الحضارة السومرية هي أقدم الحضارات الإنسانية، وأكثرها تهميشا، فهي ليست مثل الفرعونية أو اليونانية أو الرومانية...الخ. في حين أن ما دونه السومريون على الواحهم الطينية كشف حقيقة وجودهم كجنس بشري، ولكن هذه الالواح لم تظهر للوجود إلا قريبا. الكل يعلم أن إبراهيم أبو الأنبياء كان من منطقة العراق حاليا، وأن اليهود أسروا من قبل نبوخذنصر وهجروا إلى بابل، ولم يظهر الدين اليهودي إلا بعد رجوعهم إلى فلسطين اليوم، وكل ما هو موجود في كتب العهد القديم والجديد ما هو إلا قصص معدلة للقصص التي دونها السومريون.
وأنا لست في صدد سرد ما سرقه اليهود، ولكن أسأل لماذا همشت حضارة السومريون وكأنها لم تكن موجودة؟ الجواب: إن الحضارة السومرية دونت كيف خلق آدم، ولأي سبب، وكيف، ويؤيد هذا الرسومات والأشعار والأدب والعلم المدون الذي لم نعرف حقيقته إلا في القرنين الماضيين. فعلى سبيل المثال: المجموعة الشمسية وعدد الكواكب ومركزية الشمس وأحجام وأبعاد الكوكب عن بعضها البعض، كل هذا لم نعرفه إلا في العقود الأخير، ولكن السومريون دونوا هذا منذ ما يزيد عن 17 ألف سنة قبل الميلاد.
يقول السومريون أن من خلق الجنس البشري هم حضارة انوناكي Anunnaki وترجمتها “الشعب الذي جاء من السماء إلى الأرض“ الذين جاءوا إلى الأرض بحثا عن الذهب لحماية غلافهم الجوي لكوكبهم، وهذا يعود إلى 450 ألف سنة، واستمر الحال حتى تذمر بعضهم من عمل الفاعل، فقرر العلماء منهم القيام بتعديل جينات المخلوقات التي كانت تعيش على الأرض ليقوم بالعمل بدلا منهم، ومن خلال التجربة والخطأ حدث الخلق. لم تنته القصة هنا، بل إن نساء البشر كنا جميلات، فتزوجوهن ونتج عن ذلك التزاوج ما يعرف في الإنجيل بـ “نيفيليم“ “Nephilim”، أما الإنجيل فيقول أنه تزاوج بين الملائكة والبشر.
لو نظرنا إلى الحضارات التي تلت من الفراعنة واليونان والرومان، لوجدنا أنها كانت تعبد نفس آلهة السومريين وبعد رحيلهم الذي سبق هذه الحضارات بمئات القرون أخذ مكانهم من هم من نسلهم “نيفيليم “ وأحد هؤلاء هو نوح الذي اخبروه بحدوث الطوفان وبناء السفينة...الخ من القصة المعروفة، ولكن الذي أسس لمفهوم الدين والإله الواحد هم اليهود الذين قالوا أن الله هو إلههم الخاص، وجاء من بعدهم من جعله إله مشترك متجسد في عيسى وجاء من بعد من جعله إله لكل البشر لا يشبهه شيء “الإسلام“.
لا يمكن أن يعبد الناس هذه الإلهة دون وجود سبب، وقد أظهرنا السبب، ولا يمكن أن يبدل الناس إلهتهم إلا بسبب، وتعاقب القرون، وقد بيناه. ولو نظرنا إلى نسبة احتمال صدق هذه القصة، في ظل وجود مجرتنا التي يمكن أن تحتوي على ملايين الكواكب القابلة للعيش، وعدد المجرات التي في الكون والتي تقدر بملايين المجرات لوجدنا أن وجود مثل هذه المخلوقات الخالقة ممكن بامتياز، ولو استكبر الإنسان أن يخلقه من هو أعلى منه علما ومعرفة، وأصر على إله واحد، قلنا له أن البشر يمكنهم الخلق بالجينات تماما مثل من خلقنا من قبل. ولا يعنينا من خلق من خلقنا، ولكن نقول ما نحن وما هم أو غيرهم إلا غبار وغاز وماء ومعادن وجسيمات...الخ تناثرت من الانفجار الكبير.
هذه مقدمة كتبتها على عجل، لعلي اتوسع في الأمر بعد ذلك.
التعليقات (0)