لا خيار للثوارغير السلاح
ترديد كلمة التفاوض من طرف قادة الثوار تزعجني وتبعث اليأس في قلوب الثوار . أنا أعرف الصعوبات التي يواجهها الثوار ولكن الحل الوحيد هو الأعتماد على النفس والتسليح والتدريب وجعل جبهات المواجهة ساخنة بحيت لا ينام القذافي وأولاده , وعدم ترك كتائب القذافي تضغط على جبهة واحدة أو جبهتين بحيت يمكن لكتائب القذافي الأنفراد بها والزحف عليها واحدة واحدة . ليبيا بلد واسعة الأطراف ولا بد من فتح جبهات متعددة حوالي كل مدينة تسيطر عليها كتائب القذافي . إن قصف الناتو لكتائب القذافي قد ساعد الثوار على الصمود لكن لم يساعدهم على الزحف على معاقل القذافي والمدن السجينة . وعلى قيادة الثوار الطلب من حلف الناتو تشيد الضرب على كتائب القذافي ودباباتها . ولا يكتفى بتدمير مخازن الاسلحة فالجنود لا يمكن للقذافي تعويضهم أما الأسلحة فيمكنه التزود بها عن طريق الدول المجاورة وهو ما يجري الان.
يتخوف الناتو من توسيع القصف حتى لا يتعرض المدنيون الأبرياء للخطر وهذا جانب نبيل للناتو لكن للحرب متطلباتها ولم نعرف في التاريخ ضرب قوات معادية دون خسائر مدنية . وإذا كان القذافي يجعل من المدنيين والأطفال والنساء مظلة بشرية لكتائبه ومقراتها فالذنب عليه وليس على الناتو وهذا سيحاسب عليه هو وضباطه أمام محكمة الجنايات الدولية إذأ سقطت الضحايا من المدنيين . كما أن هذا يضطر الناس إلى العصيان والثورة ورفض التجمع أمام الأمكنة المعرضة للقصف ويعجل هزيمة الكتائب النهائية .ويجب توجيه الأنذارات والمناشير للسكان بعدم حماية كتائب القذافي ومقر قياداته ومخازنه أو قبول التجمهر حولها وهجران الأحياء التي تتجمع فيها كتائب القذافي حماية لانفسهم . كما يجب أن يطلب من الناتو زيادة نشاط طائراته الهلكبتر والطائرات بدون طيار والقصف بشكل مستمروخاصة في ضواحي مصراتة والجبل الغربي وسرت ومدن موافئ النفط ولا يكتفي بغارات قصيرة ثم يتوقف مما يتيح لجنود القذافي الأختفاء وقت الغارات والظهور بعدها كما يحصل الان . كما يجب نشر نتائج القصف والخسائر البشرية والمعدات والمقرات بشكل مستمر عدة مرات في اليوم وبالصورفي الاذاعات العربية لدول الناتو وصوت ليبيا الحرة والصحف اليبية والمواقع الالكترونية مما يبعث الخوف في قلوب جنود الكتائب والمسئولين والأنشقاق عن النظام . فنحن اليوم لا نسمع عن غارات الناتوسواء ما تديعه الأذاعة الليبية من طرابلس وفق خياراتها وأهدافها . والأهم من كل ذلك الحصار البحري وقيام دول الناتو بالضغط على الدول المجاورة لليبيا لمنع تسرب الأسلحة وكل المواد التي لها علاقة بالانشطة العسكرية بما فيها النفط والسيارات والأكتفاء بمرور الغذاء والادوية اللازمة للسكان المدنيين .
وانا أكتب هذا التعليق قرأت وسمعت أن ممثل المجلس الأنتقالي إلى قمة الوحدة الافريقية صرح بأن الثوار يقبلون التفاوض مع النظام الليبي في طرابلس دون مشاركة القذافي . وقد حاولت أن افهم مع من يمكن للثوار أن يتفاوضوا ؟ مع أبناء القذافي ؟ أو اللجنة الشعبية العامة وأمانة مجلس الشعب وهل لهؤلاء الأفراد حرية الأرادة وهل يستيطعون التصرف دون تعليمات القذافي ؟ نحن نعرف إن هذا من المستحيلات فلوأستطاع هؤلاء النجاة بانفسهم وعائلاتهم لما بقوا معه ساعة واحدة . ولهذا يجب التوقف عن تكرار كلمات التفاوض لأضعاف عزيمة الشعب أو قبول أية وساطة أفريقية أو روسية أو عربية دون أن تشمل هذه الوساطة صراحة خروج القذافي وأبناؤه حالا قبل بدء التفاوض وليس بعده وإعتراف اللجنة الشعبية العامة وأمانة مؤتمر الشعب العام وغيرهم من المسئولين والمستقلين في طرابلس بشرعية المجلس الأنتقالي والانطواء تحت لوائه .
التعليقات (0)