بخصوص ما نشر من دعوة المهدي لابناء الانصار خاصة والشعب عامة في الانخراط بالقوات المسلحة السودانية :
سرابيل
محمد حسن العمدة
2 يونية 2013م
mohdalumda@gmail.com
هذه الدعوة دعوة غريبة وذلك للاسباب الاتية :
اولا: النظام القائم نظام غير شرعي قام بالانقلاب علي صاحب الدعوة نفسه والنظام الديمقراطي ومنذ انقلابه قام النظام بتغيير هيكلة القوات المسلحة ومعايير الانتساب اليها فعمل علي تصفيتها من كافة الكافاءات الوطنية بل وركز علي التعيينات الجهوية لصالح انتماءات قادة النظام وجعل من القبيلة شرطا للقبول بالقوات المسلحة وليس المواطنة فاصبحت قوات مليشيا اكثر من انها قوات للدفاع عن السودان ارضا وشعبا . وبتاريخ 17 ابريل 2011 اي قبل تعيين العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي مساعدا بالقصر الجمهوري وصفها رئيس حزب الامة القومي والد سعادة العقيد بالقوات المؤدلجة اي التي تنتمي لحزب شمولي واحد وفكر عقائدي واحد في لقاء له مع قناة العربية !
ثانيا : اتجاه النظام اعلاه جعل من القوات بدلا عن قوات الشعب المسلحة لقوات النظام المسلحة واصبحت تماما ككتائب القذافي ونظامه الذي ظل نظام الانقاذ معجبا به لدرجة ان استعان بكافة نظمه السياسية المؤتمر الوطني واللجان الشعبية الكتائب الامنية الخ الخ ..
ثالثا : للاسباب اعلاه ظل حزب الامة القومي ينادي باعادة هيكلة القوات المسلحة واعادة القومية لها وجعل ذلك احد اجندة التفاوض مع النظام وللحزب رؤيته المعلنة في كيفية اعادة الهيكلة للقوات النظامية وبقية مفاصل الخدمة المدنية واجهزة الدولة الاخرى .
رابعا : لا تزال المفاوضات متعثرة حسب ما هو معلن بل ومتوقفة حسب اخر قرار للمكتب السياسي قبل تشكيل النظام لحكومته ولم يصدر المكتب السياسي لحزب الامة قرارا جديدا بمواصلة التفاوض مع النظام بل لم تصدر اي مؤسسة اخرى تابعة للحزب اي قرار باعادة التفاوض ..
خامسا : مثل هذه الدعوة تعني ضمنيا الاعتراف بالقوات المسلحة الحالية التي يتسيطر عليها قادة النظام , وبالتالي الاعتراف بالنظام وهذا يتناقض مع بيان المكتب السياسي بخصوص الانتخابات الاخيرة الشهيرة بانتخابات الخج . ويتناقض مع كل طرح حزب الامة القومي المجاز من مؤسساته .
سادسا : هذه الدعوة الغريبة تعني تلقائيا سقوط بند اعادة هيكلة القوات النظامية وخاصة القوات المسلحة وقبول حزب الامة القومي بطرح النظام ورؤيته فيما يتعلق بالقوات النظامية بكل سلبياتها واختلالها القومي وولائها السياسي والجهوي والثقافي والجغرافي الخ الخ ..
سابعا : كما ينسحب الاعتراف وقبول الحزب علي - لسان رئيسه - برؤية النظام مفارقة كل ما ظل يطرحه حزب الامة القومي وقوى الاجماع الوطني والتخلي عنه لصالح مشروع النظام الاقصائي .
ثامنا : حسب علمي بانه لا يوجد جهاز من اجهزة الحزب حتى علي مستوى مجلس التنسيق اتخذ مثل هذا القرار الخطير بل هو من بنات طرح السيد رئيس الحزب وحده وفي خطاب جماهيري خارج مؤسسات الحزب .
تاسعا : وامام كل ذلك فانه من المستغرب بل والمثير للكثير من الاسئلة مثل هذا الموقف من رئيس حزب الامة القومي اقلاها :
هل لانتقاد بعض قادة النظام لابن رئيس الحزب الذي يشغل منصب مساعد الرئيس . وما رشق من اخبار بانه لم يقدم شيئا للنظام هل تعتبر هذه بادرة من الاب لانقاذ ابنه ودفعه ببعض القوى المعنوية والسياسية في صراعه داخل القصر ؟!!
قبل ايام صرح نائب رئيس الحزب ضابط الامن السابق الذي لم يشهد حزب الامة عافية منذ ظهوره في الحزب بانه قد اتفق مع النظام بنسبة 85 % وانه علي وفاق ومؤيد للمشاركة مع النظام بل وذهب اكثر من ذلك بان لا مجال للحديث عن اسقاط النظام .. فهل لهذا ايحاء بان سمة شي ما تحت الطاولة رغم تاكيد رئيس الحزب بالاء مشاركة مع النظام ؟
هل سيكتفي رئيس الحزب بوجود بعض ابناءه الي جانب النظام مثل سعادة المساعد وضابط الامن بشرى ويعتبر ان النظام قد اوفى بقومية القوات النظامية ؟
هل تنازل المهدي عن رايه بان القوات المسلحة السودانية قوات مؤدلجة والان بعد تعيين ابناءه اصبحت قوات قومية خالصة لا ياتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ؟
هل تعطيل الامانة العامة للحزب صاحبة برنامج اسقاط النظام ورافعة شعار التغيير يعتبر خطوة لكبح جماح المارد حزب الامة القومي ولجم قواعده الساخطة علي النظام والمطالبة باسقاطه قبل سقوط السودان وتلاشيه ؟
لماذا يرفض رئيس حزب الامة القومي الاستماع لكوادر وانتلجنسيا حزبه والتي تباعدت المسافة كثيرا بينه وبينها بل واصبح في عزله تامة الا من بعض المدعين نفاقا محبته والرافضين لكل نقد يوجه اليه بحجة انه حكيم الامة وقائدها متناسين ان الاحزاب الديمقراطية والمدنية قوتها في تعدد اراء عضويتها ونقدهم لانفسهم حيث يعتبر الراي والفكر هم القوة الحقيقية التي تكمن فيها سر التواصل والتطور والارتقاء لا وسائل الدهنسة والنفاق والدروشة ..
انني ادعو من هنا كافة طلاب وشباب وكوادر واعضاء الحزب الى احداث انتفاضة داخلية قوية تكون بداية لتحقيق انتفاضة علي مستوى الوطن فيكفي ما ضاع من سنين طويلة لم نحقق فيها تطلعات وامال ابناء شعبنا فاما ان نكون امة واعية مدركة متطلعة او لا نكون ...
التعليقات (0)