تاريخ النشر: الاربعاء 9/2/2011م الساعة 14:59م
منذ بداية ثورة 25 يناير على النظام المصري وحركة حماس تراقب بحذر تطورات الأحداث خوفاً من قمع لهذه التظاهرات من قبل النظام المصري، حيث بدأت حركة حماس وبثقل كبير في إرسال عناصرها الأمنين في الوحدة الخاصة لكتائب القسام إلى جمهورية مصر العربية وذلك بعد تسهيل مهمة سفرهم عبر معبر رفح بالتعاون مع ضباط من أمن الدولة في المعبر المصري وبدفع رشاوي لهم ، حيث سافروا كمدنين لأمور مختلفة لقضائها بجمهورية مصر العربية، حيث شهد المعبر الفلسطيني والمصري حركة غير طبيعية في حركة وعدد المسافرين يومي الأربعاء والخميس 26و27يناير أي بعد ثورة 25 يناير بيوم واحد فقط.وكانت هذه الفكرة المدبرة من القيادة السياسية وبالتنسيق مع الجانب العسكري بحركة حماس لهذين اليومين ، كي يتمكن أفراد حماس من الوصول إلى القاهرة بأسرع وقت حتى لا تتطور الأمور الآخذة بالتصعيد لقطع الطرق بين المحافظات ووضع حواجز تفتيشية كثيرة تعيق نحركهم، إضافة إلى وصول أفراد حماس القاهرة والإطلاع عن كثب لما يجري فيها، وللتواصل مع القيادة السياسية والأمنية لحركة الإخوان المصريين لتأمينهم في مصر وحجز لهم أماكن للإقامة بعيداً عن أعين الأمن في ظل إحداث الثورة، حيث قام أفراد حماس بالتواصل مع القيادتين في غزة عبر الإنترنت لوضعهم في صورة الأوضاع مع إرفاق صور وفيديو للأماكن التي سيتم تنفيذ مهمات الإخوان وأفراد حماس لها، ولوضع الخطط المناسبة في آلية التصعيد والبدء بنقطة الصفر وتوجيه الإعلام عبر قناة الأقصى وغيرها لأحداث مصر.
ومع تزايد نبرة العنف لثورة 25 يناير وتزايد أعداد المتظاهرين وسقوط قتلى وإصابات في صفوفهم، انضمت كلاً من الإخوان المسلمين وحركة كفاية لثورة الشباب ومن ثم لحق بها البرادعي وحركة التغيير وأحزاب أخرى لتحقق مستقبلاً مكاسب سياسة على حساب النظام القائم أو العمل على تدمير مصر وسيطرة الإخوان على الحكم بنفس الآلية والوتيرة التي سيطرت بها حماس على غزة، حيث تميزت هذه التظاهرات بعدة ايجابيات سيئة للغاية على النظام المصري برمته ، وهو دخول قناة الجزيرة وتبنيها مع المتظاهرين إسقاط نظام مبارك هذا إضافة إلى الدور الأمريكي وقرارات الخارجية والرئاسة الأمريكية وتوجيهات أوباما لرؤساء الإتحاد الأوروبي بالضغط على مبارك للتنحي وسرعة انتقال السلطة وعدم استخدام العنف، ناهيك عن المتسلقين والمنتفعين من هذه الأزمة وهي حركتي حماس والإخوان المسلمين وحزب الله وإيران وقطر.
حيث تسعى حركة حماس لإسقاط حكم مبارك لعدة أسباب منها أن 1- أن حركة حماس تريد الإفراج عن معتقليها في السجون المصرية أيمن نوفل ووشاح والقوقا وغيرهم والذي اعتقل عدد كبير منهم داخل الأراضي المصرية وبحوزتهم أسلحة وذخائر ، 2- صعود الإخوان على سدة الحكم سيعطي حماس زخماً إعلامياً وبعد إقليمياً ، 3- تري حماس أن النظام المصري عميل ومتآمر على القضية الفلسطينية وخائن وهذا ما قالته مراراً وتكراراً على المنابر في الخطب السياسية الدينية، 4- أن النظام المصري يضغط على حماس بالتوقيع على الوثيقة المصري كسيف مسلط عليها واستبدال النظام سيغير المعادلة السياسية بالشرق الأوسط ، 5- إسقاط النظام لدى حماس سيهل عليها إدخال قافلات الإغاثة لغزة بالأدوية والغذاء والوقود ثم تستفيد منه حماس بزيادة ثرواتها، 6- توسيع الاستثمارات بين حركة حماس والإخوان في مصر وقطاع غزة وتبني مشاريع كبري تدر أموالاً على حماس ،7 – لا ترى حماس بالنظام المصري لأي بادرة سياسة تستطيع انجازها لتحقيق توازن قوى مع اسرائيل في العتاد العسكري وذلك لقيام الأمن المصري بتدمير بعض الأنفاق ،8 – قيام الأمن المصري بإغلاق الأنفاق التي تدر على تجار حماس بأموال ضخمة كأنفاق السيارات وأنفاق إدخال الأسلحة ،9- مصادرة النظام المصري في المطار أو على المعبر المصري أموالاً ضخمة بحوزة قيادات حماس بعد كل عودة لوفود حماس من إيران وسوريا،10- تحكم مصر في إغلاق المعبر وتضييق الخناق على قادة حماس في غزة وقيامهم في اعتقال أي شخصية من حماس وزجها بالسجون المصرية،11- النظام المصري لا يرغب بوجود حماس كجارة لها لجلبها الدمار لشعبها واستخدامها العنف لهم بالقتل والترويع والتعذيب والخطف، 12- ضبط شحنات أسلحة ومتفجرات وبضائع وسلع في مخازن بشمال سيناء كانت في طريقها إلى غزة.
لهذه الأسباب وغيرها تكالبت حركة حماس على النظام المصري وتحالفت مع الإخوان والشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل وقناة الجزيرة وإيران لإسقاط النظام الحاكم في مصر ، متناسية في ذلك وقفة جمهورية مصر العربية للقضية الفلسطينية دوما في المحافل الدولية ، ولكن حماس كعادتها تنكر للجميل ولا تريد الانتظار لان الوقت لديها قد حان للإنقضاض على النظام المصري وبكل الإمكانات المتوفرة والمتاحة لها في مساعدة الإخوان المسلمين في إطاحته.
فقد قامت حركة حماس بخطوات تصعيدية لها نذير شؤم على القضية الفلسطينية وعلى الجالية الفلسطينية الموجودة في مصر غير مبالية لما قد يحدث لهم بعد ذلك، فهي لا تنظر للمستقبل البعيد وليس لها رؤية سياسية واضحة في تعاملها مع النظام المصري، ففي ظل أحداث الشغب التي عمت بها القاهرة قام أفراد الوحدة الخاصة للقسام وبالتنسيق مع الإخوان المسلمين في خطوتين متتاليتين الأولى : القيام بحرق مراكز الشرطة في جميع محافظات القاهرة في ساعة واحدة لإحداث حالة من الفوضى والإرباك وانتشار السلب والنهب والاعتداء على المواطنين الآمنين وذلك بإخراج المساجين منها وهم أصحاب قضايا القتل والمخدرات والشبهه وغيرهم ، أما الثانية : رسم خطة مشتركة للإنقضاض على السجون المصرية الموجودة بالقاهرة (سجن ابو زعبل وتره والقناطر وغيرها من السجون المركزية بالقاهرة)، بعد حرق مراكز الشرطة مستغلين بذلك حالة الرعب والإرباك لدى الأمن المصري والمواطنين ، فقد قامت حركة الإخوان المسلمين بتوجيه أفراد الوحدات الخاصة بحركة حماس وأفراد من خلايا إيرانية عسكرية بأماكن هذه السجون ووضع خطة للهجوم عليها جميعا في ساعة صفر موحدة لعمل إرباك لحراسة الأمن عليها وقتل السجانين والإفراج عن أسرى حماس والأسرى السياسيين لحركة الإخوان المصريين وخلية حزب الله المتهمة بتهريب السلاح لحماس عبر سيناء، حيث استخدموا لذلك الأسلحة الآلية والقنابل اليدوية إضافة إلى سيارات نصف نقل من نوعا تيوتا مجهزة لإخلاء الأسرى والفرار بهم لاماكن أكثر أمناً وبحماية مسلحة تحسباً لأي طارئ إضافة إلى وحدة طبية لمعالجتهم في حال وجود أي إصابة من خلال الإشتباكات مع قوى الأمن، وهذا كله جاء متزامناًٍ وبالاتفاق مع التغطية الإعلامية لقناة الجزيرة لإحداث مصر والتركيز على القضايا المحورية لثورة25 ابريل لإشغال الحكومة والأمن المصري في كيفية الخروج من هذه الأزمة وتحقيق مطالب المتظاهرين، حيث وصل أيمن نوفل ووشاح والقوقا وغيرهم من الأسرى الفلسطينيين قطاع غزة ، إضافة إلى سامي شهاب المتهم بتشكيل خلية لحزب الله لتهريب الأسلحة إلي غزة وضرب مصالح مصرية تضر بالأمن القومي ، حيث كان يقضي حكماً بالسجن ٢٥سنة، هذا فيما لم يتمكن عدد آخر من الأسرى الفلسطينيين الوصول لغزة بسبب اعتقالهم عند نقاط الجيش المتمركزة عند جسر السلام وغيرها من نقاط التفتيش الأخرى.
قام الجيش المصري بالقبض على 20 فلسطينياً ينتمون لحركة حماس ليس معهم سوى بطاقات الهوية كإثبات شخصة وضبط عدد من سيارات نصف نقل محملة بالأسلحة والذخائر معهم في مدينة عين شمس بالقاهرة مما يدلل على دور الأنفاق في تهريبهم الى جمهورية مصر العربية، وجرى تسليمهم جمعيا الى الجيش المصري، كما وتم القبض على خمسة أفراد من حركة حماس في حي المعادي أغني الأحياء المصرية عندما قام الأهالي واللجان الشعبية بتوقيفهم عند محاولتهم للإختباء بإحدى الفلل فيها مستغلة بذلك حالة الفوضى وعمليات السلب والنهب ، وتم ضبط عدد من أفراد حماس الجهاز الإعلامي في مدينة العريش متلبسين بإحدى الجمعيات الخيرية وهم يجهزون لوسائل إعلامية لاستخدامها في مسيرات كانت ستخرج بمدينة العريش والشيخ زويد ورفح إضافة لعدد من أفراد حركة الإخوان المسلمين واعتقال مجموعة أخرى في ميدان التحرير وتم تسليمهم للجيش المصري.
التعليقات (0)