مر علينا نحن العرب زمن كنا فيه نبحث عن بطل من تركيا أو إيران أو البرازيل أو نيكاراجوا وتوقفنا عن البحث في أرضنا بعد أن ساد الظن أن أرضنا صارت سبخة لا ينبت فيها الرؤساء ولا تقطع فيها الأشجار العتيقة (الرؤساء) إلا بمنشار القدر المحتوم...ولكننا نحن الشيوخ تعلمنا من أبنائنا ما جهلنا.... وسرنا وراءهم لأننا رأيناهم أكثر حنكة وأرسخ علما وأشجع إقداما ...لقد تعلمنا منهم البحث في أصل الأمور ومنابت الفكر الحديث ووسائله ...تعلمنا منهم أيضا كيف يتم التنسيق للجهود بأبسط الطرق وأنجحها وتعلمنا منهم العزم والثبات على المواقف وسرعة اتخاذ القرار والنظر بعمق إلى تحقيق الأهداف الكبيرة بالكلمة فقط وبالسلام لا بالعنف والقوة وتعلمنا أن الدم أقوى من السيف وأن العمل دون الخبرة أهم من الخبرة دون العمل.... وإن ترافق العمل مع الخبرة فإن النتيجة تكون أسرع ولذلك فقد ربحوا خبرة الكبار إذ أشركوهم في ملحمة الثورة ...لقد ظن البعض من كبار القدامى الفاشلين أنهم يستطيعون ركوب الشباب إلى أغراضهم ولكن الشباب كان أوعى فسمح للكبار أن يشاركوا وأسقطهم بعد الوصول إلى الهدف وهذه حنكة تسجل لهم كما سجل التاريخ للشاب أسامة بن زيد قيادة الأمة في حرب ضروس
التعليقات (0)