تطمح أن ترتقي أعمالها لتوصل رسالة محبة وسلام للعالم
مها يازجي نحّاته تشكيلية بدرجة الأفق ،،
حاورها : عمر شريقي
مها يازجي فنانة تشكيلية سورية عضوة في نقابة الفنون التشكيلية درست المعهد الهندسي قسم الرسم والتصميم وهو الأقرب للفنون وحملت القلم والريشة لتعبّر عما يجول بداخلها من فنون وأفكار حملتها منذ الصغر بذاكرتها حتى شقّت طريقها للعلن بعد مسيرة حياة مع الأسرة وتربية الأولاد وكان لابد من العودة للموهبة .
وبدأت ترسم على الكانسون بأقلام الفحم وتجسد الأنثى بكل تعابيرها ، وتطور هذا بداخلها حتى عام ٢٠٠٧ عندما انتسبت لمعهد الفنون التطبيقية وبدأت بالخزف والنحت على الطين ولمدة خمس سنوات متواصلة حصلت على الشهادة الفنية للخزف ثم تابعت بالنحت على الحجر الرملي والخشب ومنذ ذلك الوقت مستمرة بشغف النحت، شاركت في معارض جماعية وفردية كثيرة في بلدها وخصوصا معظم المعارض التابعة لوزارة الثقافة والسياحة ولنقابة الفنون التشكيلية وحصلت على تكريمات عديدة ومعارض على الانترنيت في فلسطين ومصر والخليج وكانت مشاركات رائعة ازدادت من ثقافتها الفنية وتعريف بأعمالها عبر الاعلام المقروء والمسموع والمرئي
- ما الذي أغراك بالنحت، ودفعك إليه؟ وبمن تأثرت من النحاتين؟
كثير من الأحداث والمواضيع التي تحيط بنا أحولها لفكرة وأجسدها بعمل نحتي جميل فالقطعة الخشبية القاسية أستمتع ان اشكلها كما أريد وكأنها شيء طري بين يديّ لأخرج منها موضوع فني يعبر عن فكرة واقعية أحكيها وأنحتها بالإزميل والمطرقة وهذا التحدي شدني بقوة لنحت الخشب ..وتكونت خبرتي الفنية التي بنيتها بنفسي بالرغم من صعوبات الحياة لذلك تأثرت بالعوامل المحيطة بي وكل ما يدور من حولي ويشدني كثيراً الفن الواقعي الواضح والمنحوتات الواقعية للفنان العالمي مايكل انجلو وغيره من الفنانين كذلك الاطلاع ومتابعة الثقافة الفنية للمؤسسين الأوائل للفنون وكان لأساتذتي بمعهد الفنون التطبيقية دور هام ومؤثر في أعمالي والمواضيع التي أقوم بتجسيدها
- ما موضوع منحوتاتك؟ وأي موضوع يغلب عليها؟
في أعمالي الخزفية والخشبية جسدت مواقف معينة للإنسان فكانت الأنثى والجنين ومنحوتة العائلة والأنثى برمزية للحنان فهي عشتار الخصب والجمال وفتيات الورود الجميلات وكذلك منحوتات تظهر الشخصية القوية للرجل فكانت قوته تتمثل بالطائرالجارح الجالس فوق رأسه او بملامحه الخشنة وعملت على نحت اليد بعدة تعبيرات فهي حاسة هامة لها مدلولها الواضح .وجسدت شخصية الانسان بشكل الرداء وكنت السباقة بهذا المسار من التشكيل الفني ففكرة اللباس الخارجي يظهر تعبير الشخصية المجهولة
- ما المراحل التي يمر بها إنجازك الفني بدءاً من مراحل تبلور الفكرة في ذهنك وانتهاء بتجسيدها في واقع فني ملموس؟
عملت على انواع عديدة من الاخشاب كالزيتون والليمون والجوز وغيرهم واجملهم الزيتون وهو نسيج متكامل للعمل الفني الذي يصل للمشاهد اذا لامس الواقع الذي يعيشه وفكرة الفنان تنطلق مما يحيط به من مشاعر فرح وحزن وهموم فالفكرة تجتمع في عقلي لتحليلها وإسقاطها على الورق كرسمة بسيطة وأحيانا اجسدها بكتلة طينية صغيرة وبعد دراستها أسقطها على الخشب القاسي لتصبح لينة ومطيعة بين الإزميل والمطرقة التي اتحكم بها ليخرج عمل فني يصرخ انني فكرة متجسدة معبرة عما يجول بداخلي وأراه رسالة من الواقع أنشرها للآخرين
- من أين تستقي أفكارك؟
لابد للفنان أن يرى الواقع والهموم والحب والجمال وفرح الناس لذلك العمل الفني الجيد نراه يلامس الواقع الذي نعيشه فكيفما نظرت وبأي اتجاه هناك قصة يمكن تجسيدها فنياً أحيانا يكون تعبيرياً أو واقعياً أو تجريدياً او سيريالياً .
- أي المدارس الفنية هي الأكثر تأثيراً فيك؟
لابد للفنان ان يطور ثقافته و الاطلاع على المدارس الفنية ككل ولابد له ان ينخرط في أكثر من مدرسة لتصقل موهبته وهنا يستطيع ان يحدد طريقاً ونهجاً يعتمده في اسلوبه الخاص ، وجدت نفسي قريبة من المدرسة الواقعية التعبيرية ففيها تحدي وجهد لإخراج العمل بمقاسات فنية دقيقة ومتساوية ومحسوبة وفكرة واضحة المعالم إلى حد ما بالإضافة الى الرمزية بإسلوب خاص بي
- هل استفاد فن النحت من التقنيات الحديثة، بحيث تجاوز أساليبه التقليدية القديمة ؟
كل شيء في تطور مستمر الأفكار والمفاهيم والأدوات الحديثة التي جعلت العمل الفني أسهل قليلاً وأوفر وقتاً ودقة وهذا ساعد على انتشار الفن والفنانين بكثرة في المجتمعات ومع ذلك مازلت أعتمد في نحتي على الأدوات البسيطة الأساسية كالإزميل والمطرقة حيث تتراقص بين يدي بسهولة وصدق وقد تمكنت من العمل بهذا الأسلوب البسيط فأعمالي يدوية تماماً لها بصمات واضحة وخاصة
9 - هل تشعرين بأن هناك أعمالاً صنعت لك بصمة خاصة في مشوارك الفني؟ وما تلك الأعمال؟
أعمالي هي نتاج فكري درسته بعناية وحرصت ان امزج كل عمل بأسلوب خاص بي ابتعدت عن توضيح الشخصية و أسميته الرداء ففيه أجسد الحركة التعبيرية للعمل ليكون جليّ الفكرة للمتلقي فهذا الرداء الفارغ هو شخص يحتمي من الخوف فيلقي بردائه عليه كغطاءٍ يختبئ تحته وهو رداء ذلك الذي يجلس منتظراً وهو الرداء الذي تستكين له الأنثى وتميل برأسها عليه لتشعر بالإطمئنان والحنان حتى فتيات الزهور يلبسن الرداء لتظهر أنوثتهن بتجرد عن الشخصية ..هذه الأعمال تميزت بها فنياً وسأعمل على إيصالها دائما بما أعرضه
– طموحاتك الشخصية والفنية ؟
النحت هو جزء من شخصيتي وحبي للفنون لذلك أطمح أن أرتقي بفني وثقافتي لأوصل رسالة جميلة ومعبرة ذات طابع خاص من خلال الجهد الذي أبذله لإخراج قطعة فنية مميزة أصل بها لمعارض دولية تكون بمثابة بصمة خاصة تعبر عن طموحي وإرادتي وخيالي الفني .
ولا بد من الشكر الجزيل لأسرة مجلة نورا التي تشجع الفن والفنانين مع تمنياتي لها بدوام الاستمرارية والألق والتألق .
التعليقات (0)