تعال نحترف الحياة !
شريف هزاع شريف
الحياة هي اهم شيء يجب ان نكون على دراية بسرها واستمرارها بالعطاء ، وعملية فهمها ببساطة يكون بالتناغم معها ، هذا الامر سينمينا ويعززنا بالطاقات الروحية والنفسية ، ستعلمنا عملية التناغم تلك ايضا ، كيف نأكل ونشرب ونتزوج ونحب المرأة والطفل وكل شيء ، لكن باتزان ووسطية مذهلة ، هذه العملية الادراكية للحياة تنمي الوعي وتنير الذات ، وهو امر ارده من قبل جِدُّو كريشنامورتي ( 1895- 1986 ) المفكر والروحاني الكبير ؛ الذي جمعت اعماله بـ 40 كتابا وترجمت الى 50 لغة حية ، فعملية الادراك عنده (تفتح) وليس ( انغلاق) تحرر كبير من عبودية الاشياء المحيطة ، او عبودية الذات حين تصبح مفارقة للحقيقة وغير مكترثة بها ، حين يكون للذات تماهي مع الحقيقة التي تحيطنا ولا تغادرنا نكون بحالة اشراق كبير ، اذا عرفنا تلك الحقيقة فاننا تحررنا من كل القيود ، هذا التحرر النفسي هو اشراق روحي كبير في نظر كرشنامورتي ، هذا الانفتاح هو فتحها للعالم والزمان والمكان ، انها عملية روحية وعقلية وليست عملية فيزيائية او الية ، كان هذا الامر الفكري ، مشروع حياة لهذا المفكر الكبير واستمر لسنوات يحاضر بها هنا وهناك وكتب عنها الكثير من الدراسات لعقود من الزمن ، ارد ان يقول ، ان لحظة الابدية التي يطمح بها الانسان ، هو ان لا نفكر بالابدية من حيث هي خلود للجسد او النفس ! ، لان الروح التي نملك خالدة اساسا ، ومغادرة الجسد هي عملية الخلود الحقيقية وتحرر لتلك الروح ، تبدو لحظة الابدية ليست محل اهتمام من قبل الانسان الحقيقي ، بل السعادة حين تتم المغادرة محملا بالسعادة الكبرى ، ستتمثل وقتها بالمطلق ؟!!! ،هذا التمثل الذي يضفي للانسان معنى اخر ؛ لايمكن ان يترجم بكلمات لانه بسيط جدا وصعب جدا!!!؟
ان اعمالنا – الايجابية - التي ننجزها كل يوم هي عملية تنمية للرصيد الروحي والعقلي الذي نملك ، مثلما ان الاعمال السيئة هي في الاساس تأخذ من رصيد الطاقة والفضيلة وتحيطنا بطاقة سلبية ، او تفرغنا من كل شحنة ايجابية كنا قد اكتسبنها من قبل ، هي اشبه ما تكون عملية شحن بالطاقة للجسد والعقل والروح ، هذه الفضيلة هي مفتاح اسرار الديانات والتعاليم الروحية الحقيقية ، الفضيلة هي الطاقة التي يمكن ان يكتسبها الانسان وان يهديها للاخر دون ان يخسر منها شيء بل انها ستزداد قوة ولمعان في داخله اذا اهداها لغيره حين يمثلها بطاقة شفاء او دعاء او حب ... الخ ، حين نتمثل بها فاننا نتمثل بالمطلق او نلمس الابدية ، الفضيلة (طاقة) يمكن ان تكون في الهواء والاشجار والخبز والاطفال والزوجة والقطة.. انها تمثلات للاشياء المحيطة والعالم ، الارض ، الهواء ، وكل شيء ، هذه التمثلات يمكن اكتسابها واحتوائها ، يمكن ان يتم اكتسابها حين يكون الانسان متمثل بالخير تمثلا حقيقيا وليس شكليا او من اجل ان يقول الاخر عنه انه ( خيير)
حين نعيش بتناغم كامل مع الطبيعة ، مع النفس ، مع الاخر ... ان نحترم الانسان مهمة كان ضئيلا ، كل هذا يسمى فضيلة ، انها عملية فهم للذات واستبطان للباطن الذي نملك ، من خلالها سيتم معرفة الاخر ، المتمثل بالاخر (الانسان المخلوق ) ، او الاخر (الهو) الخالق ، او اذا اردت القول ، فقل ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) ذلك عمليا يعرف باحتراف الحياة
التعليقات (0)