مواضيع اليوم

تطور وأنواع الحوار ومدي ارتباطه بالزمن والثقافة ورقي المجتمع

مهندس سامي عسكر

2010-10-20 20:26:56

0

أنواع وأشكال الحوار في أي موضوع تعتمد علي المتحاورين وهذا واضح.... مثلا إذا تحاور الأطباء أمامك وأنت لست طبيبا لم تفهم ما يقولون ولو كان الحديث باللغة العربية التي تتكلمها وتجيدها لأن مفردات الحوار بينهم فيها مصطلحات طبية تتخلل حديثهم وهم يتجاوزونها لعدم أهمية تكرارها أو شرحها وكذلك الحوار بين المهندسين أو أي مهنة فيها مصطلحات مهنية لا يعرفها إلا المتخصص فيها...وأكثر من ذلك لو تحاور أدباء أو شعراء تجد أن الحديث فيه أجزاء ناقصة بالنسبة لك ولكنها مفهومة لكل واحد منهم لأن المخزون الشعري عندهم تكفي فيه الإشارة إلي عنوان القصيدة أو إلي بيت منها فيستحضرون الباقي وأنت بعيد عن إدراك ما أهملوا ذكره... وأيضا إذا كانت الثقافة العامة لدي مجتمع من المجتمعات فيها أمثال دارجة تكررت في أحاديثهم وأجزاء من حوارات صارت مكررة هم يدركون مغزاها وأنت لا تدركها فمثلا لو قال أحدهم قضي الأمر فهو يقصد جزء الآية من سورة يوسف قضي الأمر الذي فيه تستفتيان إذا أراد الجزم بمعني أو نتيجة معينة لن تتغير ......ومثلا إذا تحاور أبناء مدينة أو قرية فيما بينهم ستجد كثيرا من أجزاء الحوار غير مفهومة بالنسبة لك لأنها تكررت في محيطهم وصارت شبه لغة خاصة بهذا المجتمع...وأيضا مستوى الحوار يختلف حسب تقدم المجتمع فهناك حوار عالي المستوي بين المثقفين لا يفهمه العامة ومع تغير الدولة إذا كنت تجيد لغتها تجد حوارا راقيا يعتمد علي الأفكار ونقل المشاعر بكلمة أو تصرف في الجملة يجعلك تشحذ فكرك دائما لتلتقط الفكرة من بين الكلمات لأن الفكرة أصبحت هي المقصودة وتأثيرها هو المطلوب وتضطر إلي استعادة الحوار مرات حتي تفهم الفكرة ...يظهر هذا في الأفلام الجادة التي تعتمد علي فكرة محورية تبحث عنها طيلة الفيلم حتي تستوعبها لأن السيناريو كتب علي مستوى عال من الفكر لا يستوعبه غير فئة معينة من المثقفين....في مسلسل الصديق يوسف بعض من هذه الحوارات عالية المستوي جدا تحتاج إلي تركيز لكي تستمتع بما يقال مع الصورة .....والربط بين المشهد وما يصاحبه من حوار بين منفذي المشهد (الممثلين) والتنسيق بين الصورة والكلمة ينقل إليك ما يشعر به المتكلم (فتعيش) المشهد ولا تشاهده فقط....ويتغير نسق الحوار حسب موقعه الزمني ويؤدي تأثيرا مخالفا إذا تكرر في زمن آخر ومثال ذلك ما كان يضحكك من القلب منذ ثلاثين عاما مثلا في أي مسرحية لا يضحكك اليوم بل تتساءل: علي ماذا يضحك المشاهد؟ وليس هذه لتكرار المشاهدة فقط ولكن هناك بعد آخر هو اختلاف نسق الحوار واختلاف تأثيره ومدي قربه من الثقافة العامة التي تطورت بالتأكيد ..إن تضخم المخزون الثقافي الجماعي جعل ما يضحك بالأمس لا يضحك اليوم ونستثني من ذلك فكاهة الموقف لا فكاهة الحوار وهذا واضح في القليل جدا من أفلام ومسرحيات الخمسينات....ونعترف أن سيناريوهات وحوارات الأفلام الغربية تفوق كثيرا جدا قدرة الشرقيين علي فهمها حتي المثقفين منهم لأنها في أغلبها عالية المستوى




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !