إعتراف الدول بالثوار لن يحرر ليبيا---
لا أريد أن أكون مجاملا فالمجاملة في السياسة تقصير . الجبهة الشرقية للثوار متوقفة وتدخل شهرها الرابع . وقت كاف لتدريب المقاتلين وتسليحهم فموانئ وحدود المنطقة الشرقية مفتوحة لأدخال السلاح وكثير من الجهات مستعدة لتزويد الثوار بالسلاح . كل يوم نسمع عن الأستعداد للمعركة لزحف الجبهة الشرقية واليوم سمعنا أن قوات الكتائب جمعت سبعة ألاف جندي في البريقة. من اين أتوا بهم وأين طائرات الناتو هل لا تستطيع طائرات الناتو أن ترى جيشا من سبعة ألاف ؟! هل مقاتلي الجبهة الشرقية أقل شجاعة من ثوار مصراتة .أو أن كل هذا هو تبرير لتوقف الزحف نحو الغرب وترك الامر لكتائب القذافي للقضاء على المقاومة في مصراتة والزنتان و الجبل الغربي لقبول مشروع القذافي بتقسيم ليبيا . القذافي إذا أستولى على مصراتة وغرب ليبيا لن يتوقف وسيزحف على المنطقة الشرقية ولن توقفه أية قوة دولية . مصراتة تواجه كتائب القذافي التي تمدها ثكنات القذافي ومخازن أسلحتها في طرابلس وحولها باقوى ما عنده من مقاتلين و أسلحة فتاكة . وكذلك سكان الزنتان والجبل الغربي. وألى متى يتركون تحت رحمة كتائب القذافي ؟ كل يوم يمر يقترب موعد إحتلال كتائب القذافي لمصراتة والجبل الغربي ليجئ دور المنطقة الشرقية . تفعيل الجبهة الشرقية حتى سرت سيرفع الضغط على المدن المحاصرة في الغرب . الشئ الذي يحب أن يكون موضع إهتمامنا هو وضع الثوار على الأرض فهو أهم من إعتراف الدول بالمجلس الأنتقالي أو تفعيل الأنشطة الأقتصادية والأجتماعية في المدن المحررة . فبتحرير المدن المحاصرة يتم الأعتراف الكامل بالمجلس الانتقالي بدون مسعى من المجلس وسيتفرغ المجلس الأنتقالي للأنشطة الاقتصادية والصحية والتعليم . . تحرير المدن المحاصرة هو المدخل الأساسي لنجاح الثورة وستسارع الدول بالأعتراف بالمجلس الانتقالي وطلب الحظوة عنده.
والنقطة الثانية التي أود أن أثيرها هي مساعي الصلح والتفاوض . لقد أيد الجميع موقف المجلس الأنتقالي بأن التفاوض لن يتم إلا بعد رحيل القذافي وعائلته . ولكن زيارات موسكو وتركيا واديس أبابا معناها قبول المجلس الأنتقالي للتفاوض مع القذافي لأن خطط السلام التي تحتضنها هذه الدول تنادي بالسلام والتفاوض . وكلنا يعرف أن القذافي لن يرحل حيا لهذا فما الفائدة من قبول السلام والتفاوض إذا كان المجلس الأنتقالي لا زال مصرا على رحيل القذافي وعائلته . سمعت السيد مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الأنتقالي الذي وضع الشعب فيه ثقته في مقابلته مع الجزيرة يقول في رده على سؤال مع من ستتفاوضون إذا كنتم تصرون على رحيل القذافي ؟ فكان الجواب التفاوض مع الدولة التي ترحب بالقذافي في أراضيها ؟ هل معنى هذا التفاوض مع القذافي بواسطة طرف ثالت لتقسيم ليبيا أو دوره في ليبيا المستقبل ؟ أو التفاوض مع الدولة التي تستضيفه لتسليم القذافي لمحكمة الجنايات الدولية ؟ . كل هذا الكلام لا يفهمه الشعب وهو إضاعة للوقت وأعطاء القذافي الفرصة لأسترجاع أنفاسه والزحف على ما تحرر من ليبيا . والطرق الوحيد كما قلت سابقا لا صوت يعلو فوق صوت المدن الليبية المحاصرة فبتحريرها ستتحرر ليبيا ويعترف العالم بها وتتنافس الدول على التعاون معها . من هذا أرى أنه لا حل سوى زحف ثوار الجبهة الشرقية للألتحام بثوار مصراتة والزحف غربا ومتى عرف سكان طرابلس والمنطقة الغربية عزم الثوار على الزحف غربا فسيثورون وينضمون لأخوانهم وتتحرر ليبيا وأي كلام غير هذا معناه إستمرار الوضع الراهن وكفى الله المؤمنين القتال .
التعليقات (0)