قراءة في تفكير القذافي
لا شك أن القذافي من أذكي زعماء العصر ولكنه أستتمر ذكاؤه في الشر ومصالحه الخاصة ولم يفكر إلا في نفسه . فمنذ قيام ثورة الفاتح من ستمبر وهو يفرض سلطته وبس . لقد حاول أعضاء مجلس قيادة الثورة مناقشته في أول طلائع الثورة فقال لهم من أنتم حتى تنافشوني نفس ماقاله لثوار اليوم وهكذا تخلص القذافي من رفاقه أعضاء مجلس قيادة الثورة جميعا فقتل من قتل منهم وسجن البعض الأخر في بيوتهم حتى نساهم الناس وجعل من بقى منهم معه أضحوكة يتنذر بها الناس لا يرون إلا عند إستقبالهم كبار الضيوف بدون صفة رسمية ودون إلقاء كلمة ترحيب كما يقتضي العرف الدبلوماسي فهم ممنوعون من الكلام سواء ترديد ما يطلبه منهم . قضى القذافي على حركات طلاب الجامعات في مطلع الثورة لأنهم العنصر الأساسي للتظاهر والأحتجاج في كل مكان وزمان . فلما تظاهروا أرسل لهم عساكره فقتلوا من قتلوا وجند طلاب منهم شنقوا زملائهم على شاشات التلفزيون وحرم عليهم الكلام في السياسة إلى الابد . كما قضى على الأحزاب السياسية وقتل من السياسيين والدبلوماسيين من قتل وأعلن مبدأ من تحزب خان وعقابه القتل ولم يعد يسمع صوت إلا صوته . نشر أفكاره في كتيب سماه الكتاب الأخضر وفرضه على الشعب كقرأن وجعله الحل النهائي لمشاكل البشر وجعل من الشعب الليبي أبواقا لا تنطق إلا باسمه وما يقول ويطلب منهم والمخالف مصيره القتل أول السجن فصمت الجميع . ولم تكفيه ليبيا فحاول تزعم الزعماء العرب ليكون ملكا للعرب ورغم أنهم جاملوه وتحملوا أهاناته إلا أنهم رفضوا تسليم بلدانهم له فتحول إلى أفريقيا وعندما فشل في أقناع القادة الأفارقة بقبوله ملكا على أفريقيا جمع المشايخ والملوك القبليين التقليديين فنادوا به ملكا لملوك أفريقيا التقليديين ووضعوا التاج فوق راسه والصولجان في يده في شكل كوميدي أصبح مضحكة العالم . والقذافي لا يهمه ما يقول الغيرعنه رغم أنه يعرف في قرارة نفسه إن كل ما يقوله في خطبه ونظرياته السياسية وتعليقاته وتصرفاته لا تستند على منطق وحقيقة ولكنه يعرف أن لا أحدا يقول له لا أو يناقشه في أرائه , حتى زعماء العرب في إحدى قمتهم عندما ضحكوا لعبارة له غير دبلوماسية في وصفه للفلسطنيين فقال لهم بكل وقاحة الضحك من دون سبب من علامات البلادة ولم يعترض عليه أحد منهم .رجل قبله العالم كما هو وجامله في الاستماع ألى خطبه المضحكة في الامم المتحدة والجامعة العربية والأتحاد الأفريقي, وألى أرائه الشادة في مقابلاته وخطبه ومحاضراته لرجال الفكروالاعلام . بل زاره عدد من زعماء أوربا في خيمته طلبا لرضائه . ولهذ فتح لهم ليبيا وأغدق عليهم عقود إستغلال النفط والغاز الليبييين وأعطاهم عقود البناء والمصانع وكل الارض والجو والبحرفي ليبيا ليرمحوا فيها كما شاءوا بطائراتهم وسفنهم بل سمح لأمريكا أنشاء القواعد العسكرية وفتح ليبيا أمام الغرب وتجارته ومصالحه ولهذا إستغرب موقفهم منه لمساعدة الثوار, بل إدعى زورا أن حملة الناتو الصليبية علية تهدف إلى إستغلال النفط الليبي والثروات الليبية وهو الذي اعطاهم كل شئ فهل يحتاجون إلى المزيد ؟ كلامه أصبح يناقض نفسه وموافقة وفي حاجة الى متابعته وفضحه من طرف الاعلام الليبي الثوري .
وعندما قامت الثورة التونسية هب للدفاع عن بن علي وأنتقد ثوار تونس ونفس الشئ عمله مع الثورة المصرية وقال أن ليبيا غير تونس ومصر فليبيا ثورة بذاتها و أم الثورات ولن يحدث فيها شئ يمس أمنها وقيادتها . ولما إستيقظ صباح 17 فبرابروسمع بأشتعال الثوربة الليبية في بنغازي ومنها في جميع أرجاء ليبيا جن جنونه وقرر القضاء عليها في مهدها في خطبته المشهورة بزنقة زنقة وأمر كتائبه بالزحف على الثوار وقتلهم وهدم البيوت على سكانها في المدن التائرة وهتك أعراضهم وإستباحة نسائهم . وعندما تدخلت الجامعة العربية ومجلس الأمن لوقف مجازر كتائبة الاجرامية ثار وأحتج ولكن عندما قصفت طائرات الناتو كتائبه الزاحفة على بنغازي والمنطقة الشرقية التي تعرضت لضربة أفقدتها قدراتها الفقتالية ودمر معظم ألياتها , عرف بذكائه الفطري أن الزحف على بنغازي والمنطقة الشرقية أصبح مستحيلا . وخطرت له فكرة يمكن أن تساعده على وقف قصف الناتو وتعطيه الوقت لأسترداد أنفاسه بطلب وقف إطلاق النار والتفاوض بأقتراح ضمني هو تقسيم ليبيا حتى يضمن بقاء سلطانه وحكمه على المناطق الغربية , وكانت هذه جزرة لأنصار الأفليمية ودعوة لوساطة الأتحاد الافريقي وروسيا وبعض الدول الأخرى . ولكن مقاومة مصراتة ومدن الجبل الغربي وقفت سدا في وجه مشروعه هذا . ولهذا أرسل أقوى كتائبه لأحتلال مصراتة وحاصرها من الجهات الأربع الجهة الشرقية التي تمدها كتائبه في سرت بالسلاح والعتاد والرجال والجبهة الغربية التي تمدها كتائبه في طرابلس بسيل لا ينقطع من السلاح والرجال والجبهة الجنوبية التي تمدها كتائبه من سبها وما حولها ومن الشمال بالبحرية الليبية . ومع كل هذا فشل حتى الأن في إحتلال مصراتة ولكنه لا زال مصما على ذلك حتى اليوم .وهو يستغل اليوم تباطؤ الناتو في قصفه وتوقف الجبهة الشرقية وظهور الخلافات بين دول الناتو حول أستمرار التدخل العسكري في ليبيا وما ينتج عن ذلك من تكاليف مالية وضحايا الليبيين المدنيين. وقد غدي هذا الخلاف دعوة القذافي إلى التفاوض والحملة الأعلامية لنظامه التي غزت وسائل الاعلام العالمية وأصبحت تردد طوال أيام ما يديعه نظام القذافي عن الضحايا المدنيين نتيجة لقصف الناتو الجوي دون أن يشار إلى سياسة القذافي في جمع الرجال والنساء والاطفال كدروع بشرية للأماكن التي تقصفها طائرات الناتو وكذلك لسلامته وعائلته وحماية لمخازنه من السلاح ومدرعاته ومدافعه . كما أن ضحايا قصف الناتو رغم أسفنا الكبير لها وترحمنا عليها إلا أنه لا يجب أن تذكر دون الاشارة ألى عشرات الضحايا من مدنيين نساء وأطفال التي تسقط يوميا في مصراتة ومدن الجبل الغربي والبريقة والالاف الذين قتلوا وجرحوا وهجروا نتيجة ضرب كتائب القذافي العشوائي لهم وهدم بيوتهم وحرق مزروعاتهم كل هذه الاعمال البشعة ضد السكان الأمنين والنساء والأطفال يجب أن تنشر في وسائل الأعلام العالمية ليرى الناس حقيقة ما يرتكبه القذافي ونظامه من جرائم لدحض إدعاته لإتهام الناتو بقتل المدنيين وإرتكاب جرائم حرب وكما يقول المقثل العربي رمتني بدائها وأنسلت . لقد كتب بعض المراسلين الاجانب بعض من هذه الأعمال عما جرى في مصراتة في مطلع أسابيع الثورة لكن الحملة الاعلامية العالمية حولها يجب أن يتبناها المجلس الأنتقالي الليبي بالأتفاق مع شركات الأعلام العالمية لنشر كل ما يقترفه القذافي من فظائع بشكل يومي حتى يضمن الثوار معاضدة ودعم الرأي العام الغربي والضغط على حكوماتهم لتشديد الضغط على نظام القذافي ومساعدة الثوار الليبيين وعدم الالتفات إلى ما يدعيه القذافي بقتل الناتو للمدنيين الليبيين .
التعليقات (0)