تطبيق الشر لا الشرع
تطبيق الشريعة الإسلامية شعار ترفعه الحركات الايدلوجية الإسلاموية القديمة والحديثة لتٌعزز وجودها وتٌبرر ممارساتها التي لا تخرج عن كونها تطبيقات لأراء تحتمل الصواب والخطأ .
وظيفة الدولة الإدارة والتنظيم وذلك لا يعني بقائها بمنأى عن الإيدلوجيا فالدول ككيانات سياسية تؤمن بعقيدة وتدافع عنها لكنها لا تتدخل فيما لا يعنيها بمعنى لا تفرض رأي أو مذهب على المجتمع بالقوة أو بالترويج فوظيفتها الإدارة والتنظيم والحياد فالأجهزة التنفيذية "الحكومة" والأجهزة الرقابية والتشريعية والمحاكم الدستورية أجهزة تعمل وفق دستور يحدد الصلاحيات والخطوط العريضة ويضع النقاط على الحروف , الحالة السابقة حالة متقدمة في العقل البشري فالدستور فكرة عاقلة والفصل بين السلطات فكرة أكثر تعقلاً , الجهل والتسلط والاستبداد شجع الحركات الإسلاموية " تسييس الدين " على رفع شعار الإسلام هو الحل فارتٌكبت الجرائم باسم الإسلام فضاعت الحقوق والحريات باسم الشريعة التي لم تكن في يومٍ من الأيام ضد القيم الإنسانية , ما تقوم به الحركات الإسلاموية اليوم لا يختلف كثيراً عما قامت به شخصيات التاريخ القديم "العصر الأموي , العباسي , العثماني ,المماليك ,الفاطميين الخ " فاستغلال الدين والتدين لفرض رؤى سياسية على المجتمعات وإلزام المجتمعات بما لا يلزم كاعتناق مذهب معين أو الالتزام بفتوى معينة في قضيةٍ بلغ فيها الخلاف مبلغة ليس شرعاً بل شرٌ مٌستطير !.
الشريعة الإسلامية لا تعني تطبيق الحدود الشرعية الواضحة والصريحة بعد استيفاء الشروط المعتبرة ولا تعني إلزام الناس برأي معين أو مصادرة حرياتهم وحقوقهم بذريعة سد الذرائع أو درء المفاسد التي لو الفراغ القانوني والتنظيمي لما وجدت تلك المفسدة بل تعني قبل ذلك سيادة المجتمع وسيادة سلطاته والعدالة والتعددية والتعايش والسلم والحريات المٌصانة , استقطاب المهزومين نفسياً وفكرياً لحظيرة الأتباع وتجنيدهم لتنفيذ جرائم دموية باسم الإسلام ونصرة الدين ليس غايته تطبيق شريعة الله فالغاية الأساسية لمن يرفع ذلك الشعار أو يتستر بمظاهرة المختلفة هو إقامة نظام حٌكم فاشي فردي , قاعدة "أنتم أعلم بشؤون دنياكم " تؤسس لجملة من المفاهيم أهمها التنظيم الدستوري والفصل بين السلطات وتقنين الشريعة الخ , وثيقة المدينة " بين الرسول وأهل المدينة " أسست لقيام دولة مدنية ولم تؤسس وتٌشرعن ليقام دولة دينية فالدولة المدينة تعني التعددية والتعايش والتسامح والمشاركة والفصل بين السلطات الخ عكس الدولة الدينية التي تستمد وجودها من القمع والاستبداد وانتهاك الحقوق والحريات باسم الشريعة الإسلامية وهذا ما تبحثه عن الحركات والقوى الإسلاموية التي فرضت نفسها على المجتمعات بقوة الإكراه وبسلطة الجهل والتجهيل فمارست الفاشية باسم الشريعة الإسلامية منذ أن أٌقحم الدين في اللعبة السياسة والصراعات المرتبطة بها ..
التعليقات (1)
1 - الدولة او الحكومة
ازهر مهدي - 2016-02-29 22:47:16
هناك شيء يسمى دولة وهناك شيء يسمى حكومة والدولة اعم من الحكومة مشكلة الاسلامويين ومنهم حكام بلدك السعودية وايران دمجوا بين الاثنين وجعلوهما واحدا وهنا الكارثة التي ستدمر الاسلام