تعب كلها الحياة !

منذ حوالى أسبوعين لم أكتب جديدا فى مدونتى  . , من مشاكل  وجودى أننى شديد الألفة للأشياء بالغ التعلق بحاجياتى ورموز أيامى ورفاق وقتى . .  ينطبق علىّ قول الشاعر :  خُلقت ألوفا لو رجعت إلى الصبا  :  لودعت شيبى  دامع العين باكيا .  أقول طال بعدى عن مدونتى ,و كثيرا ما كان يشدنى الشوق إليها , ومعانقة سطورها  ومصافحة أفقها الأزرق , ولكن الغريب  أن الذى حال بينى وبين التدوين لم يكن البحث عن فكرة أو افتقاد الموضوع , ولكنه كان بسبب كثرة الأفكار واضطرابها , وكثرة المواضيع وزحامها , وذلك بسبب هذه الظروف التاريخية والفاصلة التى تمر بها مصر وهذه الأحداث الفارقة فى تاريخها  ..  أخذتنى الحيرة فلم أعد أدرى بأى موضوع أبدأ ؟  . و منذ حوالى الساعة وأنا أمام التلفاز  اتصلت  بالإعلامى عمر أديب فى برنامج القاهرة اليوم , وبصوت مهزوز نال  منه الإرهاق , وحفرته المعاناة , وانهكته سنوات من الأحلام المجهضة ,والآمال الضائعة  بهذا الصوت  تحدثت فى نقطتين  : الاولى  هى أنه يجب على المسؤولين أن يواجهوا الشعب المصرى بأنه تنتظره أيام  صعبة ومعاناةقاسية من الناحية الاقتصادية  , وأن على الشعب أن يكون مستعدا لدفع ثمن الحرية  وأن تكون الوقفات الاحتجاجية  والمطالب الفئوية جزءا من الماضى  لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان , وذكرت ما قاله تشرشل للشعب البريطانى  إبان الحرب العالمية الثانية , حيث قال : لست  أعدكم إلا بأيام صعبة قاسية ,   النقطة الثانية التى ذكرتها هى أنه يجب إقصاء التيار الإخوانى من المشهد  السياسى  , ولما رد علىّ الأستاذ خالد أبو بكر قائلا : لا يُقصون إلا برأى الشعب والقانون /   قلت  لقد أقصونا بغير قانون وبدون رأى الشعب , وإنهم لم يكتفوا بإقصائنا نحن الليبراليين , بل قاموا بتكفيرنا واستحلال دمنا  , وقلت أيضا  إنه بعد ثورة يناير 2011 تم إقصاء  أعضاء الحزب الوطنى من المشاركة السياسية مع أنهم لم يسبق لهم إقصاء أحد فضلا عن أنهم لم يقوموا بتكفيرنا  أو تهديدنا  أو شتمنا  بأقبح الألفاظ , وأنه لا يصح أن يشارك هذا التيار الذى كشف عن  إرهابه الفكرى  وعداوته لثوابت الوطنية المصرية  يجب ألا يشارك فى وضع التشريعات التى تهتدى بها دولة الحرية الجديدة  .   كانت تلك المداخلة  المهتزة النبرات هى ما أردت وضعه على مدونتى الليلة  فى حالة تواصل معها قاطعا فترة فراق لم يكن عن زهد أو جفوة , ولكن كان نتيجة تعب وجهد وإرهاق ,  وتفاعل مع الأحداث التى صار استيعابها  والانفعال بها  جهدا فوق طاقة العمر  , وتعبا يضاف إلى تعب الحياة كما صوره الشاعر العربى :  تعب كلها الحياة فما أعجب إلا من راغب فى ازدياد