العرب في الدرك الأسفل من الذل والهوان-------------/
الحكام العرب عاملوا شعوبهم كعبيد وخدم لمصالحهم وعائلاتهم وضربوهم وسجنوهم ومن حاول الأحتجاج في التظاهر سلميا ضد ما يتعرض له من ذل وإستغلال وهوان ضرب بالرصاص وقصف بالدبابات والصواريخ دون إعتبار إنساني إو أخلاقي . وأصبح عاديا ان نرى على شاشات التلفزيون جنود الأنظمة العربية وهو تضرب جماهير الشعب بالرصاص الحي وتقصفه بمدافع الدبابات والصواريخ .ولا شك أن صمت الشعوب العربية لفترات طويلة مكن الحكام من تحصين أنفسهم بقوات خاصة مسلحة من قوات الامن وضمن الجيوش الرسمية وسلحت هذه القوات الخاصة باحدث الأسلحة لحمايتهم وحماية عائلاتهم, بحيت أصبح من المتعذر على الشعوب فرض سيطرتها خاصة أن الجيوش العربية الرسمية أصبحت بين خيارين نصرة الحكام إخلاصا للذين أقسموا لطاعتهم أو الأنضمام الى ثورة شعوبهم إخلاصا لواجبهم الوطني وضمائرهم . وقد ظهر هذا جليا في إنقسام القوات المسلحة العربية بين مؤيد ومعارض للثورات العربية الاخيرة . حياد القوات المسلحة ساعد على إنتصارثورتي مصر وتونس بينما لا زالت الثورات العربية في اليمن وسوريا وليبيا لم تحسم بعد لأنقسام القوات المسلحة الرسمية بين رافض ومناصر ووقوف القوات المسلحة الخاصة مع الحكام . ورغم أن الحكام العرب وقفوا ضد شعوبهم وحاولوا ويحاولون قمعهم بشتى الطرق بما فيها القتل المعلن وإتهامهم بالأرهاب والتطرف والأنتساب للقاعدة إلا أن الحكام العرب أختلفوا في أسلوبهم في التعامل مع ثورات شعوبهم . فقد سمح زعماء سوريا واليمن لجماهير الشعب بحق التظاهر. والتظاهر قد يؤدي إلى العنف مما يدفع قوات الحكومة إلى أستعمال وسائل القمع العنيفة مع المتظاهرين في حالة تحديها لقوات الأمن. أما في ليبيا فقد كان القذافي واثقا إن نتيجة التظاهرلن تكون في صالحه فقرر مسبقا منع التظاهر وسجن المواطنين في بيوتهم بقوة السلاح . وأمر بقدف المدن والقتل والتدمير والاغتصاب وإستعمال المرتزقة والأسلحة الثقيلة بشكل عشوائي لا يفرق بين المحاربين والنساء والأطفال وهدم المباني على سكانها حتى يمكن سحق ساكنيها في العراء , مما حول القمع إلى إبادة إنسانية كاملة تعرض نظام القذافي للمسائلة الدولية . وقد وثقت أعمال الأباد هذه بشهادة المراسلين الأجانب مما فرض التدخل الدولي لحماية المدنيين بفرض الحظر الجوي ومنع كتائب القذافي من التعرض للمدنيين . لهذه الأسباب وحدها لجأ الشعب الليبي مرغما إلى طلب المساعدة بفرض الحظر الجوي مع الأصرار على عدم إستخدام قوات أجنبية على الأرض رغم الفارق الكبير بين تسليح كتائب القذافي بأحدث الاسلحة الثقيلة والمتقدمة وتسلح الثوار بالأسلحة الخفيفة التي أنتزعوها من الكتائب . هذا الرفض الليبي لتدخل القوات الأجنبية الأرضية وثق في قرارالجامعة العربية وقراري مجلس الأمن رقم 1970.1973
إن إضطرار الشعب الليبي بطلب المساعدة الدولية بالحظر الجوي والقصف الجوي كان ضرورة لوقف أسلوب الأبادة الشاملة التي أرتكبدتها كتائب القذافي ضد المدنيين في بيوتهم وقتل النساء والاطفال . لم يكن طلب الالتجاء إلى طلب المساعدة الاجنبية أمرا هينا على الشعب الليبي الذي قضى عقودا طويلة يكافح من أجل إجلاء القوات الأجنبية عن أراضيه . ولو أستخدم القذافي وسائل التعامل العادي مع مظاهرات الشعب حتى بالاسلحة الخفيفة لما لجأ الشعب الليبي إلى طلب المساعدة الاجنبية الجوية .وهوالأن لا يريد شيئا سوى السلاح ليتولى تحرير بلاده بنفسه. أقول هذا وأتعجب أن يطلب ثوار اليمن وسوريا الأستعانة بقوات أجنبية مع أن بن علي والأسد سمحا للمواطنين بالتظاهر والوعود بالأصلاح بل حتى قبول علي صالح بالتنحي . وقمع المتظاهرين بقسوة لا يتطلب الأستعانة بقوات أجنبية إذا لم تصل هذه القسوة إلى درجة الأبادة التي أعلنها القذافي على شعبه . والشئ المضحك المبكي وصول الشعوب العربية إلى هذا الدرك وأن يحسد بعض العرب الليبيين على وضعهم المحرج والمؤسف بطلب مساعدة الناتو لهم . ونسمع بأستغراب بعض زعماء المظاهرات اليمنية والسورية ينتقدون دول الناتو بمعاملة ليبيا معاملة متميزة ويطالبون بنفس المعاملة وتدخلها لمناصرتهم . ودعوة تدخل القوات الاجنبية في الشئون العربية الداخلية دون أسباب قاهرة كالوضع في ليبيا ستكون سابقة سيستعملها أي نظام عربي في المستقبل ليواجه أية معارضة شعبية لفرض سلطته على شعبه .
بشير إبراهيم
التعليقات (0)