مواضيع اليوم

تعقيدات الوضع في المنطقة سيقود إلى انفجارات مدمرة

حسن الطوالبة

2011-11-14 14:08:43

0

 الذين عاشوا الأحداث خلال العقود الستة الماضية ينتابه الخوف والذعر مما يجري في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين, لان هذا العقد والذي قبله شهدا زوال الثنائية القطبية بزوال وتفكك الاتحاد السوفيتي وتفرد الولايات المتحدة بزعامة العالم ,ولم تكتفي بذلك بل نهجت نهجا عدوانيا إرهابيا ضد دول عربية وإسلامية , فشنت عدوانات مدمرة على أفغانستان والعراق ,وحاصرت ليبيا من قبل وتحاصر السودان وإيران وسوريا الآن .والحصار الاقتصادي اشد وطأة على المواطنين من الحرب الحقيقية , فالذي حصل في العراق قبل 2003 أثناء الحصار كان اشد من الحرب , حيث مات أكثر من نصف مليون طفل وكهل جراء نقص الأدوية الضرورية من المستشفيات .

شهد العقد الثاني من هذا القرن احتلال العراق, وإشعال فتنة طائفية مقيتة أودت بحياة أكثر من مليون شخص, ومازال الوضع فيه غير مستقر ويحمل المستقبل الكثير من المفاجئات غبر السارة. ولبنان بعد الحرب العدوانية الصهيونية تعرض لمفاجئات عديدة قد تفضي إلى فتنة طائفية كالتي جرت في العراق , لاسيما في ضؤ احتمال صدور قرار ظني من المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري , يتهم عناصر من حزب الله باغتياله .

والسودان يتعرض اليوم إلى مؤامرة قد تفضي إلى تقسيمه , أي انفصال الجنوب عن الشمال بعد إجراء الاستفتاء في التاسع من كانون الثاني المقبل . حيث أخذت الإدارة الأمريكية تلمح إلى انفصال الجنوب بعد الاستفتاء. كما استجابت الأمم المتحدة لطلب حكومة الجنوب بإرسال قوات دولية ترابط على الحدود بين الشمال والجنوب .

يحدث هذا وما زالت أزمة دارفور بدون حل , وما زالت حوارات الدوحة لم تتوصل إلى حل يرضي كل الأطراف السودانية المتنازعة .

أما قضية فلسطين فصارت تدور في زوا ريب ودهاليز فرعية ابتعدت عن المبادئ المركزية المعروفة .المفاوضات تجري بين طرفين غير متساويين ,طرف صهيوني يتمتع بقوة عسكرية كبيرة , وطرف فلسطيني ضعيف لا يملك أي مقومات من القوة الاقتصادية أو العسكرية , ولا يملك الغطاء العربي أو الدولي , رغم وضوح الحق الفلسطيني , بل نجد الولايات المتحدة تقف بحزم إلى جانب الكيان الصهيوني , وتمده بمستلزمات القوة المادية والسياسية , وأخرها قاعدة الدرع الصاروخي بدعوى مواجهة الصواريخ الإيرانية .

أما المراهنة على دول الجوار مثل تركيا وإيران فهي مراهنة خاسرة , صحيح أن تركيا وقفت موقفا جريئا ضد الكيان الصهيوني بعد حادث سفينة الحرية مرمره ,وإصرار رجب طيب أردوغان على ضرورة أن تقدم حكومة نتنياهو اعتذارا رسميا كشرط لإعادة العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه سابقا , ولكن لا احد يتخيل أن تحارب تركيا الكيان الصهيوني نيابة عن العرب أو إلى جانبهم , لان طموح تركيا أن تدخل الاتحاد الأوروبي ,من خلال إصلاحات داخلية ولعب دور إقليمي مميز يصب في الأجندة الغربية .

أما إيران فإنها تسعى إلى دور إقليمي يترجم مبادئ ولاية الفقيه التي تعد الركن الأساس في الدستور الإيراني , وما تقوم به إيران من ادوار في المنطقة تبدو للعيان أنها تصب في صالح العرب ,ما هي إلا لدرء الخطر الأمريكي عنها , وخاصة في ملفها النووي .

الأخطار المحدقة بالعرب لا يحلها غير العرب , فهي من مسؤولية الحكومات العربية أولا وأخيرا , وإلا ستتحول المنطقة إلى منجم بارود ينفجر في أية لحظة , وتدمر الأخضر واليابس , وتحل كارثة كبيرة على أبناء الأمة العربية .

إن الموقف العربي المنشود والمطلوب هو إجماع الأنظمة على قرار فيه من الجرأة ما يعدل الموازنة في المنطقة ويدفع الأطراف الدولية للوقوف إلى جانب الحق والإنصاف, والالتزام بالمواثيق الدولية. أما مهادنة الولايات المتحدة دائما فإنها تقودنا إلى استرجاع حقوقنا, ولابد من التفكير بالعودة إلى نهج الكفاح المسلح ثانية, لأنه النهج الذي يخيف الأعداء ويجعلهم يعيدون حساباتهم من جديد.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !