يقول الخالق عز و جل في كتابه المبين : "و لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا" الآية 21 من سورة الأحزاب. و في الآية 44 من سورة النحل، يقول جل و تعالى : "و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم و لعلهم يتفكرون". و قال محمد، صلى الله عليه و سلم، في أحد أحاديثه النبوية الشريفة : "تكثر لكم الأحاديث من بعدي فإذا روي لكم حديث فأعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فإقبلوه وما خالفه فردوه". و في حديث آخر، قال عليه الصلاة و السلام : أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله
السنة هي التفسير العملي للقرآن الكريم و الذي يستحيل على المسلم إقامة و أداء بعض تعاليم و مناسك دينه من صلاة و حج على سبيل المثال، إلا بوجوده. هي الوجه الثاني للوحي الرباني و الذي لا يكتمل الدين إلا بإقامته و الذي حفظه الله تعالى كما حفظ القرآن الكريم من كل زيف و تحريف و توارثته الأمة عمليا جيلا بعد جيل منذ عصر الرسول، صلى الله عليه و سلم. فالقرآن و السنة وجهان لعملة واحدة آلا و هي الإسلام. فإذا كان القرآن هو الوجه النظري للدين الإسلامي، فإن السنة هي وجهه التطبيقي
قال الحبيب محمد، صلوات الله عليه و سلامه : ألا و إني أوتيت القرآن و مثله معه. لا يوشك رجل ينثني شبعانا على أريكته يقول عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي و لا كل ذي ناب من السباع
السنة هي مثيلة القرآن. فلقد أوتي محمد، صلوات الله عليه و سلامه، القرآن و شبيهه معه. فلا يعقل أن تأتي السنة بأحكام غريبة و لا علاقة لها بأحكام القرآن الذي هو مصدر الشريعة الإسلامية و ينبوع السنة النبوية الشريفة. كما لا يعقل أن تأتي بأحكام تنافي و تنسخ ما جاء به القرآن فهي مصدر تفسيري لكتاب الله عز و جل و ليست بمصدر تشريعي. فالصلاة قد أمر الله بها في كتاب أحكامه، و الرسول، صلوات الله عليه و سلامه، فسر و أوضح أوقات و طريقة أدائها عن طريق سنته النبوية الشريفة. و كذلك المثال بالنسبة للحج. و لحم الحمار الأهلي و كل ذي ناب من السباع لم يحرمها الخالق، جل و تعالى، بشكل مباشر في قرآنه الكريم و حرمها محمد، عليه الصلاة و السلام، عن طريق آحاديثه لخبث لحومها و عادات طعامها و لما لها من مضار على الصحة البشرية و السلامة الذهنية عملا بقول الله عز و جل : "يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث" و "لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة". أما فيما يخص قتل المرتد و إستحلال العبودية و الفتوحات الإستعمارية و رجم الزاني المحصن و الزانية المحصنة و التقليل من شأن المرأة و حرمانها من حقوقها و نكاح فتيات و مراهقات لم يبلغن الرشد و لم يصرن حليمات و قادرات على تحمل مسؤولياتهن و مهامهن الزوجية من رعاية أمور بيوتهن و تربية أطفالهن على سبيل المثال، فهاته أحكام لا تمت بصلة لأحكام القرآن الكريم التي هي مصدر الشريعة الإسلامية و منبع السنة النبوية الشريفة، إنما هي بدع و عادات جاهلية من وحي الشيطان تبنتها رؤوس النفاق و الضلالة الناقمة على حكم و مبادئ الشريعة الإسلامية و المتعطشة لحكم و مبادئ الجاهلية الظلامية الذين عملوا على تحريف الدين بأحاديثهم المنسوبة زورا إلى أعظم خلق الله، صلوات الله عليه و سلامه، و خيرة صحابته، رضي الله عنهم أجمعين، و التي تنافي و تنقض ما جاء به الإسلام، مستغلين جبن الشياطين الصامتة عن الحق و جهل غالبية الأمة الإسلامية بتعاليم الدين و محتوى القرآن الكريم التي إتبعتهم بشكل أعمى فأضلوها في سبل متفرقة من مذاهب سنية و شيعية أضعفت الأمة و أدت بأتباعها إلى ما نحن عليه الآن من تخلف و دمار
التعليقات (0)