تعريف الرواية كما أوردته الرواية
ما بين فعل "القص " فى إشارته (قص الأثر)، وفعل "الحكي "بما يملك من طاقة تشويقية، وفعل " الإخبار " بما يشف عن طاقة استشرافية ، وفعل " السيرة " بما يحتكم عليه من مساحات بناء الشخصية ، ودلالة فعل " المقامة " بما يتضمنه من روابط بثقافة المجتمع، ووصولا إلى فعل " الرواية " بما يكتنزه من معنى الارتواء ، والقدرة على توسيع أفق العالم، حتى نقف إزاء "ألف ليلة وليلة" بصفتها "الرواية الأم" (على حد تعبير ماهر البطوطي ) والتي تقف درة لما أنتجته السردية العربية، والتي صارت عالمية بما تكتنزه من قدرات يستحيل منافستها... من هذا كله تشكلت الجينات الأساسية للرواية العربية التى لم تعد مجرد نص، أو كتابة لإزجاء وقت الفراغ، وإنما هى بمثابة ملحمة إنسان العصر الحديث، لا لأن الشعر تخلى عن دوره بدرجة، ما كما يظن البعض (فالفنون لا تتنافس وإنما تتكامل ، وفى الفن لا يلغي الجديد قديمه على غرار ما يحدث فى العلوم التطبيقية ، فالفنون لا تلغي بعضها البعض ) .
لقد تعددت البدايات للرواية العربية وحتى هذه اللحظة يصعب على باحث أن يصدر حكما على نص ما بأنه الأول ، وقد وقع فى هذا عدد من الباحثين وجاء من بعدهم من يحرك الزمن مساحات للوراء ، فقد عشنا زمنا متسلحين بيقين أن "زينب " هيكل (1914) هى الرواية الأولى، حتى وقفنا على رواية " وَي.
إذن لست بإفرنجي "لخليل الخوري(1859)، ثم كانت رواية "غابة الحق" لفرنسيس المراش( 1865)، وكتبت زينب فواز ثلاث روايات "الملك كورش"، و "الهوى والوفاء"، و روايتها الأخيرة "حُسن العواقب" (1899) وأما لبيبة هاشم فكتبت رواية "قلب الرجل" عام (1904) ، وأصدر محمود خيرت رواية "الفتى الريفى" (1905) ، وكانت رواية "فاطمة البدوية " لعفيفة كرم (1905) ، ورواية "عذراء دنشواي لمحود طاهر حقى عام (1906) ، ثم رواية الأجنحة المتكسرة لجبران خليل جبران 1912....وماتزال العودة إلى العمق التاريخي للثقافة العربية تكشف عن حقائق تجعل الباحث الممتلك وعيا يتحرز كثيرا من إصدار حكم الرواية الأولى. من هنا جاءت "مجلة الرواية" للوقوف على المنجز الروائي العربي والعالمي فى تجلياته المختلفة.
المصدر:
رسالة التحرير في تعريف الرواية
http://alrewaia.com/page.php?p=who
التعليقات (0)