يقول الله تعالى في قرآنه الكريم : "فمن إتبع هداي فلا يضل و لا يشقى. و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى" الآيتين 121 ـ 122 من سورة طه. و في الآيات 27 ـ 31 من سورة الفرقان، يقول عز و جل : "و يوم يعض الظالم على يديه، يقول : يا ليتني إتخدت مع الرسول سبيلا. يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا. لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني. و كان الشيطان للإنسان خذولا. و قال الرسول : يا ربي ! إن قومي إتخذوا هذا القرآن مهجورا. و كذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين. و كفى بربك هاديا و نصيرا". و في حديث من آحاديثه النبوية الشريفة، قال محمد، عليه الصلاة و السلام : إن بعدي من أمتي قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون إليه، شر الخلق و الخليقة
أمة الجهل هي أمة لم تتماثل لأمر الخالق عز و جل : "إقرأ بإسم ربك الذي خلق". هي أمة تكاسلت و تقاعست عن تعلم كتاب الله و إستنباط أحكامه و علومه و حكمه، و إتكلت على أعلام شيطانية حسبتها جهلا إسلامية و وثقت فيها ثقة عمياء فقادتها إلى ما هي عليه الآن من تخلف و دمار. أمة الجهل هي أمة أهملت القرآن و إن قرأته تمر عليه مرور الكرام مسرعة في قرائته فلا يتجاوز كلامه حناجرها لتعي خطابه و تفقه معانيه. هي أمة تقدس رؤوس النفاق و الضلالة و تمجد كلامهم و كأنه كلام الخالق، و تعمل على الدعاية و الدعاء لهم و إتباع شريعتهم الشيطانية التي تخلط الحق بالباطل، و البعض منها قد يصل به الحد إلى حد الجنون ليضع حدا لحياته قاتلا معه العديد من أرواح الأبرياء من غير حق في عمليات إرهابية نصرة لدين أئمته الباطل. أمة الجهل هي أمة تجادل في الدين عن جهل بالقرآن الكريم الذي هو مصدر الشريعة الإسلامية و منبع السنة النبوية الشريفة، و تقول على الله ما لم يأت به في كتابه المنير من علم. هي أمة كفرت علماء الإسلام و أقامت فيهم حد القتل الذي هو حكم من أحكام الجاهلية لا يمث للديانة الإسلامية بصلة و حرقت كتبهم لتخفي معالمهم و تنسف فكرهم النير. أمة الجهل هي أمة تحسب نفسها الفرقة الناجية و يخيل لها من شدة مفعول ما تتعاطاه من مخدرات فكرية تقتنيها في غالب الأحيان من الأسواق السعودية و الأفغانية التي يحتكرها أباطرة الوهابية أنها مازالت خير و أعظم أمة أخرجت للناس لكنها في واقع الحال الفرقة الهاوية و أشر و أحقر أمة تعرفها البشرية في اللحظة الآنية. هي أمة عثت في الأرض فسادا ظالمة أهل الكفر و أهل الكتاب و حارمة النساء من حقوقهن دون التحدث عن تعذيبهن و إهانتهن بأحاديث تنسب زورا إلى أنبل خلق الله فأثارت الغضب الرباني و أحلت بها العقاب السماوي و ما تعيشه منذ قرون من تخلف و دمار و أزمات عمت كل المجالات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية. أمة الجهل هي أمة أعماها هجرها لتعلم الشريعة القرآنية و أضعفتها الحروب الأهلية الناتجة عن عداوات قبلية و نزاعات سياسية و مذهبية أشعلت و ألهبت نيرانها رؤوس أئمتها الشيطانية، و لكي تتماثل للشفاء و تستعيد نورها و قواها يجب عليها تغيير ما بنفسها من تقديس لرؤوس النفاق و الضلالة بتقديس القرآن الكريم و إعلاء كلامه و نصرة دينه الحق، و من كسل و تقاعس بجدية و حيوية في تعلم الذكر الحكيم و إستنباط أحكامه و علومه و حكمه و العمل بحرص على إقامة شريعته الإسلامية الحقة
التعليقات (0)