخدمات في المنطقة الشرقية وإنتخاب سلطات محلية في المدن المحررة , أن لا ينسى أن دعم الثوار عسكريا وماليا ومشاركتهم بالمتطوعين وتحرير كل ليبيا هو الهدف الأساسي من تأسيس المجلس وهدف قيام الثورة . وكلنا نقول لا صوت يعلو على صوت المدن الليبية المحاصرة .
التعليقات (0)