لم يكن من أهداف الثورة المصرية بالطبع محاكمة قتلة شهداء الثورة ولا محاربة البلطجية ولا كل الأهداف التي أعقبت الثورة لأنها لم تكن قد وجدت بعد ولكنها ظهرت بعد أن حدثت فعلا ولذلك فإن الثورة قد أضافت إلى أهدافها الأولى ما ذكرنا من قبل ...كان يمكن للحكومة السابقة أن تتجنب هذه الجرائم الجديدة لو أنها درست الحدث بعمق وذكاء ...ولكن الحكومة السابقة والرئيس المخلوع أخطأوا في الحساب وظنوا أنها فورة سوف يتولى العادلي إخمادها واعتقال نشطائها ...وكانت مكاسب الفاسدين حافزا على استمرارهم في المخاطرة لأن البديل كان خروجهم من الساحة خاسرين على أي الأحوال....تمت الثورة إلى الحد الذي نراه الآن مع وجود توابعها ولوازمها من الخلل السياسي وغياب الحكمة والتعامل العفوي كرد فعل لما يحدث وليس كتخطيط مسبق يضع في الحساب جداول زمنية معقولة للخروج من هذا التيه ...لا يستعجل الثوار ولا يأخذون الأمر باندفاع قد يحدث زلزلة لأوضاعهم تصنعها أيدي أزلام النظام السابق ومنتفعي الفساد ولكنهم يستمرون في الضغط برفق على المجلس العسكري لكي لا يجعلوه عدوا ولكي لا يرضخوا لأحد حتى يعيد مصر إلى ما قبل الثورة من خلال تثبيت السياسة السابقة وفرضها على مصر بالقوة أو بالتحايل ...إنها مهمة صعبة تستحق الحذر والتصرف بحكمة بالغة حتى نعبر الشهور القليلة العصيبة القادمة
التعليقات (0)