تعالوا أولا نتفق كيف نختلف

الاختلاف في معنى الاختلاف ...هوالمعضلة الحقيقية في فهم كيفية التعامل مع الاختلاف ....هل هو تباين في رؤية الحقيقة حيث أن أحد الطرفين على حق والآخر على باطل؟ وهذا الفرض يدحضه (مثلا) أن هناك مشجعين لفريق الأهلي وآخرين يشجعون الزمالك!! فهل أحد الفريقين على حق؟ وحق في ماذا؟ ....أم الاختلاف في العاطفة فقط أي أن بعض الناس يحبون الرئيس (مثلا) وآخرين لا يحبونه؟ هذه فرضية تحصر الرأى في جانب العواطف.... ويدحض هذا الفرض أن السرقة (كمثال أيضا) لا تخضع في الحكم عليها للعاطفة ....هذا يعني أن الأحكام على أي موضوع سواء كان إنسانيا أو اجتماعيا أو دينيا لا يخضع للعاطفة فقط أو للعقل فقط ...الحكم خليط من هذا وذاك وأحيانا يخضع تماما للعقل مثل المسائل الحسابية... فالصواب والخطأ فيها قاطع بخضوعه للعقل فقط..... وأما العلاقات الاجتماعية والتي تشمل كل الأنشطة البشرية ففيها المختلط بين العقل والعاطفة وفيها ما هو عاطفي بالكامل مثل الوقوع في حب الحبيبة أو احترام الوالدين أو العطف على ضعيف أو فقير ...ثم نأتي إلى الاختلاف في موضوع الأديان والخلق وفكرة الإيمان..... فهل الإيمان عقلي خالص؟ ....لا....وهل هو عاطفة خالصة؟...لا....والمهم جدا أن نفهم أي أنواع الاختلاف نتعرض لها حين مناقشة أي فكرة لأن العاطفة لا تبرر بصورة واضحة (تقول أنا أحب ذلك ولكن لا أعرف لماذا) أو تقول هذا موضوع عقلي خالص وهنا لن يحدث خلاف أبدا ...أو تقول هذا موضوع مختلط بين العاطفة والعقل .....والبحث عن رأى واحد في الموضوع المختلط نقص من العقل, وانتقاص من قدرة الخلاف على استعصاء إزالته....(لأن الخلاف له قدرة عجيبة على البقاء)......