بسم الله الرحمن الرحيم
ماهو المقصود بتطور الفكر الاسلامي
كلنا يعلم ان اول كلمة من الوحي كانت كلمة اقرأ وان الاساس في الحجةعلى الانسان يوم القيامة العقل مما يدل على ان الاسلام اعتمد العقل كاساس للخطاب للانسان ومحاسبته يوم القيامة.
واذا تذكرنا الاية الكريمة اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي فان اول ما نفهم من هذه الاية هو صلاحية الاسلام لكل زمان ومكان والا لما انقطع الوحي وذكرت الاية الكريمة ان امة محمد ستكون شاهدةعلى الناس يوم القيامة وانه عليها تبليغ الاسلام وايصاله الى البشرية جمعاء وهذا من بديهيات القوامة والوسطية لامة محمد عليه الصلاة والسلام.
ولكن انقطاع الاستمرارية في الحضارة الانسانية عدة قرون ادى الى امرين :
الاول انه اذا كانت مصادر التشريع هي القران والسنة والاجماع والعرف مالم يخالف قاعدة شرعية فانه قد حصل تاخرفي استنباط الاحكام الاسلامية منها ,وتطورها مع تطور الحضارة الانسانية وتجمدها في قوالب ثابتة يدعي اصحاب هذه القوالب الثابتة صلاحيتها لكل زمان ومكان دون اعمال الفكر فيها وتطويرها وليس في هذا ادنى شك خروج عن مقاصد الشرع . وابسط مظاهر هذه التاخر تاخر احكام فقه الاقتصاد في الاسلام وتطوره في الخمسين سنة السابقة في فقه المعاملات والمرابحات الى اخر التطورات التي حدثت في هذا المجال والتي ادت الى نشوء البنوك الاسلامية. اما التطور الذي تحكمه القاعدة الحاجة ام الاختراع او الاستنتاج من الاحكام الشرعية فهي لم تطبق بعد في علم الاجتماع والسياسة والتي تحتاج الى تطور في الفكر الذي سيستنتج الاحكام من من ينابيعها ونقصد بهذا التطور هو فهم التطور الحاصل في العلوم الانسانية والتي تخضع الى القاعدة الشرعية انتم اعلم بامور دنياكم, وكما ان العرب هم اول من وثق علوم الجرح والتعديل والذي لم يعرف قبلهم فانه هناك علوم حديثة تطورت نحن بحاجة الى تعلمها لكي نستطيع ان نطور من منهج تفكيرنا والذي لايمس حرمة ديننا والاصول الشرعية التي قام عليها.
اننا نحتاج الى تفكيك القوالب الجامدة وتحليلها الى عناصرها واعتبارها نوعا من الرصيد الفكري الذي يمكن ان نعتمد عليها واظن ان عقليتنا الموروثة والمتجمدة هي اول من يحتاج الى تفكيك وارجاعها الى مصدر البدهيات الاساسية في اية علوم من علوم الاسلام
ولنضرب مثلا على ذلك : ان الشيخ الذي يقوم باصدار فتوى تحرم التظاهر عليه اولا ان يرجع الى احكام الاسلام الاساسية التي تحرم سرقة الشعوب و استغلالها وتبذير اموالها في كل مجال الا مجالات البحث العلمي,هذاالشيخ بحاجة الى تطوير قكره لتحريره من الجمود والقوالب التي حفظها ويفتي بها دون الرجوع الى بديهيات الشرع ومقاصده
الثاني هو استغلال الدين وتسييسه لمصالح الحكام واستغلالهم والسبب في ذلك عدم التطور في الفكر الذي يحاسب هؤلاء المستغلين والمتسترين باسم الدين والذين يظنون ان الشعوب هم بلهاء لايفهمون الصحيح من الخطأ. ان الفكر الاسلامي المتطور هو الذي جعل العربي يخاطب كسرى وقيصر بكلمة واحدة عندما قال الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد الى عبادة رب العباد.
الفكر الاسلامي المتطور هو الذي يجعل الفرد يتلاءم مع ثقافة عصره والتي اظن اننا الاباء اول من يجهلها ونفتخر بحهالتنا وعبوديتنا وان علينا ان لانورث هذا الذل والجهل لاولادنا فانهم خلقوا لزمان غير زماننا فنحن الفنا الذل ومن يهن يهن بسهل الهوان عليه وما لجرح بميت ايلام.
وباختصار المقصود بتطور الفكر الاسلامي تحريره من القوالب الجامدة التي نحفظها وان لانحاول توريثها لاولادنا وان نفتح امامهم ابواب الابداع مع تعليمهم مقاصد الشرع وعدم الخروج عن الاحكام الشرعية.
التعليقات (0)