تعـرّي النظام السوري الحاكم
(حلقة 2)
عندما تزول هيبة النظام
بعد أن تلطخت يداه بدماء الآلاف من أبناء شعبه الأعزل ؛ لم يفقد النظام السوري الحاكم شرعيته فحسب . بل يمكن القول الآن وبكل ثقة أن هذا النظام الحاكم قد فقد مصداقيته ومبررات وجوده وهيبته تماما في نفوس عامة الشعب . وأن العد التنازلي لتوقيت سقوطه المريع قد قطع شوطا بعيدا قبيل التوقف في النهاية المحتومة عند أرقام الأصفار المتعددة وليلحق بسابقيه في تونس ومصر ... وليتبعه يعد ذلك كل حاكم ونظام حاكم قائم لا يدرك ولا يعي ولا يلتفت إلى حقيقة أن عرب اليوم ليسوا كعرب الأمس .. وأن ربيع الشباب العربي وليد عصر المعلوماتية سيغطي أرضه وسماء عالمه من الشاطيء الخليجي إلى الساحل الأطلنطي لا محالة.
من بين ما يطمح إليه الحكام في دول العالم الثالث هو أن تحملهم الشعوب على أكتافها وتخـرّ له ساجدة رغم الجوع والقهر والإستعباد وسرقة خيرات يلادهم تحت سمعهم وبصرهم وبلا خشاء أو إستحياء .. لكن أن تذهب هيبتهم إلى درجة تضعهم فيها شعوبهم قولا وفعلا تحت الأقدام وتسحق وجوههم يأحذيتها على قارعة الطريق ؛ فذلك الواقع المرير الغير قابل للتصديق بالنسبة إلى كل ديكتاتور مغرور.
أرحل ..... لماذا يظل البعض ضيفا ثقيلا على صدر شعبه المشهور بكرمه العربي الأصيل ؟ وإلى درجة يطلب فيها منه الرحيل صراحة ؟
مواطن سوري يرفع لافتة كتبت باللغة الإنجليزية تقول: (نهاية 40 سنة من الخوف . على بشار أن يرحل .. ذهب حافظ الأسد إلى الجحيم وسيذهب بشار إلى السجـن)
التوقيع: الحجر الأسود
شـطــب ونـعـــوت وأوصاف تعني فقدان الهيبة والمصداقية ، كتبتها أقلام الشعب الذي كان بالأمس لا يمتلك سوى قدرة وإمكانيات الخوف والإرتعاش من زبانية الحاكم ، والصمت ثم التصفيق الحاد والهتاف بيا يعيش وطول العمر لجلالة الحاكم .... لقد خرج المارد من القمقم إذن .... ومن يفتح فمه وبنطلق لسانه بالهجاء ونطق الحقيقة من العرب دون خوف ولا رياء ؛ فمن الصعب أن يتوقع الآخرون منه العودة لحالة السكون عند المربع رقم (1) ، ولممارسة موهبة الخوف واللامبالاة وصمت الأرانب مرة أخرى.
هكذا إذن خرج أحفاد خالد بن الوليد أبناء دمشق الشرفاء ليعلنوا بكل جلاء ولكل العرب أن الشهباء لم يزول بريقها أوتخنع نفوس أبناءها كما يظنون .. وأن حراس المنارة البيضاء لا يزالون على العهد والوفاء والوعد المنتظر كما شهد لهم خاتم الرسل والأنبياء . وبأن تحرير الجولان والقدس السليب سيبدأ حتما من هنا وعلى يد هؤلاء ؛ عند المنارة البيضاء من قلعة العرب.
تحاول أبواق وشاشات الدعاية الحكومية السوداء الإيهام بأن هؤلاء هم جزء من الجيش السوري .. ولكن تأبى الحقيقة التي أدركها العالم أجمع إلا أن تطل برأسها ، والتي تؤكد أنهم ليسوا سوى شرذمة طائفية مذعورة مدججة وحدها بالسلاح تقتل شعبا أن يقول وطني سوريا والكرامة مضجعي وبالمهج الفداء.
التعليقات (0)