تعلثم الزهار
عادل عبد الرحمن / لإول مرة منذ الانقلاب الاسود يقر عضو المكتب السياسي لحركة حماس ، محمود الزهار إن مواقف الرئيس محمود عباس لا تختلف عن موقف ‘ حماس ‘ . وأكد في مقابلته مع جريدة الشرق الاوسط اول أمس إن ابو مازن لن يثدم تنازلات ، وبالتالي المفاوضات ستفشل ، لإن نتنياهو لا يتوافق مع ذلك .
هذا الموقف للقيادي الحمساوي يتناقض مع ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عثداه كل من سامي ابو زهري وفوزي برهوم ، اللذين كالا الاتهام لرئيس منظمة التحرير ، كما إدعيا أن رئيس السلطة الوطنية لا يملك ‘ الشرعية ‘ للتحدث بإسم الشعب ( مع أن ابو زهري وبرهوم وقيادتهما في الضفة وغزة ودمشق يعلموا أن محمود عباس ، ليس فقط هو الرئيس الشرعي كونه منتخب مباشرة من الشعب ، بل لانه ايضا رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ) . كما ويتناقض مع الحملة البشعة والعدوانية التي يشنها خالد مشعل ، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وأقرانه من الفصائل الدمشقية ، التي تعمل وفق أجندة أقليمية تتناقض مع المصالح العليا للشعب الفلسطيني .
المواقف المتناقضة لحركة حماس تشير إلى الارباك والازمة التي تعيشها الحركة الانقلابية . وتدلل على الافلاس السياسي ، فضلا عن عدم تمكنها الافلات من القيود الاقليمية . مع أن ما عبر عنه ابو خالد مع الشرق الاوسط يؤكد أن هناك قناعة داخلية لدى العديد من قادة حماس بأن القيادة الشرعية ليست بوارد التنازل عن الحد الادنى من الحقوق الوطنية . وأن الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني ، هو الامين على المصالح العليا للشعب . ولا يقبل التنازل عن موقف الاجماع الوطني الوطني . والذهاب للمفاوضات المباشرة لا يعني التنازل عن ذلك . إضافة إلى أن الرئيس عباس يعي جيدا من هو نتنياهو ، ومن هي حكومتة وأقطابها من اليمين المتطرف . وبالتالي الضجيج الديماغوجي لممثلي فصائل دمشق ومن لف لفها ، إنما هو ضجيج مفتعل وغير ذات شأن ، ولم يعد ينطلي على أبناء الشعب الفلسطيني ، لان الفلسطينيون في كل أصقاع الدنيا باتوا يعلمون علم اليقين أن القيادة الشرعية ، هي الاكثر حرصا وتمسكا بالحقوق الوطنية .
الموقف الذي أعلنه محمود الزهار يستدعي من قيادة حماس الكف عن العبث بالمصير الوطني . والتوقف عن إرتكاب الاعمال العسكرية وغير العسكرية ، التي تضر بالمصالح العليا للشعب . والاندفاع بقوة نحو جادة الوحدة الوطنية ، لتوطيد اواصر التلاحم وتعزيز عناصر الصمود لمواجهة المخططات الاسرائيلية العدوانية . والتوقف عن تقديم التغطية المجانية لمواقف نتنياهو وأركان حكومتة اليمينية المتطرفة .
التعليقات (0)