تعقيبا على تصريحات ميخائيل بوغدانوف بخصوص سوريا

 يبدو أن الكثيرين من السوريين وخصوصا المؤيدين لم يفهموا بما فيه الكفاية حقيقة الحرب المؤامرة الدولية على بلدهم سوريا والحرب الإعلامية هي جزء من تلك المؤامرة بل هي تشكل 99% من تلك المؤامرة و الباقي 1% هو الجزء العسكري ولنا مثال في عملية إسقاط طرابلس التي كانت عبارة عن تشويش لشبكة المحمول وحرب إشاعات وإرسال رسائل عن سقوط طرابلس للمواطنين الليبيين. مناصرو القاعدة في سوريا ومؤيدوها لم يفهموا هم أيضا بدورهم الدرس وأنهم يجب أن يتوقفوا عن التطبيل والتزمير والتهليل لأي خبر من أي مصدر وذالك بعد أن خربت الجزيرة والعربية عقولهم وأصبحوا كقطعان الخراف التائهة تبحث عن راعي.

لم يسمع أحد تصريحات نائب وزير الخارجية ولم يشاهد أحد ذالك المؤتمر المزعوم الذي أدلى فيه بتصريحاته التي حسب زعم بعض المصادر قد تمت إسائة ترجمتها حيث لم يقدم أي مصدر النص الأصلي للكلمة باللغة الروسية سواء مكتوبا أو مسجلا صوتا أو صورة والخبر نفسه نفاه مصدر نسؤول في وزارة الخارجية الروسية وهو النفي الذي لم نشاهده ولم نسمع به أو نقرأه في أي وسيلة إعلامية محترمة وذات مصداقية وموضوعية.

الخبر أيضا نفته إذاعة صوت روسيا التي وضعت على موقعها العربي حديثا مسجلا عبارة عن لقاء مع رياض حداد الذي يشغل منصب سفير فوق العادة لسوريا في العاصمة الروسية.

الخبر الذي أورده الموقع العربي لروسيا اليوم المعروف بوجود عدد من العاملين في صفوفه من المتعاطفين مع تنظيم القاعدة في سوريا ينطبق عليه المثل القائل غلطة الشاطر بألف حيث لم يورد المصدر الأصلي ولا فيديو للمؤتمر المزعوم ولا تسجيل صوتي وزاد في الطين بلة بعض المواقع والصحف والصفحات الفيسبوكية التي قد تكون مخترقة طبلت وزمرت للخبر وبكت ولطمت خدودها وشقت ثيابها وحثت على رؤوسها الرمل وإنضم إليها بعض السياسيين ممن سمعوا الخبر من هنا وهناك من دون التوثق من دقته ومصداقيته.

على فكرة هذا ليس أول خبر من نوعه يقوم مروجو الإشاعات وخبراء الحرب النفسية بنشره قبل كل مؤتمر من مؤتمراتهم الخيانية المزعومة أو بعد كل خازوق يدخل بهم من أبطال الجيش العربي السوري سواء في دمشق أو حلب أو إدلب أو درعا حيث مايزال من الواضح للعيان تماسك الأجهزة الأمنية والعسكرية في سوريا بل وقيامها بعدد من العمليات النوعية وإصطياد رؤوس مهمة جدا في تنظيم القاعدة وجثث المئات من عناصر ذالك التنظيم الإجرامي وتفرعاته التي تعمل تحت مسميات مختلفة وكل هذا دليل قوة وليس دليل ضعف.

كل تلك الإشاعات والحرب النفسية والتي تستهدف العلاقة السورية/الروسية ليست بدعة فقد تم نشر إشعات فيما سبق عن توقف روسيا عن تزويد سوريا بالسلاح وعن تصريحات روسية بأن روسيا ليست متمسكة ببقاء الرئيس السوري إلى آخره من تلك الهمروجات الإعلامية التي تروج لها وتطبل وتزمر محطة بغل قطر وموزته ومحطة خادم الكأسين فكانت النتيجة وبالطبع معكوسة وتدل على تمسك الحكومة الروسية بعلاقتها المتينة مع سوريا وتزويدها بالسلاح والمشورة العسكرية. وحتى العلاقات مع إيران تم إستهدافها بالإشاعات من قبل أن إيران تدفع رواتب الجيش السوري وأن هناك طائرة جاهزة للرئيس السوري في مطار دمشق للهروب الى إيران إلى آخره من تلك الفقاعات الإعلامية التي تستهدف رفع معنويات المعارضين من أنصار تنظيم القاعدة وتفرعاته فقط لا غير.

يجب أن يفهم الجميع أن الدعم الروسي/الصيني/الإيراني لسوريا مستند إلى مجموعة كبيرة من الأسباب التي يعجز إعلام الخرفان من أتباع شيوخ بول البعير عن تحليلها وتقديمها بمصداقية وهي أن الدول المذكورة تعلم علم اليقين أنه في حال إسقاط سوريا في الفوضى الخلاقة للمستنقع الوهابي الطالباني القندهاري فسوف تكون تلك الدول هي الهدف وسوف تكون سوريا هي نقطة إرتكاز للتدريب وتقديم الدعم اللوجيستي للهجوم على روسيا وإيران عن طريق تركيا وإثارة المشاكل للصين وكل ذالك يتم بإسم الجهاد.

الرجاء عدم تصديق الإشاعات والأخبار إلا بعد التأكد من مصدر الخبر ومشاهدة النص الأصلي أو النسخة الأصلية للفيدو المحتوي على الخبر وبشكل عام عدم تصديق أي كلام أو خبر ينشر على الفيسبوك إلا أن يكون موثقا حسب الأصول الإعلامية التي تلزم الشخص المعني بإرفاق دليل على كلامه مع الخبر المنشور وكذالك مواقع إخبارية تدس السم في العسل هي كالسوس ينخر في جسم الوطن السوري الغالي علينا جميعا.

تحية ثورة فلسطين

الوطن أو الموت